أدانت، أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، المتهم (ق.م) بتسليط عقوبة السجن النافذ لمدة خمس سنوات، لتورطه في جناية تكوين جمعية أشرار بغرض الإعداد لجناية، وجناية اختطاف طفل مقترنة بظروف التهديد بالقتل والتعدد وحمل أسلحة، والإضرار بأكثر من ضحية، وجناية تعذيب شخص، إضافة إلى جنحتي اقتحام حرمة منزل والسرقة بالتعدد، التي كان ضحيتها القاصر (ر.د)، المتهم بسرقة منزل المدعو (ح.ع).
علماً أنه تم في وقت سابق إدانة كل من “ه.ب”، “خ.ع.ن”، “ع.خ”، “ب.م.س.د”، و”د.ز” بعقوبات تراوحت بين 7 و5 سنوات سجنًا نافذًا، لمشاركتهم في نفس الجناية.
وتعود وقائع القضية إلى تاريخ 19 سبتمبر 2024، حين تقدم المدعو “ه.ب”، الساكن بحي بن سالم ميلود ببلدية التريعات، مرفوقًا بالطفل القاصر “ر.د” البالغ من العمر 15 سنة، وهو في حالة يرثى لها، توحي بتعرضه للضرب والتعنيف، متهماً إياه بسرقة مبلغ مالي من منزل صهره “ح.ع”.
غير أن الطفل القاصر صرح بأنه تعرض للتعذيب من طرف “ه.ب” ومن معه، حيث تم إجباره واقتياده بالقوة إلى مقر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني، التي باشرت التحقيق في القضية. وبعد إتمام كافة إجراءات التحري الأولية، تم تقديم أطراف القضية أمام نيابة الجمهورية لدى محكمة برحال.
وبتاريخ 22 سبتمبر 2024، تم سماع الضحية القاصر “ب.ف” بحضور والده “ب.ك”، حيث صرح أنه بتاريخ 18 سبتمبر 2024، في حدود الساعة التاسعة وخمسٍ وعشرين دقيقة ليلاً، كان يتمشى بمحاذاة الملعب المتواجد بحي 60 مسكنًا بالتريعات، حين تقدمت منه مركبة من نوع “تويوتا” كان يقودها “ه.ب” وبرفقته كل من “خ.ع.ن”، و”ق.م”، و”ع.خ” الملقب بـ”فشفوش”، و”ب.م.س.د”، و”د.ز”، و”ق.م” الملقب بـ”سيسيوة”.
حيث تقدم منه كل من “ع.خ” و”ق.م” وقاما باختطافه بالعنف وإركابه على متن المركبة التي كان يتولى قيادتها “ه.ب”، قبل أن يقتادوه إلى الوادي المحاذي للطريق الولائي رقم 107 باتجاه بلدية برحال، أين قام “ه.ب” بصفعه وخنقه بواسطة خيط من سرواله، متهماً إياه بسرقة مال صهره.
ثم قام “د.ز” و”ه.ب” بربطه بسلك معدني من رجليه ويديه، بينما وضع “د.ز” حجرًا في فمه، ووجه له عدة ضربات على مختلف أنحاء جسمه، بمشاركة كل من “ه.ب” و”ع.خ”، الذين انهالوا عليه بالعصي الخشبية، فيما كان “س.م” يتولى تصويرهم.
وتحت وطأة التعذيب، قال لهم القاصر بأن المدعو “د” هو من قام بالسرقة، ليقوموا بعد ذلك بنقله إلى مكان آخر بجانب بئر، وهناك قدم له “ب.م.س.د” الماء، وفك السلك المعدني الذي كان مربوطًا به، ثم غادروا، وبقي كل من “ع.خ” و”س.م” لحراسته.
وفي تلك الأثناء مرّ المدعو “ش.ب.م” وحاول فك القاصر، غير أن “ه.ب” أخرج سكينًا من جيبه ومنعه من ذلك. وبعد حوالي نصف ساعة، أحضروا القاصر “ر.د”، وقاموا بنقله على متن المركبة، وبقي برفقته كل من “خ.ع.ن” و”س.م”، بينما واصل “د.ز”، و”ه.ب”، و”ع.خ” تعذيبه باستعمال عصي خشبية. كما أقدم “د.ز” على حرقه باستعمال ولاعة على مستوى رقبته.
ثم نقلوه إلى المكان المسمى “البحيرة”، وواصلوا ضرب القاصر “ر.د”، الذي اضطر إلى الاعتراف بأن المسروقات موجودة في منزله، غير أنهم لم يجدوا شيئًا هناك، ليقوم “ه.ب” بأخذه إلى مركز الدرك الوطني، على أساس أنه هو من ارتكب السرقة.
رضا. ب
