توقيع إعلان استراتيجي مشترك للتعاون بين الجزائر وإيطاليا

سيؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الفعال

• الرئيس تبون: سنوقع اتفاقا بقيمة 4 مليار دولار لتزويد إيطاليا بكميات كبيرة من الغاز
• ماريو دراغي: الجزائر المورّد الأول لبلدي بالغاز

منال.ب

وقعت الجزائر وإطاليا، على إعلان مشترك يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الفعال والاستراتيجي بين البلدين، بالإضافة إلى توقيع 16 اتفاقية تشمل عديد المجالات، وأكد الرئيس تبون، خلال الندوة الصحفية التي نشطها رفقة رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، على أهمية الزيارة الثانية لدراغي، معتبرا إياها خطوة أخرى نحو بناء علاقات إستراتيجية بين البلدين.

وأثنى رئيس الجمهورية على الحصيلة الإيجابية للزيارة مع توقيع العديد من الاتفاقيات الهامة وكذا التوقيع على إعلان مشترك سيؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الفعال، ويؤسس لقاعدة للعلاقات بين البلدين الحريصين على تعزيز علاقاتهما التاريخية العريقة، وكشف بأن المحادثات بينه وبين رئيس الوزراء الإيطالي كانت مكثفة، وشملت كل الميادين حيث تم التطرق لأهم القضايا الدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك في الفضاء المغاربي، وأضاف الرئيس تبون، بأن المحادثات كانت فرصة لتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية في خضم الوضع الراهن المضطرب وتداعياته على الأمن والاستقرار إقليميا ودوليا، وتهديده الصريح للأمن الغذائي العالمي خاصة القارة الإفريقية والمغرب العربي.

وشدد رئيس الجمهورية، على حرص البلدين على تأكيد أهمية العمل المشترك للمشاركة والمساهمة بشكل ايجابي في إحلال الأمن والسلم في المنطقة، معلنا عن تسجيل تطابق في وجهات النظر حول الملفات الكبرى كالقضية الليبية التي جددنا إزاءها ضرورة تحقيق الليبيين لأنفسهم هدف بناء المؤسسات من خلال انتخاب نزيه لممثليهم الذين بعيدا عن التدخلات والتجاذبات الخارجية، وتابع بالقول: “تبادلنا أيضا وجهات النظر حول الوضع في مالي ومنطقة الساحل وأهمية التعاون من اجل تطبيق اتفاق السلم والمصالحة المنبثق من مسار الجزائر من أجل التوصل لحل نهائي للتوتر الحاصل”.

وبخصوص قضية الصحراء الغربية، كشف رئيس الجمهورية، بأنه تطرق رفقة رئيس الوزراء الإيطالي للملف، مؤكدا على اتفاق الجزائر وإيطاليا على دعم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا والبعثة الأممية للاستفتاء في الصحراء الغربية، للقيام بدورها المهم في تسوية النزاع.

وأكد المتحدث على أن انعقاد منتدى الأعمال، مساء أمس، والذي يأتي بعد صدور قانون الاستثمار الجديد سيشكل لبنة أساسية لدعم الشراكة والاستثمار المنتج بين المؤسسات بين البلدين، كما أعلن عن إمضاء اتفاق هام في مجال الطاقة، بين “أوكسيدونتال” و”إيني”، و”توتال” بقيمة 4 ملايير دولار سيسمح بتزويد إيطاليا بكميات كبيرة جدا من الغاز الطبيعي، مجددا في ذات السياق تقديم العرض الذي طرحه في إيطاليا والخاص بتزويد أوروبا بالطاقة الكهربائية سواء الشمسية أو التقليدية.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإيطالي، على أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى مستوى رفيع من التعاون الثنائي بعد تبادل زيارات الرئيسين، مضيفا “الجزائر بلد هام جدا بالنسبة لايطاليا سواء في الحقل الطاقوي أو حقل الصناعات والأعمال، وكذا في مكافحة الجريمة وأمن حوض المتوسط”، وأوضح دراغي بأن الإعلان المشترك الذي تم إعداده “يعكس المستوى الرفيع للتعاون”، مشيرا إلى أن هذا الانجاز الكبير التعاون الكثيف يشمل الكثير من الحقول كالعدل والانتقال الطاقوي والتكنولوجي وكثير نمن المجالات الأخرى، وشدد المسؤول الإيطالي، على أن المنتدى يؤكد على أهمية التعاون في مجال الطاقة، خلال هذه الأشهر أصبحت الجزائر المزود الأول للطاقة لبلدي، مردفا “أعلنت سونطراك عن إضافة 4 ملايير متر مكعب من الغاز ضمن الاتفاق الموقع مؤخرا، وهو ما يعني تسريع عملية تزويد الطاقة وتدفقها نحو إيطاليا”، وتابع دراغي: “نحن أيضا لدينا تعاون هام في حقل الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، والمرحلة الانتقالية للطاقة هامة جدا لبلدنا والمنطقة، كما أن اجتماعنا يؤكد على أهمية التزام البلدين في تحقيق السلام”.

وحول أهم القضايا الإقليمية، أكد رئيس الوزراء الإيطالي، على أن بلده مهتم بالمواضيع المشتركة مع الجزائر، مؤكدا على إمكانية الوصول إلى تحقيق استقرار دائم في القضايا الليبية والصحراوية، وكذا المالية، هذا وترأس الرئيس تبون ورئيس الوزراء الإيطالي دراغي، القمة الرابعة ما بين الحكومات الجزائرية-الإيطالية، حيث تم التوقيع على 16 اتفاقية بين البلدين.

كابل بحري لتصدير الكهرباء إلى إيطاليا

أعلن الرئيس المدير العام لمجمّع سونلغاز مراد عجال عن إنجاز كابل بحري بطول 250 كلم لنقل الكهرباء نحو إيطاليا، انطلاقا من سواحل عنابة، ويهدف مشروع الكابل البحري نحو إيطاليا، إلى ترقية الصادرات الجزائرية في مجال الكهرباء، وذكر المسؤول في خلال حديثه بأن الجزائر تصدّر نحو 500 ميغاواط من الكهرباء نحو تونس، وهي “كمية معتبرة”، على حدّ تعبيره، وعن القدرات الإنتاجية للمجمّع، قال عجال:”قدرة سونلغاز الإنتاجية من الكهرباء تقدّر بحوالي 24.000 ميغاواط، يقابلها متوسط استهلاك سنوي لا يتعدى 14.000 ميغاواط”، وأضاف موضحا:”هذه القدرة “جدّ المعتبرة”، سترتفع من خلال الاستثمارات الجارية، لتبلغ 30.000 ميغاواط  في آفاق 2031 و2032”.