بكتبه: خميسي غانم
علمت أن بلدية عنابة حين كانت بلدية يقودها كبار لم تمح أسماءهم من الذاكرة الجماعية للعنابيين، وأخص بالذكر مسيخ وشكمان وعيادي ومنصوري وسناني، خصصوا دراجات نارية لأعوان كانت وظيفتهم الوحيدة التنقل بين أحياء عنابة يوميا والتعليم على كل عمود كهربائي معطل أو حفرة مستحدثة.
حيث يتم التبليغ عنها في تقرير يومي لتتحرك المصالح المختصة في البلدية قبل تفاقم الأمر فتكلفة مصباح عمود معطل في حينه أو سد حفرة صغيرة في الطريق قبل أن تتسع أقل بكثير “من ترك الحبل على الغارب” كما يقال في المثل، حتى يتعطل مئة عمود كهربائي وتتسع الحفرة ويصبح الأمر يتطلب ميزانية كاملة لمعالجة الأمر، قد يقول البعض أن عنابة حينها كانت صغيرة وأن رقعتها الجغرافية توسعت وامتدت وأصبحت مجموعة من البلديات، لكن الفارق أن البلدية التي كانت شوارعها نظيفة ومساحاتها الخضراء تتزين بمختلف أنواع الأزهار والورود والإنارة العمومية التي كانت تشتغل بدقة الساعة والإنضباط الذي كان عند أصحاب المحلات، والذين فرض عليهم عدم خرق القوانين والتوسع على الفضاء العام والحرص على النظافة في محيطهم كان يقف خلف ذلك رجال يتم إنتقاؤهم بعناية أيام الحزب الواحد حين كانت المسؤولية تكليف وليست تشريف وتلاعب بالصفقات العمومية وإقامة علاقات مشبوهة ومنفعية مع أرباب المال والأعمال وكان لأميار ذلك الزمن الجميل شخصية تؤهلهم حتى لمقارعة الولاة من أجل المنفعة العامة، ومن أجل مصالح المواطنين ومن أجل صيانة سمعة تلك البلديات التي أهلت عنابة حينها لتكون عنابة الأنيقة وعنابة جوهرة الشرق بلا منازع، وللحديث بقية.