أدانت، أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة المتهم “ح.م.أ” بعقوبة السجن النافذ لمدة 10 سنوات، لتورطه في جناية محاولة القتل العمدي، والتي كان ضحيتها المسمى “ر.أ”، بعد تعرضه لاعتداء بالسلاح الأبيض من قبل صديقه بحي بوخضرة في البوني، فيما التمس ممثل الحق العام تسليط عقوبة السجن النافذ لمدة 20 سنة.
تعود وقائع القضية إلى 3 نوفمبر 2023، في حدود الساعة الثالثة والنصف مساءً، إثر تلقي مصالح الأمن نداءً من قاعة الإرسال مفاده استقبال مصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي ابن رشد بعنابة شخصًا مصابًا بجروح جراء تعرضه لاعتداء بسلاح أبيض. وعلى الفور، تنقلت عناصر الضبطية القضائية إلى المكان، ليتبين أن الأمر يتعلق بالمسمى “ر.أ”، الذي خضع لعملية جراحية وبقي تحت الرعاية الطبية نظرًا لحالته الحرجة.
وأكدت والدته أنه تعرض للاعتداء بتاريخ 1 نوفمبر 2023 في حدود الساعة الثالثة مساءً بالقرب من الساحة العمومية ببوخضرة 03، من طرف شخص مجهول الهوية آنذاك. وفي 16 نوفمبر 2023، تم سماع أقوال الضحية بمقر سكناه لعدم قدرته على التنقل، حيث صرّح بأنه تلقى، يوم الوقائع، اتصالًا هاتفيًا من طرف المشتكى منه المدعو “ل”، المكنّى “سردوك”، الذي طلب منه اللقاء لأمر يخصّه، موضحًا أن هناك أشخاصًا يبحثون عنه كونه مدينًا لهم بمبلغ مالي.
وأضاف الضحية أنه التقى بالمشتكى منه حوالي الساعة الرابعة والنصف مساءً من نفس اليوم بالقرب من مديرية المجاهدين ببوخضرة 03، وأن الأخير، ودون سابق إنذار، أشهر سلاحًا أبيض من نوع “كرونداري” ووجّه له طعنة على مستوى البطن، فتمكن من الإفلات منه واتجه نحو محور الدوران المحاذي لمديرية المجاهدين، أين قام أحد المواطنين بنقله على متن مركبته إلى المستشفى.
وأشار الضحية إلى أنه كان على خلاف سابق مع المعتدي عندما كانا بفرنسا، غير أن الخلاف تم حله وديًا، مؤكدًا أنه يجهل سبب إقدام المتهم على فعلته. كما قدّم شهادة طبية تُثبت عجزًا عن العمل لمدة 30 يومًا.
واستكمالًا للتحقيقات، تم تحديد هوية المتهم بعد استغلال رقم الهاتف، ولدى عرض صورته على الضحية تعرف عليه من الوهلة الأولى، مؤكدًا أنه هو من اعتدى عليه بالسلاح الأبيض. وقد انتقلت عناصر الأمن عدة مرات إلى مقر سكناه ببوخضرة، دون العثور عليه، ليتبين أنه في حالة فرار رغم توجيه عدة استدعاءات له. ويتعلق الأمر بالمسمى “ح.م.أ” المدعو “سردوك”.
وخلال جلسة المحاكمة، أنكر المتهم علمه بالقضية، نافياً أن يكون في حالة فرار، غير أن هيئة المحكمة وبعد المداولات، أدانته بعقوبة السجن النافذ لمدة عشر سنوات