خرج لاعبو وطاقم نادي أولمبيك مدينة عنابة لكرة اليد عن صمتهم، عبر بيان جماعي وجهوا فيه نداء عاجلا إلى السلطات المحلية والرياضية، في محاولة لإنقاذ الفريق من وضعية مالية صعبة باتت تهدد استمراريته على ظهر كرة اليد الجزائرية، فمنذ شهر مارس الماضي، لم يتلقّ عناصر الفريق أي مستحقات مالية، رغم الالتزامات والتضحيات التي يقدمونها داخل القاعة وخارجها، وهو ما يكشف أزمة مزمنة تعاني منها الرياضة العنابية في تسيير فرقها النشطة.
وأوضح البيان أن السبب الرئيسي في هذه الوضعية يعود إلى مشاكل إدارية عطلت حصول النادي على الدعم المستحق، إلى جانب عزوف الشركات الخاصة والعمومية عن مساندة الفريق. هذه الأزمة ليست جديدة على أولمبيك مدينة عنابة، إذ تتكرر في كل موسم تقريبا، مما جعل الفريق يعيش على الإصرار والروح الجماعية أكثر من الإمكانات المادية.ورغم ذلك، يواصل اللاعبون تمثيل النادي بشرف وتحقيق نتائج مشرفة، في وقت تتجاهل فيه الجهات المعنية نداءاتهم المتكررة. هذا ويعد أولمبيك مدينة عنابة من أصغر الفرق سنا في القسم الممتاز، وهو ما يجعل تجربته استثنائية في عالم كرة اليد الجزائرية. فاللاعبون الشباب أثبتوا طيلة الجولات الماضية أنهم يلعبون بإخلاص وحماس، غير أن استمرار تجاهلهم من طرف المسؤولين يهدد بانهيار هذا المشروع الرياضي الواعد. اللاعبون والطاقم الفني لم يكتفوا بالتذمر، بل وجّهوا نداء صريحا إلى مديرية الشباب والرياضة لولاية عنابة وبلدية عنابة من أجل التدخل العاجل وإنقاذ الفريق قبل أن تتفاقم الأمور، والمطلب بسيط وواضح تمكين الفريق من مواصلة مشواره في ظروف لائقة تحفظ كرامة اللاعبين وتُثمّن مجهوداتهم.
ففي مدينة بحجم وتاريخ عنابة الرياضي، من غير المقبول أن يبقى ناد ينشط في القسم الممتاز يعاني من العوز المالي والتهميش، فقصة أولمبيك مدينة عنابة ليست مجرد أزمة مالية عابرة، بل مرآة لوضع عام تعيشه العديد من الأندية العنابية في مختلف الرياضات التي تنشط فيها فهي تكافح بأبسط الوسائل للحفاظ على كيانها وهويتها.
ورغم قسوة الظروف، يصرّ أبناء النادي على العمل “بضمير وإخلاص من أجل ألوان الفريق واسم عنابة، جدير بالذكر أن الأولمبيك سيستقبل هذه الجمعة فريق مولودية برج بوعريريج بقاعة شحلف شهر الدين متعددة الرياضات بداية من الساعة الثالثة.