شهدت مختلف ولايات الوطن، يوم أمس السبت، مشاركة واسعة وغير مسبوقة للمواطنين من مختلف الفئات والأعمار في الحملة الوطنية لغرس مليون شجرة، التي أطلقتها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري بالتعاون مع جمعية “الجزائر الخضراء”، وسط تجنّد غير مسبوق لإنجاح هذه المبادرة البيئية التي تتزامن مع إحياء اليوم الوطني للشجرة (25 أكتوبر).
انطلاق من تيزي وزو تحت شعار “خضراء بإذن الله”
أُعطيت إشارة الانطلاق الرسمي للحملة من غابة “أومالو” ببلدية آيت أقوعاشة بولاية تيزي وزو، وهي منطقة كانت قد تضررت سابقًا من الحرائق، حيث تم غرس 1360 شجيرة من أشجار الفلين ذات القيمة الاقتصادية العالية.
وأشرف على الانطلاق وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري ياسين المهدي وليد رفقة وزير الشباب المكلف بالمجلس الأعلى للشباب مصطفى حيداوي، وذلك تحت شعار “خضراء بإذن الله”.
وشارك في العملية الهيئات التربوية والتعليمية والجمعيات والشركات العمومية والخاصة، في مشهد يعكس روح التضامن والوعي البيئي لدى الجزائريين.
الوزير وليد: “مشاركة ملايين الجزائريين دليل على وعي بيئي متجذر”
وفي تصريح للصحافة، أعرب الوزير ياسين المهدي وليد عن ارتياحه للمشاركة الواسعة لملايين الجزائريين في هذه الحملة التي تهدف إلى تعزيز الغطاء الغابي الوطني.
وأشار إلى أن الإحصائيات الأولية الواردة من مختلف ولايات الوطن تشير إلى إمكانية تجاوز الهدف المسطر والمتمثل في غرس مليون شجيرة، مؤكدًا أن هذا النجاح يعود إلى روح التضامن الوطني والعمل الميداني الفعال لجمعية “الجزائر الخضراء” التي يرأسها الناشط فؤاد معلى.
كما ذكّر الوزير بالأهمية الكبيرة التي يوليها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لعمليات التشجير ومشاريع التنمية المستدامة.
الجنوب الجزائري: عمليات واسعة ومشاركة مؤسساتية قوية
وفي ولايات الجنوب الجزائري الكبير، عرفت الحملة زخمًا مميزًا ومشاركة واسعة من مختلف القطاعات والهيئات النظامية والمؤسسات العمومية والخاصة.
ففي ورقلة، أشرف وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي رفقة وزير الرياضة وليد صادي على انطلاق العملية التي تستهدف غرس 10 آلاف شجيرة، بينما تمت بولاية توقرت غراسة أكثر من 55 ألف شتلة من الأصناف الملائمة لمناخ المنطقة.
أما في المغير، فقد أُطلقت حملة لغرس 1500 شجرة بمشاركة الجيش الوطني الشعبي، الدرك الوطني، الأمن الوطني، الحماية المدنية ومحافظة الغابات.
وفي إيليزي، بلغت الحصيلة الأولية 11669 شجرة، فيما شهدت تندوف غرس ما بين 3500 و4000 شجرة، وأدرار حوالي 5210 شجيرات.
ولايات الوسط: ديناميكية بيئية لافتة
عرفت ولايات الوسط مشاركة فعالة في العملية، فبالعاصمة، أشرف وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية سيد علي زروقي رفقة والي الجزائر محمد عبد النور رابحي على عملية غرس أكثر من 12 ألف شجيرة بغابة “مقطع خيرة” ببلدية المعالمة.
وأكد الوزير زروقي أن الإقبال الكبير للمواطنين والجمعيات يعكس الوعي البيئي المتنامي لدى المجتمع الجزائري، مشيرًا إلى أن مشروع “الجزائر الخضراء” يمثل رؤية وطنية للمستقبل.
كما أشرف وزير الفلاحة على الحملة من منطقة سور الغزلان بولاية البويرة، بينما تم بولاية البليدة غرس أكثر من 20 ألف شجيرة، منها 2700 شجيرة بأعالي جبال الشريعة.
وفي الشلف، تم تخصيص أكثر من 20 ألف شجيرة عبر 16 موقعًا في 12 بلدية، بمشاركة فعالة للجمعيات والمواطنين.
أما في المدية، فقد تمت تهيئة أكثر من 31 ألف شجيرة للغرس عبر 64 بلدية، مع تنظيم حملات على مستوى السد الأخضر بعدة مناطق.
وفي عين الدفلى، تستهدف العملية غرس 33 ألف شجيرة، بينما شهدت تيبازة غرس 5500 شجيرة من أصل 25 ألف مبرمجة.
ولايات الغرب الجزائري: مواصلة الجهود نحو الجزائر الخضراء
بغابة جامعة العلوم والتكنولوجيا “محمد بوضياف” بوهران، تم غرس 12 ألف فسيلة، في حين شهدت تلمسان غرس 5000 شجرة بغابة “تزاريفات”.
وفي عين تموشنت، تمت غراسة 12 ألف شجرة عبر 24 موقعًا في 15 بلدية، مع برنامج متواصل لغرس أكثر من 94 ألف شجيرة إلى غاية مارس 2026.
أما تيسمسيلت، فقد خصصت 20 ألف شجيرة بمشاركة واسعة من مختلف فئات المجتمع.
الشرق الجزائري: مشاركة مؤسساتية ومجتمعية مميزة
عرفت ولايات الشرق بدورها تجاوبًا كبيرًا، حيث شهدت قسنطينة عملية غرس 17 ألف شجيرة بمنطقة ذراع الناقة بمشاركة الجيش والأمن والدرك والحماية المدنية والجمارك والكشافة والتلاميذ.
وفي عنابة فقد تم غرس 30 ألف شجرة عبر مختلف البلديات، وكذا هو الحال في سكيكدة وقالمة والطارف.
وفي ميلة، تم توفير 20 ألف شجيرة موزعة على 16 موقعًا غابيًا و10 مواقع حضرية، بينما خصصت جيجل 25 ألف شجيرة في 90 موقعًا بمناطق “مزغيطان” و”المرج”.
أما سوق أهراس، فقد شهدت العملية غرس 5 آلاف شجيرة بمشاركة واسعة من الأسلاك الأمنية والجمعيات والنوادي الخضراء والطلبة.