شعيب بوسلامة
تتجه كل الأنظار عشية اليوم في تمام الساعة الـ 17:00 إلى قاعة حرشة حسان، حيث ستُجرى واحدة من أشرس المواجهات في نهائي كأس الجزائر لكرة اليد لأقل من 21 سنة، بين أولمبيك مدينة عنابة ومولودية برج بوعريريج، في لقاء يعد بالكثير، بين فريقين قدّما مستويات راقية على مدار البطولة، وبلغا النهائي عن جدارة.
ما يميز أولمبيك مدينة عنابة هذا الموسم هو التركيبة البشرية المتجانسة التي يملكها، والمزيج المثالي بين المهارة والروح القتالية، الفريق العنابي بقيادة المدرب الشاب أشرف حيون ومساعده توهامي، تمكن من إقصاء أندية من الوزن الثقيل في طريقه إلى النهائي، على غرار، شبيبة أمل سكيكدة، وفاق عين توتة، نادي الأبيار، هذا المسار البطولي يثبت أن الفريق العنابي ليس مجرد ضيف في النهائي، بل مرشح حقيقي للتتويج، خاصة أن جل لاعبيه ينشطون في الفريق الأول الذي ضمن البقاء في القسم الممتاز هذا الموسم، ما يعكس التجربة والجاهزية، مولودية برج بوعريريج من جهتها ليست بغريبة عن الأدوار النهائية، وتمتلك بدورها عناصر شابة طموحة، تنتمي إلى مدرسة كروية معروفة بتكوين اللاعبين في كرة اليد، الفريق البرايجي سيدخل اللقاء دون مركّب نقص، وسيراهن على التنظيم الدفاعي والمرتدات السريعة لحسم المواجهة،في لقاءات النهائيات، لا مكان للأخطاء،وستكون التفاصيل الصغيرة هي الفيصل بين المجد والحسرة، والتركيز، واستغلال الفرص، التحكم في الأعصاب، والتعامل مع لحظات الضغط ستكون العوامل الحاسمة.
المدربان يدركان ذلك جيدًا، ومن المنتظر أن نشهد مباراة تكتيكية محكمة،إذا كان أولمبيك عنابة قد برهن على جاهزية بدنية وفنية عالية، فإن الرهان اليوم سيكون ذهنيًا بالدرجة الأولى، فالفريق العنابي مطالب بإبقاء أقدامه على الأرض، والتعامل مع ضغط المناسبة الكبيرة بحنكة، لأن النهائيات كثيرًا ما تُكسب في العقول قبل أن تُكسب في القاعة.
بعيدًا عن لقاء اليوم، فإن أولمبيك مدينة عنابة يُعد مكسبًا لكرة اليد الجزائرية، بفعل العمل القاعدي الممتاز، والطاقم الفني الطموح، ووفرة اللاعبين الشبان الذين يمثلون مستقبل النادي والمنتخبات الوطنية. التتويج سيكون تتويجا لمسار طويل من التضحية والاجتهاد.