بقلم: عبد الوهاب لوامي
يشهد مركب سيدار الحجار بعنابة وضعية صعبة ميزتها في الفترة الأخيرة كثرة الصراعات الداخلية التي تشكل مادة أساسية لمواقع التواصل الاجتماعي في ظل انعدام نظرة استشرافية على المستوى المحلي من طرف مسيريه للنهوض بأوضاعه وغياب إستراتيجية واضحة المعالم على مستواه وهي الوضعية التي أصبحت تخدم منافسيه بالدرجة الأولى .
وفي ذات السياق، أكد العديد من العارفين بشؤون المركب بأن العديد من الملفات الداخلية تتطلب تدخلا سريعا ومستعجلا لتدارك نقائصه ، على غرار وضعية اهتراء وحدات الإنتاج والراجع بالدرجة الأولى إلى حل خلايا الصيانة على مستوى وحدات المركب خلال فترة تسيير المدير العام السابق، كريم بولعيون، حيث قرر هذا الأخير حل هذه الخلايا الخاصة بالصيانة على مستوى الوحدات وتعويضها بوحدة صيانة مركزية automation والتي تم إلحاقها بمديرية الإعلام الآلي، علما أنه في وقت سابق كانت كل وحدة بالمركب تتوفر على خلية الصيانة الخاصة بها تضمن استمرارية حسن العمل والتكفل بمختلف التدخلات زيادة على ضمان التكوين ومع إلحاق هذه الخلايا الخاصة بالصيانة بمديرية الإعلام الآلي تم القضاء بشكل غير مسبوق على التكوين زيادة على كون الصيانة في حد ذاتها لا علاقة لها عمليا بجانب الإعلام الآلي وهي وضعية أثرت كثيرا على الوحدات بالمركب .
كما كشفت مصادر “الصريح” في ذات السياق، بأن العديد من الوحدات بالمركب متوقفة بسبب غياب المواد الأولية ومنها على سبيل المثال وحدة الدرفلة على البارد المتوقفة بسبب نفاذ مخزون “الأمونياك” الضرورية لعملية إنتاج الصفائح، علما أن حظيرة آلات الصناعات الميكانيكية هي الأخرى تتواجد في وضعية كارثية بسبب انعدام قطع الغيار ونقص الكفاءات خاصة بعد إحالة العديد من التقنيين ذو الخبرة على التقاعد . زيادة على كون وحدة صناعة المطاط التي تم بذل مجهودات على مستواها لبعث نشاطها تعاني هي الأخرى بسبب غياب المادة الأولية المتمثلة في حبيبات المطاط الضرورية للإنتاج.
كما كشف العارفون بشؤون المركب من جانب آخر بأن المجمع مطالب خلال هذه الفترة بتدارك النقائص العديدة على مستوى الفرن العالي رقم 02 والذي يتم تزويده وتموينه يدويا باستخدام الشاحنات بسبب العطب الذي أصاب مؤخرا آلة la roue pelle ، علما أن الفرن العالي خلال محاولات بعث تشغيله شهد حسب مصادر “الصريح” حادث داخلي بسبب ضخ كمية ضئيلة من بخار الماء والتي لم تكن كافية لضمان التشغيل الأفضل للفرن العالي حيث أن عملية التسخين ببخار الماء تسبب في تراكم المياه داخل الفرن العالي وهو ما يفسر ارتفاع نسبة الهيدروجين داخله مما يشكل خطورة قائمة ، علما أن القائمين عليه ولتدارك هذه الوضعية لإزالة المياه يجدون أنفسهم ملزمين بتكثيف تزويده بالكوك .
وفي ظل الكثير من النقائص التي يشهدها المركب على مستوى وحداته يبقى السؤال المطروح في الوضع الراهن : ما ذا يحدث بالضبط بمركب سيدار الحجار ومن المستفيد من هذه النقائص وأوضاعه الداخلية في وقت أعطت فيه السلطات العليا في البلاد كامل العناية والمرافقة للنهوض به ؟