ما قام به فريق نهضة بركان المغربي لا يمكن تصنيفه إلا ضمن خانة الاستفزاز، وهو مجرد محاولة بائسة ومكشوفة تهدف بالأساس إلى خلط الرياضة بالسياسة، وفوق هذا وذاك فإنه يعد سلوكا خارقا للتنظيمات والقوانين الرياضية المعمول بها على المستويين القاري والدولي، كما يعد تعديا صريحا على المادة الرابعة من القوانين المنظمة لمنافسات الكاف التي تنص صراحة على تجنب حمل الفرق لشعارات سياسية، دينية وشخصية ضمن الشروط الخاصة التي تضبط طبيعة القمصان التي تلعب بها الفرق في كذا منافسات، غير أن نادي نهضة بركان ومن ورائه أرادوا غير ذلك، وجاءت قمصانهم مخالفة للأخلاق والمبادئ بعد أن رصعوها بخريطة تم الاعتداء فيها على أراضي شعب يقاوم لتحرير أرضه من هيمنة الاحتلال المغربي، وعندما يعرف السبب يبطل العجب، فنادي نهضة بركان سبق أن كان على رأسه فوزي لقجع، وهو أحد الأذرع التي يستعملها المخزن المغربي لتمرير سياسته في الصحراء الغربية ومحاولة الترويج لها على الساحة الرياضية، وقد تكون تلك من أهم الأسباب التي تسلل من أجلها لقجع إلى الاتحاد الإفريقي، ومن هذه النافذة فتح باب الاستثمار في قطاع التأمينات داخل المغرب “لباتريس موتسيبي” عبر شركة “سهام” التي يعتبر رئيس الكاف أحد أهم المساهمين فيها مما يجعل شبهة تعارض المصالح قائمة.
وتتعدى علاقة الرجلين في المكتب التنفيذي للكاف، ولا نجد تفسيرا غير ذلك بعد قيام شركة التأمينات تلك بافتتاح أحد فروعها في معبر الكركرات الواقع في أقصى الجنوب الغربي من الصحراء الغربية المحتلة، وهو ما يكشف خلفيات وطبيعة هذه العلاقة الشاذة، وهو سبب كاف في اعتقادي لأعضاء “الكاف ” من اتحاديات كرة القدم في إفريقيا لتعلن ثورة لا تتوقف حتى تعيده إلى أحضان الرياضة بعد أن اختطفته المصالح والسياسة.