بقلم: أم دوادي الفهد
لا تزال قرية البراكنة ببلدية الذرعان في ولاية الطارف تعيش يوميات قاسية وسط أوضاع مزرية أنهكت سكانها منذ سنوات، في ظل غياب أبسط ضروريات العيش الكريم.
وأول ما يشتكي منه المواطنون هناك هو وضعية الطرقات الداخلية التي تحوّلت إلى مسالك وعرة مليئة بالحفر والأوحال، ما جعل التنقل معاناة حقيقية سواء بالنسبة للمركبات أو الراجلين، لتزداد الأمور تعقيدًا مع حلول فصل الشتاء حيث تتحول القرية إلى برك طينية تعزل السكان عن محيطهم.
وتتضاعف معاناة التلاميذ بشكل لافت، خاصة حول المدرسة الابتدائية التي يغرق محيطها في الأوحال عند كل تساقط للأمطار، ما يجعل التحاق الأطفال بمقاعد الدراسة معاناة حقيقية تجبرهم على ارتداء “البوط”. ورغم أن هذه القرية ذات كثافة سكانية معتبرة، إلا أنها حُرمت من البرامج التنموية.
وإلى جانب مشكل الطرقات، يواجه سكان البراكنة أزمة أخرى تتمثّل في انعدام الإنارة العمومية، حيث تتحول ليالي القرية إلى ظلام دامس أجبر الأهالي على التزام منازلهم مبكرًا خوفًا من الاعتداءات والسرقات التي ينفذها بعض المنحرفين في غياب شبه كلي لمظاهر الأمن، وهو ما جعل الكثير من السكان يصفون قريتهم بالمحرومة من أبسط شروط الحياة العادية.
سكان القرية، وأمام هذا الواقع المرير، يجددون مناشدتهم للسلطات الولائية وعلى رأسها والي ولاية الطارف، قصد برمجة زيارة ميدانية للوقوف على حقيقة معاناتهم اليومية، آملين أن تكون تلك الزيارة بداية فعلية لتجسيد مشاريع تنموية طال انتظارها، وعلى رأسها تعبيد الطرقات، إنجاز شبكة للإنارة العمومية، وتوفير الأمن، حتى تستعيد البراكنة مكانتها وتخرج من دائرة التهميش التي طالتها لسنوات.