يواجه فلاحو بلدية الشافية وضعا صعبا يهدد إنتاجهم الزراعي، حيث ناشد العديد منهم السلطات المحلية والولائية التدخل العاجل لتزويدهم بالأسمدة المدعمة، بعدما تعرضت محاصيلهم، خاصة القمح والشعير والقمح اللين، لتأثيرات سلبية نتيجة التقلبات الجوية الأخيرة. وأكد هؤلاء الفلاحين أن التأخر في الحصول على الأسمدة الزراعية سيؤدي إلى تراجع المحاصيل، ما قد ينعكس سلبا على الإنتاج الفلاحي المحلي.
و في تصريحات متفرقة، أعرب الفلاحون عن استيائهم مما وصفوه بالتسيير البيروقراطي والتماطل الممنهج من قبل المصالح الفلاحية الفرعية التابعة لدائرة بوثلجة، حيث أشاروا إلى غياب أي إجراءات استباقية لدعمهم رغم أن الظروف المناخية كانت تنذر بضرورة التدخل العاجل. وأضافوا أن الإدارة لم تبادر إلى اتخاذ خطوات ملموسة لتوفير الأسمدة أو تقديم حلول بديلة، مما جعلهم في مواجهة مباشرة مع خسائر قد تكون كارثية.
ويؤكد المتضررون أن ملفاتهم المودعة لدى المصالح المختصة منذ مدة طويلة لم يتم الرد عليها، لا بالقبول ولا بالرفض، ما أثار لديهم تساؤلات عديدة حول أسباب التأخير وعدم التجاوب مع احتياجاتهم الملحة. كما أشار البعض إلى أن محاولاتهم لمقابلة المسؤولين المعنيين باءت بالفشل، إذ لم يتم استقبالهم أو الاستماع إلى انشغالاتهم، إلى جانب نقص الأسمدة، يشتكي الفلاحون من غياب اللجان المختصة التي من المفترض أن تقوم بمتابعة المحاصيل الزراعية، حيث أكدوا أن هذه اللجان لم تقم بزيارات ميدانية للوقوف على الأضرار التي لحقت بالمزروعات، وتقييم مدى الحاجة إلى التدخل العاجل.وأشار بعض الفلاحين إلى أن التعليمات الحكومية المتعلقة بدعم القطاع الفلاحي لا يتم تطبيقها بالشكل المطلوب على أرض الواقع، حيث يعاني الفلاحون من عراقيل إدارية تؤثر على استفادتهم من الأسمدة والمعدات الزراعية التي تعد ضرورية لضمان نجاح الموسم الفلاحي.لم تتوقف معاناة الفلاحين عند نقص الأسمدة، بل امتدت إلى صعوبات في اقتناء المعدات الزراعية، حيث أكد العديد منهم أنهم يواجهون عراقيل في الحصول على الدعم اللازم لشراء الجرارات والحاصدات، رغم أن هذه المعدات تعتبر ضرورية لرفع الإنتاجية وتحسين جودة المحصول.
ويؤكد فلاحو الشافية أن الإجراءات البيروقراطية المعقدة وطول فترة معالجة ملفات الدعم أديا إلى تعطيل مشاريعهم الفلاحية، ما جعلهم يعتمدون على وسائل قديمة لا تفي بالغرض، وتزيد من تكلفة الإنتاج.و في ظل هذه الظروف الصعبة، يوجه فلاحو الشافية نداء استغاثة إلى المسؤولين على مستوى المديرية الولائية للفلاحة والسلطات المحلية، مطالبين باتخاذ إجراءات فورية لتوفير الأسمدة المدعمة في أسرع وقت ممكن، مع تسهيل الإجراءات الإدارية وتمكين الفلاحين من الحصول على الدعم اللازم لمواصلة نشاطهم الزراعي.كما يطالبون بفتح مسالك فلاحية داخل الحقول، مما يسمح لهم بتفقد محاصيلهم بسهولة والقيام بالإجراءات الضرورية للعناية بها، خاصة في ظل المشاكل التي يسببها تجمع مياه الأمطار، والتي تزيد من تعقيد أوضاعهم.
أم دوادي الفهد