رفعت اللجنة الولائية للمنظمة الوطنية للطلبة الجزائريين للمدرسة الوطنية العليا للتكنولوجيا والهندسة بعنابة يوم أمس مراسلة لطلب التدخل المستعجل إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي إزاء الوضعية المزرية التي تميز مؤسستهم بالرغم من حداثة إنشائها.
حيث طالب التنظيم الطلابي بتدخل مستعجل للوزير لمعالجة الوضعية المقلقة التي باتت تهدد المسار البيداغوجي للطلبة وتعرقل سير العملية التعليمية في المؤسسة، حيث تم تسجيل جملة من الاختلالات التي وصفها بـ”الخطيرة” والتي “تمس حقوق الطلبة الأكاديمية وظروفهم الدراسية” على غرار “تسجيل 220 مجلسا تأديبيا شفويا في الأقسام التحضيرية وهي ممارسة حسبهم غير مسبوقة للإجراءات العقابية بتحويل أكثر من نصف الطلبة في كل تخصص إلى المجالس التأديبية بسبب الغيابات في تطبيق العقوبات الجماعية دون مراعاة الظروف الاجتماعية أو النفسية للطلبة”، زيادة على تأكيدهم للوزير على “غياب آليات الحوار أو إجراءات تسبق العقوبات التأديبية مما يخلق مناخا من الخوف والضغط النفسي ويقوض المناخ البيداغوجي السليم”.
كما أشارت اللجنة الطلابية إلى “فرض مواعيد امتحانات مفاجئة دون إشعار مسبق أو مراعاة لظروف الطلبة مما يحد من فرص التحضير الكافي، وحرمان الطلبة من التوقيت الضروري للإعداد الجيد للامتحانات في تجاوز واضح حسب ما تضمنته المراسلة، للممارسات البيداغوجية السليمة مما يؤثر سلبا على نتائجهم الأكاديمية، وعدم فتح قنوات الحوار مع الطلبة فيما يخص الرزنامة البيداغوجية مما يعمق حالة الاحتقان داخل المؤسسة، زيادة على ما قالوا عنه أنه “واقع كارثي للتجهيزات البيداغوجية المخبرية”، والمتمثل في الإهمال الصارخ للبنية التحتية التعليمية حيث أن المعدات المخبرية حسبهم معطلة وتشكل خطرا على سلامة الطلبة والأستاذة أثناء التجارب، زيادة على غياب الصيانة الدورية مما أدى إلى تدهور حاد في حالة الأجهزة وتوقفها عن الخدمة، مع الإشارة للفوضى وانعدام التنظيم حيث أن المخابر العلمية تعاني من فوضى في ترتيب المعدات والمواد المخبرية مما يعيق تنفيذ التجارب زيادة على انعدام الرقابة على استخدام التجهيزات مما يؤدي إلى تلفها السريع وسوء استغلالها.
كما أشار التنظيم الطلابي إلى “استحالة تطبيق البرامج البيداغوجية بسبب نقص التجهيزات الأساسية وحرمان الطلبة من التكوين العملي الضروري لمجال تخصصهم.
والتأثير المباشر على جودة التكوين وإضعاف مخرجات التعليم مما يهدد مستقبل الطلبة المهني”، ورغم حداثة إنشاء المدرسة منذ عامين، فقد “ندد التنظيم الطلابي بحالة الإهمال المستمرة مع استنكارهم لتعطل الأجهزة العلمية لعدة أشهر دون إصلاحها وغياب فنيي الصيانة المؤهلين لمعالجة الأعطاب وعدم تخصيص ميزانية للصيانة الدورية وفوضى تنظيم المخابر مما يعيق العمل التطبيقي ويحد من جودة التكوين”، زيادة على التطرق “لانعدام فضاءات الراحة والاستجمام بين الحصص الدراسية مع غياب النادي الطلابي داخل المؤسسة والانقطاع المتكرر للمياه”، وهي الظروف والأسباب التي دفعت بالتنظيم الطلابي” للمطالبة من الوزير بالتدخل العاجل لمعالجة هذه الاختلالات بإعادة النظر في آليات المجالس التأديبية بما يضمن احترام حقوق الطلبة وفتح قنوات الحوار لمعالجة الغيابات بطرق تربوية بعيدا عن العقوبات الجماعية، ووضع رزنامة امتحانات واضحة وشفافة بالتنسيق مع ممثلي الطلبة لضمان التحضير الجيد للامتحانات، وإطلاق برامج صيانة عاجلة للتجهيزات البيداغوجية والمخبرية وتعيين فنيين مختصين لمعالجة الأعطاب بشكل دوري وتوفير فضاءات مناسبة للطلبة تشمل ناديا طلابيا ومرافق للراحة”.
عبد الوهاب لوامي