معلبات وأدوية بداعي التسمين و”خلطات” مجهولة تباع دون رقابة

سوق الأعشاب والمكملات الغذائية.. تجارة تهدد حياة المواطنين

أميرة سكيكدي

رغم تحذيرات الأطباء والمختصين في التغذية بخطورة استعمال الأدوية، المكملات الغذائية وكذا خلطات الأعشاب للتسمين، التي يتم الترويج لها عبر وسائط التواصل الاجتماعي دون استشارة طبية، تحظى باهتمام كبير وبإقبال لافت ومتزايد من قبل الشابات والسيدات وحتى الرجال الراغبين في اكتساب كيلوغرامات إضافية للتخلص من النحافة أو حتى خسارة الوزن.

والملاحظ أن انتشار هذه الخلطات مجهولة المكونات أو لا تستند إلى أي مصدر طبي يتزايد عبر صفحات “اليوتيوب” و”الفيسبوك” التي تًنشر وتروّج لخلطات “مشبوهة” بإعلانات دعائية مغرية تجعل السيدات الباحثين عن القوام الممتلئ أو التخلص من الوزن الزائد والرجال الراغبين في الحصول على عضلات يتهافتون على شرائها، ويلجؤون إلى تناولها لزيادة الوزن أو خسارته على حد السواء، رغم المخاطر الكبيرة والمشاكل الصحية الخطيرة التي يمكن أن تخلفها من بينها العقم، الفشل الكلوي، هشاشة العظام والتوقف المفاجئ لعضلة القلب.

 

الخلطات المهربة تجارة مربحة لمشاهير “السوشل ميديا”

أكد أصحاب محلات بيع خلطات التسمين والتنحيف والأعشاب المخصصة لهذا الغرض، على الإقبال الرهيب والمتزايد على هذه النوعية التي أصبحت الوجهة الأولى للراغبين في كسب أو خسارة الوزن التي تتلقى رواجا كبيرا، وشدد أحد المعنيين على الانتشار الرهيب لخلطات التسمين والتنحيف في بعض المحلات والصفحات الفايسبوكية التي يدعي أصحابها أنها طبيعية، في حين أن مكوناتها غير معروفة ومجهولة المصدر، لكنها تلقى رواجا كبيرا من قبل الباحثين عن وصفات سريعة للحصول على نتائج فعالة.

وأضاف، أن عديد الخلطات في المحلات مجهولة المكونات والمصدر، ولا تخضع للرقابة التي يتسبب غيابها في انتشار تسويقها بشكل غير عقلاني، كما أشار، أن عديد المنتجات المهربة والخاصة بهذا الغرض، يتم بيعها بطريقة سرية لبعض الأشخاص والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي والذين يحظون بملايين المتابعين،و بدورهم يقومون ببيعها بأسعار مرتفعة للعامة بحجة ندرتها وعدم تداولها بين الناس والتي تحتوي غالبا على تركيب غير معروف ووجهة مجهول.

حيث تحولت إلى تجارة مربحة لدى الكثير من الأشخاص الذين يمتلكون شهرة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أن هذه الخلطات المهربة لا يتم بيعها في المحلات كونها لا تراعي عديد الشروط الخاصة، أين يتم جلبها من وجهات أخرى وبيعها خصيصا للمؤثرين على “السوشل ميديا” يقومون ببيعها بأسعار خيالية تتجاوز عشرة ألاف دينار جزائري لعبوة صغيرة الحجم.

حيث يتم وصف الخلطات والمكملات الغذائية مجهولة المصدر والتي لا تعرض للبيع في الرفوف، وانما يتم الترويج لها عبر وسائط التواصل الاجتماعي على أنها آمنة ومكوناتها طبيعية حسب المروجين لها، مع نشرهم تجارب ناجحة لأشخاص تناولوا هذه المكملات والخلطات وتحصلوا على النتائج المرغوب فيها بغرض الترويج للمنتج، مع استعمال شعارات ملفتة لاستقطاب المهتمين على غرار “تسمين الأرداف”، “التخلص من الكرش”، “زيادة الوزن”، “خسارة الوزن في أسبوع” وغيرها من الشعارات المغرية التي تجعل الباحثين عن القوام الممتلئ أو التخلص من الوزن الزائد من كلا الجنسين يتهافتون عليها، في حين أنها لا تستند إلى أي مصدر طبي، وتبقى مكوناتها مجهولة ومشبوهة.

وعلى خلفية الإقبال الكبير على الأدوية والمكملات الغذائية وخلطات الأعشاب التي يتناولها الأشخاص بغرض كسب أو فقدان الوزن، أجرت الـ “الصريح” لقاء مع أحد الأخصائيين في الطب البديل والتغذية.

 

ممارس في طب التغذية والتعديل الجزيئي: “حذاري من تناول أدوية الحساسية والمكملات دون وصفات طبية”

وعن خطورة هذه المكملات، يقول ممارس في طب التغذية والتعديل الجزيئي، الدكتور عبد الصمد فيصل، أن تناول أدوية الحساسية والمكملات الغذائية وكذا الأعشاب بشكل عشوائي بهدف الحصول على وزن زائد أو التنحيف دون مراجعة طبيب مختص أمر خطير، خاصة وأن الأشخاص الذين يتناولونها قد تكون لديهم مشاكل صحية تستوجب معالجتها بشكل أولي من أجل تحقيق النتائج المرغوبة، وتجنب كافة المشاكل الصحية المترتبة عن تناولها والتي غالبا ما تكون خطيرة وتؤدي إلى الوفاة.

وأضاف، أنه بالنسبة لسعي الكثيرين لزيادة الوزن عبر استعمال مضادات الالتهاب “الكورتكويد” ومضادات “الهيستامين” الخاصة بالحساسية، عليهم معرفة أن هذه الأدوية غير مخصصة لهذا الغرض بل لأمراض معينة وأن من بين أثارها الجانبية زيادة الوزن.

مضيفا أن الأشخاص الذين يقدمون على تناول “الكورتيكويد” يٌعرضون حلقة كاملة خاصة بالغدد والهرمونات إلى خطر التوقف أو العشوائية باعتبارها سلسلة كاملة، كما تتسبب في مشاكل أخرى كالعقم وعدم القدرة على الإنجاب إضافة إلى داء السكري، حيث يبدو للمرة الأولى أن الأمر هين، لكن العواقب غالبا ما تتكون وخيمة ولا يحمد عقباها، إلى جانب أنها تخلف تأثيرات نفسية نظرا لكون النتائج المتحصل عليها عبارة عن انتفاخ فقط خاصة في منطقة الوجه وليست زيادة في الوزن.

أما بالنسبة لمضادات “الهيستامين” الخاصة بالحساسية، فقد أكد المتحدث، أنها قد تؤدي إلى مشاكل الربو إضافة إلى القولون، لأن نوعية الدواء وتركيبته تؤثر على الأمعاء الدقيقة والغليظة وتسبب مشاكل القولون، مضيفا أن استخدامها هو “ضرب من الجنون” ويستوجب التوقف عن تناولها لما لها من مخاطر صحية.

وشدد عبد الصمد، على الأخذ العشوائي وغير المبرر للفيتامينات التي تباع بشكل حر والإقبال الكبير عليها إلى جانب الاستهتار واللامبالاة في تناولها دون مراعاة التأثيرات الجانبية، وأضاف أنه في الحقيقة لها دور كبير على صحة وسلامة مستهلكيها على غرار تناول فيتامين “د” الذي يؤدي إلى ضعف في النظر.

كما أن الكثيرين يتناولونها لأسباب معينة دون استشارة طبيب أو حتى الأخذ بعين الاعتبار أنها قد تؤثر على وظائف عديدة في الجسم، وهو ما ينطبق على المكملات الغذائية التي تشهد إقبالا لافتا.

وأضاف محدثنا قائلا: “يجب على الوزارة حصر بيع المكملات الغذائية في الصيدليات وشبه الصيدليات المختصة في بيع المكملات وبوصفة طبية لخطورتها على صحة الإنسان، حيث تستخدم كثيرا للأغراض المذكورة.

 

خلطات أعشاب مجهولة.. تعليب السموم !  

وبخصوص خلطات الأعشاب التي يتم استخدامها للأغراض المذكورة، فقال الدكتور عبد الصمد، أن الأعشاب لا تخضع لأي رقابة وهي مشكل كبير لاسيما وأنها علم واسع سقط في يد الكثير من الانتهازيين، حيث تحوّل إلى مهنة لمن لا مهنة له، معبرا عن أسفه الشديد من عدم اهتمام الجهات المعنية بهذا المجال الواسع الذي بقي محصورا فقط في بعض الخلطات التي يتم تحضيرها بشكل عشوائي، وفي كثير من الأحيان يتم إضافة بعض الأدوية والمكونات المجهولة لها.

وأضاف أن الأعشاب جد خطيرة لاسيما وأنها سمية، حيث تحتوي على العديد من السموم التي يجب إتباع عديد المراحل من أجل إعدادها وتحضيرها حتى تكون جاهزة، لكن الكثيرين ممن يدعون للتداوي بها، فهم يقومون بتحضيرها دون مراعاة ذلك، على غرار عشبة “تالغودة” المفيدة في علاج الغدة الدرقية والتي يتم خلطها مع مكونات أخرى وبيعها لأغراض التسمين تستوجب مراحل وخطوات لسحب السموم منها، في حين أن الكثير من الأشخاص يقومون بإعدادها دون استخلاص السم، حيث تؤثر على الجسم وتؤدى إلى مضاعفات وأضرار صحية غير محسوبة العواقب، كما أنها أحيانا تودي بمستهلكها إلى الإنعاش أو الموت.

مضيفا، أنه فضلا عن ذلك، فإن الأعشاب متوافرة في الأسواق وسعرها أدنى من أسعار الأدوية، وينظر إليها أيضا على أنها صحية ولا آثار جانبية لها على جسم الإنسان كونها طبيعية، حيث يعتقد الكثير من العامة أن كل الأعشاب يمكن استخدامها بدون خوف أو بدون مرجعية علمية سليمة على اعتبار أنها من إنتاج الطبيعة وبالتالي فهي آمنة، إلا أنها عكس ذلك.

ما يستوجب فرض رقابة صارمة على ممتهني التداوي بالإعشاب وهيكلة من قبل المختصين في علم الأعشاب عبر تحديد معايير معينة للحد من الفوضى، إلى جانب تطوير هذا المجال لغلق الأبواب أمام الانتهازيين والمدعين الذين لا يملكون أية دراية بهذا المجال، لاسيما وأن الأشخاص معرضين لمخاطر التسمم ومشاكل صحية أخرى على غرار الفشل الكلوي، حيث تباع خلطات التسمين والتنحيف مجهولة التركيبة.

كما يتم إضافة الأدوية للحصول على بعض النتائج، وختم قوله بأن زيادة أو خسارة الوزن من اختصاصات طبيب التغذية الذي يعمل على تشخيص حالة الشخص عبر خطوات ومراحل أولها إجراء تحاليل طبية لمعرفة ما إذا كان الشخص يعاني من أي مشاكل صحية لمعالجتها والتي تؤدي إلى اكتسابه الوزن على غرار مشاكل الغدة الدرقية، أو خسارة الوزن على غرار التهابات المعدة وغيرها، مضيفا أن الأساس هو البحث على الأسباب وعلاجها، ثم وضع برنامج غذائي خاص يتماشى مع أهداف الشخص، دون إهمال ممارسة الرياضة التي لها دور كبير في ذلك.

رئيس نقابة الصيادلة الخواص بعنابة، خليفة سلامة: “يجب الحد من الاستعمال العشوائي للمكملات وأدوية الحساسية

من جهته، أكد رئيس نقابة الصيادلة الخواص بعنابة، سلامة خليفة، لـ “الصريح”، على خطورة تناول بعض الأدوية والمكملات قصد زيادة الوزن أو خسارته، خاصة وأن المداومة عليها تتسبب في أمراض أخرى، كما أن تناولها بطرق عشوائية ولأغراض غير التي تم تصنيعها لأجلها يتسبب في مشاكل صحية، داعيا الأشخاص المعنيين إلى الحد من استعمالها.

وأضاف المتحدث، أن التهافت عليها كبير في الصيدليات، رغم الارشادات والنصائح التي يقدمها الصيدلي حول خطورة استخدامها المفرط ومخاطر عشوائية استهلاكها، محذرا من استعمال المكملات دون إشراف الطبيب قد يقود إلى عواقب وخيمة.

وأكد أحد الصيادلة في حديثه مع  “الصريح”، أن هنالك أدوية يتم تهريبها وبيعها بشكل غير سليم على غرار “ديكساميتسون” التي لها عدة مؤشرات علاجية والتي تستخدم لاجل الحساسية والآلام والتي يجب أن تباع في الصيدليات بوصفة طبية فقط، واستعمالها بشكل غير عقلاني وعشوائي يسبب هشاشة في العظام وانتفاخ القلب وأعراض أخرى خطيرة وكارثية، حيث يتم تهريبه وبيعه بطريقة عشوائية، كما أشارت حصيلة للجمارك الجزائرية منذ أسبوع إلى حجز أكثر من 9 ملايين من دواء “ديكساميتسون” بعين صالح.

مشيرا، إلى أن المكملات الغذائية لا تخضع لنفس الرقابة التي تخضع لها الأدوية التي تتطلب التتبع الكامل لها، كما أن هذه المكملات تخضع لرقابة وزارة التجارة وحاليا يوجد مشروع نص قانوني لتأطير هذا النشاط والتخلص من الفوضى التي تخيم على المجال لاسيما وأن هنالك مكملات غذائية تحتوي على جرع علاجية لا تسمح بتصنيفها كمكل غذائي، كما أن كون المنتج “طبيعيا” لا يعني أنه مفيد للصحة أو حتى آمن.

وأضاف، أنه من أجل محاربة بيع المكملات الغذائية دون وصفة طبية تكتفي وزارة الصحة بقول أن المكملات الغذائية تابعة لوزارة التجارة وهذا يعد خطأ فادحا، كما يستوجب تدخل كافة الجهات بما فيها وزارة الصحة لتقنينها.

كما أفاد المصدر، أن هنالك شركات أدوية تنتج مكملات غذائية غير مطابقة للمواصفات، كما أن هناك عمليات استيراد غير قانونية لمكملات غذائية لهذا الغرض، أيضا يتم الترويج لها ومحاولة إقناع المستهلك بأن الدواء المستورد هو الأفضل دون استيرادها بشكل سليم.

حيث أكد أنه يتم تصنيع بعضها خارج الجزائر، في حين يتم تغليفها على أساس أنها محلية الصنع، كما أن هنالك شركات مصغرة تنتج أدوية غير مسجلة وتباع في السوق الجزائرية، مثلما حدث مع أحد المكملات الغذائية لعلامة “سوبر آبيتي”، وبعد تدخل وزارة الصحة التي قامت بإعداد تقارير حول الأمر، تم توقيف المنتج ومعاقبة الصيادلة الذين قاموا بشرائه عن طريق الخطأ.

 

أخصائي في الطب البديل: “أرق وقلق وتذبذب في الدورة الشهرية.. نتاج استهلاك الأعشاب دون توصية طبية”

وللحديث بتفصيل عن الأعشاب واستخدامها لأغراض خسارة أو زيادة الوزن، تواصلت “الصريح” مع بومدين شنية، مختص في الطب البديل بولاية عنابة، الذي أكد على أن الاستخدام العشوائي للأعشاب دون مراعاة خصوصيتها وكيفيات وطرق استخدامها بالشكل المطلوب يتسبب في أمراض كثيرة بناء على ما تم ملاحظته من خلال عينات من المرضى الذين توافدوا عليهم.

وقال المتحدث، أن الاستخدام العشوائي للأعشاب قد طغى كثيرا خلال هذه الأيام، حيث أن الراغبين في اكتساب كيلوغرامات إضافية للتخلص من النحافة أو خسارة الوزن لاسيما بطريقة سريعة، يدفع العديد إلى استخدام الأعشاب بشكل خاطئ يؤدي إلى التأثير على الجسم بطريقة سلبية.

مؤكدا أن العديد من الأشخاص لا سيما النساء يبحثون على وصفات سحرية للوصول إلى النتائج المرغوبة في ظرف وجيز وبسرعة، حيث يلجؤون إلى العشابة قليلي الخبرة أو بعض مدعي ممارسة مهنة الطب البديل، الذين يقومون بإعطائهم وصفات عشوائية تسببت لهم في مشاكل عدة في الجسم من بينها فقدان نسب الأملاح، الفيتامينات والمعادن، والتي تؤدي إلى فقدان التوزان في أجسادهم، إلى جانب مشاكل أخرى كالأرق والقلق وحتى تذبذب الدورة الشهرية بالنسبة للنساء.

وأضاف، أنه ينصح الأشخاص الذين يرغبون في تحقيق نتائج مرضية عدم الهروع إلى الاعشاب مباشرة والبحث عن حلول سريعة وتعجيزية، وإنما يجب أن يتم الأمر بشكل تدريجي وآمن، كما حذر من المفعول العلمي المثبت بما يسمى مفعول “اليويو” أي فقدان الوزن وخسارته بسرعة ما يعني عدم تبني طريقة سليمة وصحيحة لذلك.

وأضاف المختص، أنه قبل زيادة الوزن أو خسارته، يجب تحديد الدوافع الثابتة والحقيقية وراء ذلك، ثم تحديد كمية الوزن المرغوب في خسارته أو زيادته، مع اللجوء إلى اخصائي تغذية وطبيب وكذا مختص في الأعشاب إذا أراد المعني استخدامها.

وعلق، بأن قضية خسارة أو زيادة الوزن لا تخضع للأعشاب وتركيبتها فقط، وإنما هي قضية نظام حياتي متوازن وحركة دائمة، وحتى يكون فقدان أو زيادة بشكل آمن ومتوازن يجب مراعاة كافة الجوانب بداية من الأكل والرياضة وغيرها، حيث لابد من إعادة توجيه المسار الصحيح للتغذية، أي كيف يبني الانسان نظام غذائي صحي وإعادة تصحيح أخطائه التغذوية؟.

وأضاف، أنه إذا اعتمدنا على الخلطات والأعشاب الطبية من أجل خسارة الوزن كنظام تحت رعاية مختص في التغذية وطب النباتات وطبيب عارف وملم بعلم النباتات، فإن نسبة الاستفادة من النباتات تتراوح بين 40 إلى 50 بالمائة، أما تبنيه كنظام مع الغذاء فقط يكون أقل بكثير ولا يتجاوز الـ 20 بالمائة، لكن للحصول على نتائج بطريقة آمنة ومضمونة ينصح باستهلاكها بكميات قليلة وعلى ديمومة وليس كخلطة وكميات كبيرة لتفادي الوقوع في مشاكل صحية.

وأفاد شنية، بأن الأعشاب التي تستخدم لمحاربة السمنة أو خسارة الوزن الزائد تصنف إلى أربعة، النوع الأول منها يسمى بالأعشاب التي تقطع أو تقلل الشهية لما لها من مفعول محفز لغناها بالكافيين كالقهوة أو الشاي الأخضر، أما الثانية فهي الأعشاب التي تعطي إحساسا بالشبع، حيث تكون غنية بالألياف النباتية صعبة الهضم وتبقى في الجسم مدة تطول، لذا تعطي الإحساس بالشبع على غرار الطحالب.

أما الثالثة فهي المدرة للبول، أو التي تفقد المياه في الجسم، لكن ينصح الكثير من الأطباء بعدم تناولها ولا تدخل في محاربة الوزن الزائد.

أما الرابعة فهي التي يطلق عليها الأعشاب المانعة لعملية امتصاص المواد أو الأحماض الدهنية والغلوسيدات على مستوى الأمعاء الغليظة والدقيقة على غرار حبوب الحلبة التي لها خاصية تثبيت الدهون التي تحويها الأطعمة ومنها منع تكسيرها وامتصاصها وبالتالي يكون طرحها خارج الجسم مع الفضلات.

إلى جانب الأعشاب الأخرى الحارقة الدهون على غرار الزنجبيل والقرفة وحبوب الهيل الطاردة للدهون، والفلفل الأحمر المفيد في انقاص الوزن من خلال زيادة معدل حرق الدهون والاحساس بالشبع، كما يعمل على تقليل افراز المادة  المسؤولة عن الإحساس بالجوع، دون نسيان الكركم والجينسينغ.

وختم، أنه لا يخفى على الناس أنه يكفي أن يتجه أي شخص للجهات المعنية من أجل استخراج سجل تجاري ويسمح لنفسه بدراية أو دونها بإعطاء الناس وصفات لأمراض معينة أو لأمراض التسمين والتنحيف، والتي قد تؤثر على الجسم بطريقة سلبية، حيث يستوجب معرفة الحالة الصحية للشخص قبل وصف أي عشبة.

مضيفا أن الدخلاء على المجال كثيرون، ويجب ضبط مسار هذا المجال الحيوي، لاسيما لما فيه من أهمية وتأثير على صحة الانسان، ومن بين الحلول لهيكلة المجال أن يتم تدريسه في الجامعات أو منع ووضع حد الدخلاء.

 

منظمة حماية وإرشاد المستهلك : “لا مكابح لاستهلاك للمكملات الغذائية وخلطات الأعشاب.. والزحف مستمر”

حذرت المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، من خطر تناول الأدوية وبعض المكملات الغذائية إضافة إلى خلطات الأعشاب من أجل زيادة أو خسارة الوزن.

وفي هذا الصدد، أكدت رئيسة المكتب الولائي لمنظمة حماية وإرشاد المستهلك، هاجر بورحايل، أن ظاهرة شرب الأدوية والمكملات الغذائية وكذا خلطات الأعشاب التي غالبا ما تكون مجهولة التركيبة في تزايد كبير.

، حيث أن الإقبال عليها في تنامي مستمر من أجل إحداث بعض التغييرات على الجسم والتي دائما ما تنتهي بأعراض جانبية وعواقب وخيمة، نظرا لتناولها بشكل عشوائي وبدون وصفة طبية، رغم الحملات التحسيسية التي يقومون بها للحد من هذه الظاهرة، لا سيما أنه مع كل فصل صيف ومع انطلاق موسم الأفراح، يلجأ كثير من النساء إلى استخدام أدوية للتسمين، وأخريات يفضلن التنحيف رغم تحذيرات الخبراء والأطباء من خطورة تلك الأدوية والمكملات الغذائية المستعملة.

وأضافت هاجر، إلى أن عديد الأطباء والمختصين حذروا من خطورة استخدام المكملات الغذائية وبعض الأدوية دون استشارة الطبيب لاسيما لزيادة الوزن، والمخصصة أساسا لعلاج أعراض محددة، يتم استغلالها من طرف البعض بطريقة مغايرة، قصد كسب بعض الكيلوغرامات، على غرار بعض المهدئات، ومضادات الحساسية.

إلى جانب بعض المكملات الغذائية التي كتب على غلافها  مكملات التسمين أو أخرى للتنحيف، في الوقت الذي يجب فيه على كل شخص إحداث تغييرات أما بزيادة الوزن أو تنحيفه التوجه أولا إلى طبيب مختص في التغذية من أجل إتباع حمية غذائية تتماشى مع رغبته، بدل تناول أدوية مخصصة لأغراض معينة أو أعشاب مجهولة المحتوى وبطريقة عشوائية،.

كما أكدت محدثتنا، أن المنظمة قد قدمت مقترحا للسلطات عديد المرات من أجل بيع المكملات الغذائية بوصفة طبية، لاسيما وأنها الوجهة الأولى للراغبين في زيادة الوزن، إضافة إلى نص قانوني يضبط صناعة وتسويق هذه المنتوجات التي تعتبر قنبلة موقوتة تسبب عديد المخاطر الصحية لمستهلكيها.

وأشارت المتحدثة، أن المكتب تلقى عديد الشكاوي من طرف مستهلكيها، أين القوا الكثير من اللوم على الأدوية والمكملات إلى جانب الأعشاب، خاصة بعد الصدمة التي تلقوها جراء التغييرات الحاصلة على مستوى الجسم بعد التوقف عن تناولها، وقالت أن الجميع يتحمل مسؤولية الأمر، بداية من المستهلك المتجاهل لخطورة الوضع إلى الصيدلي، كون أن بعض الأدوية والمكملات أيضا التي يتم تناولها تباع دون وصفة وعليه احترام أخلاقيات المهنة والتقيد بها والمساعدة على حماية المستهلك.

 

مديرية التجارة بعنابة: “مخطط لتنظيم نشاط المكملات الغذائية وتأطير المجال”

وفي الصدد، أكد مكتب الإعلام والاتصال بمديرية التجارة في ولاية عنابة، أن هنالك مشروع بالتنسيق مع مديرية التجارة، الصحة، الصناعة والصناعات الصيدلانية، من أجل ضبط وتنظيم نشاط المكملات الغذائية، بهدف وضع حد للفوضى التي تميز هذا النوع من النشاط، وضبطه وفق أحكام قانونية وتنظيمية وشروط محددة.

ويأتي هذا المشروع بهدف وضع حدود للأشخاص الذين يتلاعبون بالصحة العمومية، وتوضيح الإجراءات والتغييرات التي ستطرأ على كافة الأنشطة المتعلقة بإنتاج واقتناء المكملات الغذائية، كما دعا مختصون أيضا، إلى سن قوانين تنظم إنتاج وتسويق هذه المنتجات إلى جانب تأطير الإشهار على كل المنتوجات.

وأضاف أن المكملات الغذائية التي تباع في محلات الأعشاب إلى جانب الأعشاب ومنتجات التجميل، فإنها يجب أن تتوفر فقط على الادعاءات الغذائية دون غيرها من الادعاءات على غرار الصحية التي تعتبر غير قانونية، وأكدت أنه النسبة للمكملات الغذائية فيجب أن تتوفر على كافة المعلومات الخاصة على غرار تسمية المنتوج، الوزن الصافي، تاريخ الإنتاج، البلد المنشأ أو المستورد وغيرها من المعلومات اللازمة، وفي حال غيابها يتم حجزها،.

وأشار أنه بالنسبة لمخالفة وحدات الإنتاج في احترام شروط إعلام المستهلك، فإن الإجراءات المتخذة تتم عبر القيام بعملية مطابقة المنتوج وتسديد غرامة مصالحة، ثم القيام  بإعادة مطابقة للمنتج ويلزم المعني بإحضار كافة الوثائق اللازمة وإعادة التعليب وتستمر الفرق المعنية بعملية المراقبة.

وأضاف أن مكتب المنتوجات الصناعية والخدمات بمديرية التجارة خلال هذه السنة من حجز 37.253 كلغو142.36 لترا من هذه المنتجات لعديد المخالفات من بينها انتهاء الصلاحية، وعدم مطابقتها من حيث الوسم والتركيبة.

مشيرة أن المكملات الغذائية التي تحتوي على مواد صيدلانية مضرة يتم أيضا التبليغ عنها مباشرة، وأكدت أن “العشابة” ملزمون فقط ببيع العشبة دون خلطها، حسب التعليمة الوزارية التي تقتضي بعدم خلط الإعشاب وبيعها.

مقالات ذات صلة

سكان الفوضوي بحي بوحمرة يطالبون بفتح تحقيق حول ملفاتهم الضائعة منذ سنوات

سارة معمري

مصلحة الاستعجالات الطبية بالعيادة متعددة الخدمات في سيدي عاشور تدخل حيز الخدمة

سارة معمري

عنابة.. تدشين المركز الصحي الجديد ببلدية الحجار

سارة معمري