سلّطت، أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، عقوبة المؤبد في حق المتهم “ب.ح.ع”، لتورطه في جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، المرتكبة من شاب جزائري خارج إقليم الجمهورية، وجنحة انتحال اسم الغير في ظروف أدت إلى قيد حكم في صحيفة السوابق القضائية، وذلك لتورطه في قتل الضحية “م.م” بإيطاليا، بعد توجيه 27 طعنة له بمشاركة صديقه “ر.ر” الذي لا يزال في حالة فرار.
تعود وقائع القضية إلى تقدّم شقيق الضحية “م.م” سنة 2023 إلى الجهات الأمنية بشكوى ضد المتهم “ب.ح.ع”، مع توجيه تهمة قتل شقيقه “م.م” في مدينة نابولي بإيطاليا سنة 2010، وذلك بعد أن وصلت إليه معلومات تفيد بأنه متواجد في ولاية عنابة، حيث تم فتح تحقيق في القضية أسفر عن توقيف المتهم “ب.ح.ع” وبحوزته هوية مزورة تحمل اسم “ش.ف” يُرجّح أنه كان يستغلها في تنقلاته لعدة سنوات، كما أكدت التحقيقات الأمنية أنه كان متواجدًا بولاية تمنراست خلال السنوات الماضية.
واستكمالًا للتحقيقات، تم سماع شقيق المتهم الذي أكد أنه في سبتمبر 2010 تلقى اتصالًا من قبل أحد معارفه بإيطاليا يؤكد أن شقيقه الأصغر قد تم قتله على مستوى المنزل الذي يقيم فيه، لينتقل إلى مدينة “نابولي” التي كان يقيم فيها، حيث التقى بمجموعة من الأصدقاء الذين دلّوه على المنزل الذي وقعت فيه الجريمة. وأكدت له صاحبة المنزل المسماة “ماريا دومينيكا” أنها شاهدت من شرفة منزلها، كونها تقيم في الطابق العلوي، بينما الضحية كان يستأجر الشقة التابعة لها في الطابق الأول، أن المسمى “ر.ر” قام بإمساك الضحية بقوة فيما قام المتهم الرئيسي “ب.ح.ع” بقتله بتوجيه ضربة على مستوى الرقبة و27 طعنة على باقي أنحاء الجسم، ثم صعد إليها وطلب منها أن تتصل بالإسعاف وغادرا المكان فورًا. مضيفة أنها كانت خائفة وقامت بإغلاق الباب على نفسها ثم اتصلت بالشرطة والإسعاف، كما أكد العديد من معارفهما أنهما هربا إلى فرنسا.
كما أضاف شقيق الضحية أن المتهمين توجها إلى صاحب منزل بداية شهر سبتمبر 2010 وطلبا منه أن يسمح لهما بالبقاء عنده لعدة أيام، فوافق كونهما أبناء حي واحد بسيدي سالم. مضيفًا أنه ليلة الوقائع قام المتهمان بالاعتداء على جزار الحي، وأخذا كمية من اللحم إلى المنزل الذي يقطنان به وهو غير موجود، وطهيا اللحم وتناولا المشروبات الكحولية، الأمر الذي أزعج مالكة المنزل التي اتصلت بالضحية، عندها عاد وطلب منهما المغادرة، ليقوم “ر.ر” بإمساكه بقوة فيما قام “ب.ح.ع” بطعنه بسكين من الحجم الكبير. كما أكد أن الضبطية القضائية الإيطالية عثرت بمسرح الجريمة على هوية مزورة للمتهم تحمل صورته ومعلوماته الشخصية مع اسم ولقب مواطن تونسي “ر.ر”.
ولدى سماع المتهم “ب.ح.ع” أمام هيئة المحكمة، أنكر جميع التهم المنسوبة إليه، مؤكدًا أن صديقه “ر.ر” الذي لا يزال بإيطاليا هو من قام بطعن الضحية “م.م” وهو في حالة “سكر” بسبب خلاف بينهما، فحاول تهدئتهما، ثم ترك الضحية واقفًا وأوصى به شخصًا مغربيًا للاهتمام به، وأخذ “ر.ر” لمنعه من مواصلة الاعتداء على الضحية، وذلك بعد أن أكد خلال سماعه للمرة الأولى أن المسمى “ع.ر” تونسي الجنسية هو من قام بقتله. فيما صرّح الشاهد “م.ع.ح” والد المتهم “ر.ر” أن ابنه قد تحصل على البراءة في محكمة إيطاليا، وأكد له بأنه لم يشارك في جريمة قتل الضحية، وأضاف أن تقرير التحقيقات الإيطالية أكد أن البصمات على سلاح الجريمة تابعة للمتهم “ب.ح.ع” وليس لابنه، مؤكدًا أنه لا يعرف المتهم “ب.ح.ع” ولم يسبق له رؤيته.
رضا.ب