استفادت دار الثقافة “علي سوايحي” بخنشلة من مبلغ مالي قدره 73 مليون دج، تم تخصيصه لإعادة تأهيل المبنى وترميمه، وذلك في إطار البرنامج الوطني الذي تموله وزارة الثقافة والفنون.
من المنتظر أن يبدأ العمل في مشروع الترميم وإعادة التأهيل بعد إتمام كافة الإجراءات الإدارية والقانونية اللازمة، وتعد هذه الخطوة من بين العديد من المشاريع التي تسعى إلى دعم وتطوير المؤسسات الثقافية في الجزائر، حيث يعكس هذا التوجه الاهتمام المتزايد بتحسين الظروف التي تتيح للمبدعين والجمهور الاستفادة من فضاءات ثقافية مجهزة بشكل حديث ومتطور.
وبحسب خطة المشروع، سيتم إعادة تجديد العديد من الجوانب الأساسية في دار الثقافة، بما في ذلك استحداث واجهة جديدة للمبنى تتماشى مع متطلبات العصر، وإعادة طلاء كافة الأجنحة الداخلية والخارجية للمرفق.
كما سيشمل المشروع إصلاح شبكتي التموين بالماء والكهرباء اللتين تمثلان عصب عمل الدار، لضمان استمرارية الخدمات بشكل فعال وآمن.
كما سيتم إعادة تأهيل قاعة العروض وتجديد تجهيزاتها بما يتماشى مع أعلى المعايير الفنية، حيث سيتم توفير أجهزة صوتية حديثة تساعد في تحسين جودة الصوت أثناء العروض الثقافية، أما بالنسبة للأهداف الأساسية وراء هذه الترميمات، فإنها تتجاوز مجرد تجديد المرافق، حيث تهدف إلى تثمين هذا الهيكل الثقافي المهم في خنشلة، وتحسين ظروف العمل داخل الدار، فضلا عن تحسين مستوى استقبال الزوار.
كما أن المشروع يساهم في الارتقاء بالنشاطات الثقافية مما سيمكنها من استقطاب جمهور أكبر من محبي الفن والثقافة بمختلف أنواعها. ويعكس هذا التوجه التزام الدولة الجزائرية بتطوير المشهد الثقافي الوطني، ودعم المواهب الشابة في مختلف المجالات الفنية.
وتعتبر دار الثقافة “علي سوايحي” واحدة من أهم المعالم الثقافية في خنشلة، وشهدت العديد من الفعاليات والأنشطة على مر السنين، إضافة إلى كونها صرحا لاستكشاف المواهب وتقديم ورشات فنية متنوعة في مجالات المسرح، الموسيقى والرقص.
وقد ساهمت الأنشطة المتنوعة التي تقدمها دار الثقافة “علي سوايحي” في جذب الزوار من مختلف أنحاء الولاية، وكذلك من المدن المجاورة، كما أن الدار أصبحت ملاذاً للمبدعين والمثقفين الذين يجدون فيها فضاء مناسبا لتنمية مواهبهم وتبادل الأفكار والخبرات.
وفي ضوء هذه التطويرات المستمرة، يتوقع أن تصبح دار الثقافة “علي سوايحي” أكثر قدرة على استيعاب الأنشطة الثقافية المتنوعة وتلبية احتياجات المجتمع المحلي، مما سيسهم في ترقية الحياة الثقافية والفنية في خنشلة، ومن المتوقع أن يكون للمشروع أثر إيجابي على المجتمع المحلي، سواء من خلال توفير فضاء ثقافي أكثر حداثة أو عبر توفير بيئة ملائمة للتفاعل بين المبدعين والجمهور، مما يعزز من مكانة الثقافة والفن في الولاية بشكل خاص، وفي الجزائر بشكل عام.
بقلم: ملاك زموري