أكد وزير الاتصال، محمد مزيان، اليوم الاثنين، خلال إشرافه على أشغال اللقاء الجهوي الرابع للصحفيين والإعلاميين بالجزائر العاصمة، أن الثورة التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في العالم تحتم على الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية التوجه نحو التحكم في هذه التقنيات الحديثة بشكل طوعي ومدروس، محذرا من مخاطر الانسياق خلفها دون إدراك، مما قد يؤدي إلى تداعيات سلبية جسيمة.
وأوضح الوزير، أن الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقا واسعة أمام الصحفيين، إذ يمكن استعماله لتسهيل أداء المهام اليومية، وتمكينهم من التركيز أكثر على تحسين نجاعة ونوعية المضامين الإعلامية التي ينتجونها، مشددا على أن التحكم الجيد في هذه التقنيات من شأنه أن يعزز قدرة الصحفيين على تحليل المعطيات والتحري والتحقق من مصادر الأخبار وموثوقيتها.
وفي المقابل، حذر مزيان من أن سوء استخدام هذه التكنولوجيا قد يؤدي إلى مخاطر كبيرة على المهنة والمجتمع، مما يفرض الحاجة الملحة إلى التكوين المستمر لمواكبة التطورات السريعة في هذا المجال، وضمان استعمال آمن ومسؤول لهذه الابتكارات.
وأشار وزير الاتصال إلى أن تطوير الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي سيساهم في دعم السيادة الرقمية الوطنية، وهو مسعى استراتيجي تسعى الجزائر إلى تحقيقه ضمن رؤية شاملة لحماية بيانات المواطنين والحفاظ على الأمن المعلوماتي.
وأكد الوزير استعداده للاستماع إلى اقتراحات الإعلاميين، باعتبارهم أول من سيتعامل مع هذه المكتسبات التكنولوجية في الميدان، داعيا إياهم إلى المساهمة في إعداد ورقة طريق تضبط أخلاقيات استعمال الذكاء الاصطناعي في الإعلام، في ظل وجود ترسانة قانونية وطنية متكاملة لحماية المعطيات الشخصية.