د/ السبتي سلطاني
يبدو أنّ ما كان بالأمس مجرد حلم صعب التحقيق بات اليوم حقيقة ماثلة للعيان بعدما شارفت أشغال إعادة تهيئة وتأهيل ملعب 19 ماي 56 بعنابة وكذا ملعب العقيد شابو على الانتهاء، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه من أجل تحقيق نجاح تنظيمي باهر لكأس أمم إفريقيا للمحليين التي ستنظمها الجزائر في الفترة الممتدة بين 13 جانفي و4 فيفري 2023.
هذا ووقع الاختيار على مدينة عنابة لتكون إحدى المدن الأربعة الكبرى التي ستحظى بشرف تنظيم “شان“ 2023 نظرا لما تحوزه هذه المدينة من بنية تحتية قوية،إذ تحتكم مدينة عنابة على سلسلة من الفنادق ذات التصنيف الدولي الممتاز الذي يؤهلها لتكون في مستوى الثقة التي وضعتها فيها السلطات العليا للبلد، كما تشكل ملاعب المدينة – التي كثيرا ما طالها الإهمال سابقا – نقطة ارتكاز مهمة للغاية في جعل المدينة على أتم الاستعداد لتقديم أفضل نسخة تنظيمية للمنافسة القارية المزمع تنظيمها بالجزائر.
وبالنظر إلى الجهود الجبارة التي قامت بها السلطات المحلية من أجل تحقيق هدف تجهيز الملاعب في الوقت المحدد يبدو لي أنّ الرّهان قد تم كسبه، حيث لم تبق سوى روتوشات قليلة من أجل بلوغ نسبة 100 بالمائة كل ذلك قبل 33 يوما عن انطلاق العرس القاري للاعبين المحليين، وبالتالي فإنه من دواعي سرور كل العنابيين أن يقولوا وبكل فخر أنّ المدينة باتت جاهزة تماما لاستضافة المجموعة الثانية التي تضم كل من السينغال، ساحل العاج ( كوت ديفوار)، أوغندا، الكونغو الديمقراطية.
هذا وفي حال فوز الجزائر بشرف تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 التي تم سحبها من غينيا والتي يبدو أنّ المنافسة ستكون شديدة مع بعض الدول خاصة الجارة الغربية، ستكون مدينة عنابة على استعداد تام لاستقبال إحدى المجموعات لاعتبارات عدة منها: الجاهزية التامة للملاعب والبنية التحتية القوية التي تمتلكها المدينة، ضف إلى ذلك أن مدينة عنابة لها من التقاليد التنظيمية ما يجعلها قادرة على مواكبة الحدث، حيث أنها كانت قد حظيت قبل ذلك بتنظيم مباريات المجموعة الثانية لكأس الأمم الإفريقية سنة 1990 بملعب 19 ماي 56 والتي ضمت كل من زامبيا، السينغال، الكاميرون، كينيا. ونجحت إلى أبعد الحدود آنذاك.
ختاما إنّ تنظيم شان 2023 بالجزائر واختيار مدينة عنابة لنيل هذا الشرف يجعل الجماهير العنابية على موعد مع التاريخ، لذلك رسالتي إلى هذه الجماهير هي: “عليكم أنّ تبرهنوا بأنّ المناصر العنابي جدير بالثقة التي وضعتها فيه السلطات العليا في البلد، وبالتالي على كل واحد منّا أن يسهم في نجاح هذا الحدث بالالتزام التام بروح المواطنة، والحرص على تجنب كل ما من شأنه أن يسيء إلى مدينة كبيرة بحجم مدينة عنابة، مع تمنياتي بالنجاح والتوفيق لكل القائمين على هذه التظاهرة القارية.