قام الوزير الأول، سيفي غريب، اليوم الإثنين, زيارة عمل إلى ولاية جيجل، وذلك بتكليف من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
وفي هذا الصدد، أشرف الوزير الأول على تدشين مركب سحق البذور الزيتية واستخلاص الزيوت النباتية “كتامة أقري فود”, أين تابع, بمقره الاجتماعي, شريطا وثائقيا يبرز مختلف مراحل إنجاز هذا المشروع الصناعي الاستراتيجي, وشريطا آخر حول آلة طي الصفائح المعدنية لبناء صوامع تخزين الحبوب المصنعة بخبرة جزائرية, من طرف شركة صيانة الشرق بقسنطينة.
وبالوحدة 16 بمصنع سحق البذور الزيتية, قام الوزير الأول بافتتاح المقر الاجتماعي للمركب, كما عاين مركز البيانات, حيث تلقى شروحات وافية عن هذا المركب.
من جهته, أوضح المدير العام لمركب “كتامة أقري فود”, فرحاتي عبد العالي, في تصريح صحفي, أن هذا المركب المخصص لسحق البذور يعد “تحديا كبيرا”, نظرا لقدراته الإنتاجية التي تتراوح بين 5000 و6000 طن يوميا, والتي تمكن من استخلاص منتوجين أساسيين هما: الزيت الخام من الصوجا وكذا أعلاف الأنعام.
ويهدف المركب, بالدرجة الأولى, إلى “المساهمة في حماية الأمن الغذائي وتعزيز الاقتصاد الوطني بفعالية”, إذ سيسمح بـ”تغطية أكثر من 20 بالمائة من احتياجات السوق الوطنية من الزيت الخام, إضافة إلى أكثر من 80 بالمائة من حاجيات البلاد من الأعلاف الحيوانية”, وفقا لذات المسؤول.
على صعيد آخر, “يوفر المركب في مرحلته الأولى أكثر من 350 منصب عمل مباشر, على أن يرتفع العدد إلى ما يزيد عن 400 منصب مباشر, بعد دخول المنشأة في مرحلة المردودية الكاملة”, فضلا عن “استحداث ما بين 1500 و2000 منصب شغل غير مباشر لفائدة سكان المنطقة, بما يعزز الحركية الاقتصادية والاجتماعية محليا”, يضيف السيد فرحاتي.
وفي المحطة الثانية من هذه الزيارة, عاين الوزير الأول أشغال إنجاز الشطر الثاني من مشروع توسعة نهائي الحاويات بميناء جن- جن, كما استمع إلى عرض تقني حول هذا المشروع المهيكل, والذي يندرج في إطار دعم القدرات المينائية وتعزيز الحركية الاقتصادية للبلاد.
وفي تصريح صحفي أدلى به في ختام هذه الزيارة, أبرز الوزير الأول حرض الحكومة الحالية على خدمة المواطن, تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, مشيرا إلى أن “عملها سيرتكز على الميدان والتحدث بلغة الأرقام”.
والتزم غريب بتجسيد المشاريع التي كانت محل عمليات نهب من أموال الشعب, مؤكدا أن الحكومة ستسهر على “المتابعة الدقيقة لها”, وفقا لتعليمات رئيس الجمهورية.
وفي هذا المنحى, ذكر غريب بأن مركب سحق البذور الزيتية واستخلاص الزيوت النباتية “كتامة أغري فود”, كان قد “تم استرجاعه في وقت لم تتجاوز نسبة إنجازه 20 بالمائة, في حين فاقت التحويلات البنكية الخاصة به 60 بالمائة, وهو ما يكشف عن حجم نهب الأموال”.
وأضاف بأن توجيهات رئيس الجمهورية والتزامه أمام الشعب الجزائري باسترجاع هذه الأموال “تجسد, اليوم, بفضل إطارات جزائرية خالصة من خريجي المدرسة الجزائرية, والذين استلموا المشروع رغم تعقيداته التقنية والتكنولوجية”, ما سمح بـ “اقتصاد ما بين 7 و8 مليون دولار للخزينة العمومية”, بفضل هؤلاء الإطارات.
وفي ذات الشأن, لفت غريب إلى تمكن مؤسسة ناشئة جزائرية من “إنجاز عملية مقابل 6 ملايين دج, كان مكتب دراسات أجنبي قد طلب مليون دولار من أجل تنفيذها”, وهو ما يعكس “استرجاع الثقة في الكفاءات الوطنية”.
ومن جهة أخرى, شدد الوزير الأول, خلال معاينته لأشغال الشطر الثاني من مشروع نهائي الحاويات بميناء جن-جن, على ضرورة تسريع وتيرة استرجاع الفضاءات الموجودة على مستوى الميناء, من أجل تصدير مادة الاسمنت, مع تخصيص 20 هكتارا لفائدة الخواص والمستثمرين, لإنجاز صوامع تخزين موجهه للتصدير.
وتندرج هذه الخطوة, مثلما أوضح, في إطار تنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية بإنشاء مرفأ خاص بتصدير الاسمنت, مضيفا أن “الحكومة تراهن على الاسمنت كمنتوج استراتيجي, مع منح الأولوية للمؤسسات الجزائرية في عملية التصدير”, ليتابع بالقول: “من عاهد وفى …توجيهات رئيس الجمهورية وتعهداته تجسد اليوم بأيدي إطارات جزائرية, عبر استرجاع المشاريع المنهوبة في إطار محاربة الفساد”.
من جهة أخرى, عاد غريب للتذكير بالنجاح الذي عرفه معرض التجارة البينية الافريقية, وهو الحدث الذي فتح أبواب افريقيا أمام الاقتصاد الجزائري.
يذكر أن الوزير الأول كان مرفوقا, خلال هذه الزيارة, بكل من وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل, سعيد سعيود ووزير الصناعة, يحيى بشير.