بقلم: ابتسام بلبل
شهد أحد أحياء المدينة خلال الساعات الماضية حادثة خطيرة تمثلت في تسمّم أربعة أفراد من عائلة واحدة بغاز أحادي أكسيد الكربون، نتيجة استخدام سخّان حمام قديم ومتهالك، إضافة إلى نزع بطاريات جهاز كاشف أحادي اكسيد الكربون المثبت من قبل سونلغاز طوعيا، ما حرم العائلة من فرصة تلقي إنذار مبكّر كان يمكن أن ينقذهم من الخطر. وقد تم إسعاف الضحايا من طرف عناصر الحماية المدنية، وهم الآن يخضعون للرعاية الطبية بالمستشفى، في وضعية مستقرة حسب المصادر الطبية.
مصالح سونلغاز بعد معاينة المكان والتاكد من نزع الباطريات من قبل العائلة بعد إطلاق عدة انذارات معتبرتها ازعاج تذكر، غاز أحادي أكسيد الكربون يُعرف بـ”القاتل الصامت”، لأنه عديم اللون والرائحة، ويتسلل للجسم دون أن يشعر به الإنسان، مما يؤدي إلى فقدان الوعي ثم الوفاة في حال عدم التدخل السريع. ويُعدّ السخّان التالف أو غير المطابق لمعايير السلامة من أبرز مصادر انبعاث هذا الغاز، خاصة داخل الحمّامات والأماكن المغلقة التي تنعدم فيها التهوية الجيدة.
الحادثة أعادت تسليط الضوء على أهمية الالتزام بقواعد الوقاية، خصوصاً مع دخول فصل الشتاء وتزايد استخدام سخّانات الماء. كما شددت مصالح سونلغاز على ضرورة القيام بصيانة دورية لهذه الأجهزة، والتأكد من مطابقتها للمعايير، إضافة إلى عدم إهمال أجهزة الكشف عن أول أكسيد الكربون أو نزع بطارياتها، لأنها خط الدفاع الأول لتنبيه السكان قبل وقوع المأساة.
وفي هذا السياق، تُوجه دعوة للمواطنين إلى ضرورة فتح منافذ التهوية باستمرار أثناء تشغيل السخّان، وعدم استعمال الأجهزة القديمة أو التي يظهر عليها الخلل، مع الالتزام واحترام الاشارات التي تبعث من جهاز كشف الغاز والحفاظ عليها في وضع تشغيل دائم.
حادثة اليوم هي رسالة واضحة بأن الإهمال البسيط قد يكلّف أرواحاً. وتبقى الوقاية والوعي أهم وسيلة لتفادي تكرار مثل هذه المآسي، حمايةً للأسر وسلامةً للمجتمع.