الصريح – شعيب بوسلامة
شدت بعثة المنتخب الوطني الجزائري، ظهر اليوم الرحال نحو العاصمة السويدية ستوكهولم، في إطار تحضيراتها المتواصلة لمواجهة ودية مرتقبة أمام منتخب السويد بعد غد.
وهي المحطة الثانية في أجندة التربص الحالي بعد الفوز المطمئن أمام رواندا بهدفين نظيفين في ملعب الشهيد حملاوي .
غياب عمورة ضربة موجعة
أبرز ما ميّز الأيام الأخيرة من التربص هو تأكد غياب المهاجم محمد أمين عمورة، الذي اضطر لمغادرة مباراة رواندا بسبب إصابة عضلية، قبل أن تُجرى له فحوصات طبية معمقة أكدت استحالة مشاركته في ودية السويد، ويمثل غياب مهاجم فولفسبورغ الألماني صفعة قوية للناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، في ظل محدودية الحلول الهجومية الجاهزة على دكة البدلاء، خاصة في ظل التحديات المستقبلية التي تنتظر “الخضر” في تصفيات كأس العالم 2026.
قرار تسريح عمورة جاء منسجمًا مع السياسة الطبية الجديدة التي تتجنب المجازفة باللاعبين، لكنها في المقابل، فتحت الباب أمام إعادة ترتيب الأوراق في الخط الأمامي.
تسريح بلايلي وتوقاي للتحضير لكأس العالم للأندية
القرار المفاجئ الآخر، تمثل في إعلان الاتحاد الجزائري لكرة القدم، عن تسريح الثنائي يوسف بلايلي ومحمد أمين توقاي، دون تقديم توضيحات وافية للرأي العام. إلا أن مصادر متطابقة أكدت أن التسريح جاء بطلب من نادي الترجي التونسي، الذي يستعد لبطولة كأس العالم للأندية منتصف هذا الشهر، هذا النوع من التفاهمات بين الطاقم الفني للمنتخب والأندية يمثل نقطة إيجابية على مستوى العلاقات المؤسسية، لكنه في الوقت نفسه، يطرح تساؤلات مشروعة حول الأولويات في تواريخ “الفيفا”، خاصة أن كلا اللاعبين يشكلان دعائم أساسية في تشكيلة “الخضر”، ويصعب تعويض انسجامهما بسرعة في ظل الظروف الحالية.
بيتكوفيتش يُراهن على الانضباط التكتيكي
آخر حصة تدريبية أجراها المنتخب في مركز سيدي موسى، ركز خلالها بيتكوفيتش على الجانبين التكتيكي والتقني، ما يعكس تحولًا واضحًا في فلسفة المدرب الذي يبدو أنه لا يعير كثيرًا من الأهمية للاستعراض الفني، بقدر ما يُركز على تنظيم الخطوط وضبط التحركات داخل المستطيل الأخضر، وفي غياب بعض الأسماء المؤثرة، سيجد بيتكوفيتش نفسه مضطرًا لتجريب عناصر جديدة، وهو ما قد يخدم أهدافه طويلة المدى في خلق توليفة موسعة من اللاعبين القادرين على دخول المنافسة القارية والعالمية بقوة، ولكن دون التفريط في نتائج الوديات التي تساهم في رفع مؤشر الثقة داخل المجموعة.
ودية السويد اختبار أوروبي بطموحات تصحيحية
مواجهة السويد تمثل فرصة مهمة لتقييم أداء المنتخب الوطني أمام منافس أوروبي، بأسلوب لعب مختلف عن نظيره الإفريقي، ما يضع اللاعبين أمام تحدي التأقلم مع أنماط متنوعة من الضغط الدفاعي والهجومي، فالفوز على رواندا، وإن كان معنويا، لا يجب أن يُغطي على بعض الثغرات التي ظهرت في وسط الميدان وغياب الفعالية الهجومية في فترات من اللقاء.
ودية السويد قد تُستخدم كمختبر جدي قبل التفرغ لمحطة تصفيات كأس العالم، حيث لا مكان للتجريب أو الأخطاء
_______