كشف، أمس، الوالي عبد القادر جلاوي عن انطلاق مراجعة المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير مابين كل من بلديات عنابة، البوني، الحجار، سيدي عمار وسرايدي.
ويتم ذلك وفق الوالي، بإنجاز مخطط إستراتيجي مستجد ومستدام لتطوير المنطقة حتى سنة 2045، من خلال تحسين النسيج الحضري مع اقتراح مناطق للتوسع السكني والاستثماري وتحسين البنية التحتية بشكل متكامل، إلى جانب بعض المشاريع الأخرى للتحسين الحضري عبر كافة بلديات الولاية على غرار شاطئ سيدي سالم والعديد من الأحياء، كما تم تحديد مواقع لإنشاء منطقة نشاط مصغرة بكل بلدية.
وفي إطار إنجاز المخطط الاستراتيجي لولاية عنابة، أوضح الوالي جلاوي، في كلمته، خلال الدورة العادية الرابعة للمجلس الشعبي الولائي لسنة 2024، تمحور جدول أعمالها حول ملف النقل، أنه تمت دراسة مشاريع تنموية بهدف تحسين البنية التحتية وتطوير المدينة على غرار الواجهة البحرية، ومرافق هيكلية واستثمارية سياحية وأخرى ترفيهية، إضافة إلى إنهاء الدراسة الخاصة بالطريق الاجتنابي لبلدية عنابة الذي يمر بالجهة الغربية لساحل عنابة باتجاه الشواطئ، مع إتمام دراسة الواجهة البحرية، كما تمت دراسة طريق اجتنابي ببلدية برحال لتخفيف الضغط المروري، حيث تم اقتراح تسجيلها من أجل تخصيص غلاف مالي لتجسيدها.
ولفت في معرض حديثه إلى استقباله لبعثة من المجلس الشعبي الوطني عن لجنة النقل والشؤون الاقتصادية التي قامت بزيارة للاطلاع على المشاريع ميدانيا.
مشاريع كبرى و12 مؤسسة تربوية في 2025
وأكد الوالي عنابة على أنه تمت خلال السنة الماضية إعادة بعث العديد من المشاريع الكبرى على غرار إنجاز مجلس القضاء والمركز الوطني للتكوين، وإعادة تأهيل مستخدمي الجماعات المحلية بالبوني، وفيما يخص سد بوحديد لحماية المدينة من الفيضانات، فقد أكد الوالي على أنه سيتم استلامه في شهر جويلية المقبل، أما حول التنمية المحلية الجوارية فقد أضاف بأن الولاية استفادت من اعتمادات مالية ممنوحة للبلديات لسنة 2025، والتي خصصت لها 261 عملية تنموية لبعض البلديات والمديريات الولائية، وفيما يتعلق بقطاع التعليم فقد أكد الوالي جلاوي على أنه قد تم تسجيل 10 عمليات جديدة في سنة 2025، فيما يتوقع استلام خلال الدخول المدرسي 2025/2026 12 مؤسسة تربوية منها 3 ثانويات، 4 متوسطات و5 ابتدائيات، مع تخصيص غلاف مالي قدره 830 مليون دج لإعادة عقود التمويل لكافة البلديات من صندوق التضامن والضمان والجمعيات المحلية، من أجل التكفل بالتلاميذ خاصة فيما يتعلق بالتدفئة والوجبات الساخنة.
تحضيرات شهر رمضان وموسم الاصطياف
وبخصوص التحضير لشهر رمضان المبارك، كشف الوالي عن تخصيص 7 أسواق جوارية، موزعة على داوئر الولاية من بينها سوقان نموذجيان بسيدي عمار وآخر مغطى بالمقاطعة الإدارية ذراع الريش، على أن يتم تعميمها على الأقطاب السكنية الجديدة، والتي ستشهد مشاركة أكثر من 180 منتجا ومستوردا وتاجر جملة، لعرض المواد الغذائية بأسعار مناسبة مباشرة للمواطن، لتعزيز وفرة المواد الغذائية خلال الشهر الفضيل، كما أشار إلى استقبال حوالي 20 طلبا لفتح مطاعم الإفطار من أجل ترخيصها، إضافة إلى طلبات الترخيص لعمليات توزيع الوجبات الساخنة والمحمولة عند الإفطار، كما تم إحصاء 3503 مرشحين للمنحة التضامنية حيث تم رصد لها ميزانية 281 مليون دج من بينها 260 مليون من مساهمة الدولة وحوالي 50 مليون دج من ميزانية البلدية و25 مليون دج من مساهمة قطاع التضامن وميزانية الولاية بنسبة تكفل تعادل 100 %، أما بالنسبة للتحضيرات لموسم الاصطياف، فسيتم استكمال مخطط 2024 الذي شمل عملية تهيئة كبرى، تضمن إعادة دراسة تهيئة الواجهة البحرية بسيدي سالم، وتهيئة شاطئ مركز بلدية شطايبي، حيث ينتج عن انجاز هذه الدراسات 3 شواطئ جديدة بسيدي سالم 1 وشطايبي.
إعادة تنظيم محطات النقل
وإلى ذلك، أكدت لجنة تهيئة الإقليم والنقل، بالمجلس الشعبي الولائي أنه ونظرا للازدحام المروري في مدينة عنابة، وقدم محطات النقل وعدم تهيئتها لعقود من الزمن، وجب التركيز على هذا القطاع وبداية من تنظيم المحطات وعصرنتها، وذلك من خلال تحويل كل سيارات الأجرة ما بين الولايات المتواجدة بمحطة سيدي إبراهيم وكذا حافلات ولاية الطارف وقالمة وسوق أهراس، المتواجدين بمحطة سيدي إبراهيم للحافلات إلى محطة محمد منيب صنديد، وذلك بعد الانتهاء من مشروع التوسعة على مستوى محطة محمد منيب صنديد، وبالتالي تصبح كل الحافلات وسيارات الأجرة ما بين الولايات متواجدين بهذه المحطة، إضافة إلى تسجيل عملية تهيئة وعصرنة كل من محطة سيدي إبراهيم لسيارات الأجرة وسيدي إبراهيم للحافلات وتحويل سيارات الأجرة ما بين البلديات المتواجدين على مستوى حقل مارس باستثناء ذراع الريش “سيارات الأجرة والحافلات”، وكذا حافلات ما بين البلديات المتواجدين بمحطة كوش نور الدين إلى هذه المحطات، مع إعادة تهيئة وعصرنة محطة كوش نور الدين، والتحويل النهائي لمحطة سویدانی وجعل محطة كوش مختصة في النقل الحضري بالنسبة لسيارات الأجرة للنقل الجماعي والحافلات الحضري إضافة إلى وسائل النقل لذراع الريش.
الممرات غير المحروسة وسرقة الكوابل أبرز مشاكل السكة الحديدية
وفيما يخص المشاكل التي تعيق السكة الحديدية، فقد أكدت لجنة تهيئة الإقليم والنقل على أن السكة الحديدية تشهد ظاهرة تعدد الممرات غير المحروسة والممرات العشوائية ، حيث يبلغ عدد الممرات المحروسة 11، فيما يصل عدد الممرات غير المحروسة 46 ممرا و09 ممرات عشوائية، حيث تعد الممرات غير المحروسة بمثابة نقاط سوداء أدت إلى العديد من الحوادث المميتة، والتي يستوجب إيجاد حلول استعجالية للقضاء عليها، أما الممرات العشوائية والتي هي في تزايد عبر شبكة السكة الحديدية فهي أيضا تعد خطرا محدقا وتسبب العديد من الحوادث الخطيرة، لهذا تطالب اللجنة بالقضاء على هذه الممرات لسلامة المواطنين والسماح لشركة السكك الحديدية بأداء واجبها في أحسن الظروف.
وبالنسبة لسرقة التجهيزات والكوابل، فحسب التقرير المقدم من قبل المديرية الجهوية للسكك الحديدية بعنابة، لوحظ العدد الهائل من حوادث السرقات التي مست الشركة لمختلف التجهيزات والكوابل بأنواعها، وذلك عبر طول شبكة السكة الحديدية الجهوية، حيث تعرضت الشبكة بولاية عنابة لـ76 عملية سرقة، ناهيك عن ظاهرة الرشق بالحجارة التي استفحلت في الآونة الأخيرة، وأدت إلى جرح عدد من السائقين وكذا الركاب، بالإضافة إلى تحطيم عدد كبير من العربات، ويستوجب الوقوف عندها ومحاولة القضاء عليها بمختلف الأساليب سواء كانت توعوية أو ردعية، لذلك تطالب لجنة تهيئة الإقليم والنقل تغطية شبكة السكك الحديدية في المناطق العمرانية بكاميرات مراقبة، وخاصة النقاط السوداء لتأمين سلامة المواطنين والمركبات، إضافة إلى تسجيل ربط المدينة الجديدة ذراع الريش بالسكة الحديدية خصوصا بعد تسجيل الدراسة، ضرورة نزع الحشائش وتقليم الأشجار التي تعيق حركة القطار على طول شبكة السكة الحديدية، ودراسة إعادة تأهيل خط السكة الحديدية الذي يربط القطب الحضري للقنطرة، عين جبارة، حجر الديس ودراجي رجم باتجاه عنابة، مع وضع برنامج إشهاري لتشجيع المواطنين على استعمال قطار الضواحي، وهذا بعد أن يتم تهيئة المحطات، وكذا تفعيل قطار الضواحي لمختلف المسارات لاسيما بسيدي عمار، برحال والحجار.
مشروعا “التيليفيريك” وترامواي حلان لمشاكل النقل
كما تم التأكيد خلال الدورة العادية الرابعة للمجلس الشعبي الولائي لسنة 2024، على أهمية مشروعي المصعد الهوائي ومشروع الترامواي من أجل القضاء على مشاكل النقل بالولاية، حيث يعد المصعد الهوائي وسيلة نقل هامة لربط مدينة سرايدي الجبلية بمدينة عنابة، فهو يساهم بشكل كبير في تسهيل الوصول إلى المناطق السياحية والمرتفعات، بالإضافة إلى التقليل من الازدحام المروري على الطريق الرابط بين المنطقتين، علما أنه في سنة 2019 تعرض المصعد إلى أضرار كبيرة بسبب سقوط الأعمدة، مما أدى إلى توقف الخدمة، ومع ذلك شركة ETAC تعمل على إصلاحه واستعادة نشاطه، حيث تم تركيب بعض الأعمدة الجديدة واستلام العتاد الجديد، أين بلغت الأشغال الخاصة بالصيانة 95% من الأشغال المطلوبة، فمن المتوقع أن تتم نهاية الأشغال وإعادة تشغيل المصعد الهوائي بحلول نهاية شهر مارس، أما بخصوص مشروع ترامواي عنابة، فإنه لما تشهده المدينة من اختناق مروري حاد وعدم قدرة وسائل النقل من حافلات وسيارات الأجرة على تلبية حاجيات المواطن، أصبح من الضروري تجسيد هذا المشروع الحيوي والذي يعتبر مطلب ساكنة ولاية عنابة بكل شرائحها إداريين، منتخبین ومواطنين، حيث تمت دراسة المشروع من قبل مكتب دراسات كوري سنة 2013، يمتد على مسار 21.8 كلم انطلاقا من حي واد القبة ليمر على الكورنيش، ساحة الثورة، منطقة ما قبل الميناء، كورنيش إفريقيا، القطب الجامعي البوني ثم حي سيدي إبراهيم ثم العودة إلى كورنيش إفريقيا، يضم 34 محطة و5 مواقف للسيارات، 7 محطات للتبادل، حيث أكد مدير النقل على أن المشروع قد طاله التجميد إلا أن المساعي مستمرة مع السلطات العمومية وستعمل على إعادة بعثه.
وردة قانة