بقلم: رضا. ب
أدانت، أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، المتهم “ع.س” المدعو “الشبكة” بتسليط عقوبة السجن النافذ لـ10 سنوات، لارتكابه جناية تهريب المهاجرين في إطار جماعة إجرامية منظمة، وجنحة تقليد أختام السلطة العمومية، وذلك إثر تورطه في عمليات بيع وشراء جوازات سفر أجنبية لجزائريين بهدف الهجرة إلى أوروبا عبر تونس، فيما تمت إدانة المتهم الثاني في القضية المسمى “م.م” خلال محاكمة سابقة بعقوبة السجن النافذ لـ5 سنوات.
تعود وقائع القضية إلى تاريخ 7 سبتمبر 2020، على إثر ورود معلومات مؤكدة تفيد بوجود شبكة إجرامية مختصة في التزوير واستعمال المزور وتهريب المهاجرين، يعمل عناصرها على إصدار جوازات سفر وبطاقات إقامة أجنبية للمواطنين الجزائريين الراغبين في الهجرة لمختلف الدول الأوروبية مقابل مبالغ مالية طائلة بالعملة الوطنية والأجنبية.
كما أكدت المعلومات أن المتهم “م.م” هو من يدير الشبكة بمساعدة كل من المدعو “ف.و” والمدعو “ف” المقيمين بولاية عنابة، حيث تم توقيف “م.م” بوسط المدينة على متن سيارته وبعد تفتيشه تم العثور على مبلغ مالي بالعملة الوطنية يقدر بـ72700 دج ومبلغ 10 دنانير تونسية، وبعد التفتيش الدقيق للمركبة تم العثور بداخلها على حقيبة بداخلها 06 أختام، الأول خاص بشرطة الحدود البرية لأم الطبول بيضوي الشكل دخول، والثاني خاص بمطار هواري بومدين دخول، والثالث خاص بشرطة الحدود الجوية لمطار أحمد بن بلة دخول، والرابع والخامس خاصان بشرطة الحدود البرية التونسية دخول وخروج، والسادس خاص بشرطة الحدود للمملكة المغربية خروج، إضافة إلى 03 جوازات سفر أجنبية لدولة فرنسا وبطاقة تعريف أجنبية خاصة بدولة فرنسا، وكذا 03 رخص سياقة أجنبية لدولة فرنسا وقطعتين بلاستيكيتين حمراوي اللون وأربع قطع ورقية بيضاء اللون تستعمل في تزوير رخص القيادة الأجنبية، وورقة بيضاء مكتوبة بخط اليد وهي الوقائع التي أكدها المتهم “م.م”، مؤكدا أن تلك الأغراض التي تم ضبطها داخل حقيبته اليدوية لا تعود له، أما بخصوص الرقم الهاتفي المدون بهاتفه النقال صغير الحجم فهو تحت اسم “ف.شبكة” فهو يعود لموزع رسمي لإحدى علامات السيارات بعنابة.
وتبعا للتحقيقات تم توقيف المتهم “ع.س” المكنى “ف”، وبمواجهته بـ”م.م” أكد الأخير أنه الشخص المكنى “شبكة”، وبعد تفتيش الهاتف النقال للمتهم “م.م”، كانت النتائج إيجابية، أين مكنت عملية البحث من أن المعني يشرف على عملية عبور الأشخاص من الجزائر نحو أوروبا عبر تونس بالتواطؤ مع صاحب الحساب المسجل تحت اسم “شبكة” والذي أكد “م.م” أنه يتواصل معه ويعرفه منذ 15 سنة، كما أنه يتواصل مع أشخاص من خارج الوطن، كما أضاف أنه تواصل مع أشخاص كثر على حساب “واتساب” الخاص به، ويتبادل معهم صور جوازات سفر وبطاقات إقامة أجنبية في محاولة منه لإيجاد طريقة والحصول على جواز سفر لابنه يستعمله في الهجرة السرية إلى إحدى الدول الأوروبية، مؤكدا أنه فعلا اشترى له جواز سفر فرنسي مقابل مبلغ مالي يقدر بـ75 مليون سنتيم، أين قام بوضع صورته عليه وتمكن من الخروج إلى تونس وذلك عبر المسالك الغابية، أين استعمل هذا الجواز وقام بشراء تذكرة إلى دولة إسبانيا وغادر إلى هناك عبر مطار قرطاج تونس، وقد قام ابنه فعلا بإرسال صورة لتذكرة السفر وصورة تثبت وجوده بمطار قرطاج إلى صديقه من أجل إثبات أنه تمكن من تحقيق هجرته، وهذا بعد عدم تمكنه من الاتصال به.