تتواصل، لليوم الثاني على التوالي، بدار الثقافة “محمد بوضياف” بولاية عنابة، فعاليات الطبعة السادسة والعشرين للصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية، المنظم تحت شعار “الشهداء يعودون”، وسط حضور لافت للمصورين والفنانين ومشاركة شبابية متزايدة، في تظاهرة تُعنى بإحياء الذاكرة الوطنية عبر عدسة الكاميرا.
وشهد الصالون، الذي انطلقت فعالياته أمس السبت بحضور والي الولاية عبد القادر جلاوي وعدد من المسؤولين المحليين والمثقفين، مشاركة مصورين يمثلون 25 ولاية من مختلف جهات الوطن، عرضوا أعمالاً فوتوغرافية تلامس رمزية الشهادة والنضال الوطني، في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ63 لعيدي الاستقلال والشباب.
وتميزت طبعة هذا العام بطابع تجديدي لافت، حيث تم إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في بعض الأعمال، سواء في معالجة الصور أو ترميم الأرشيف البصري، إضافة إلى إنتاج تراكيب رمزية تمزج بين الواقعي والتعبيري، مع الحرص على الحفاظ على البعد الجمالي والإنساني للصورة.
وأبرزت مديرة الثقافة والفنون لولاية عنابة، صليحة برقوق، في تصريح لها، أن هذه التظاهرة لم تعد مجرد معرض بصري، بل تحوّلت إلى منصة فنية وثقافية للحوار بين الأجيال، وفرصة لصون الذاكرة الجماعية بأسلوب بصري معاصر، مشيرة إلى أن الصور المعروضة تعكس وعيًا فنيًا متقدماً في توثيق التاريخ الوطني ومآثر الشهداء.
من جانبه، أكد محافظ الصالون، كمال هامل، أن الجديد في هذه الدورة هو المراهنة على البعد الابتكاري للصورة، من خلال ورشات عمل وتكوينات تقنية حول التصوير الوثائقي والرقمي، إلى جانب ندوات فكرية تناقش العلاقة بين الصورة والذاكرة الوطنية.
وقد شهدت أروقة المعرض، اليوم الأحد، توافدًا كبيرًا للزوار، لا سيما فئة الشباب وطلبة الفنون والإعلام، الذين تفاعلوا مع الصور المعروضة، والتقوا بعدد من المصورين لتبادل التجارب والخبرات. فيما عبّر العديد من المشاركين عن حرصهم على نقل رسائل وطنية وإنسانية من خلال فن الصورة، معتبرين أن “الفوتوغرافيا أداة مقاومة ثقافية بامتياز”.
ويتضمن برنامج اليوم الثاني ورشات تطبيقية حول تقنيات التصوير بالأبيض والأسود، واستخدام الصورة في توثيق الذاكرة الجماعية، بالإضافة إلى عروض تفاعلية ولقاءات مفتوحة بين المصورين والجمهور، بهدف ترسيخ ثقافة الصورة وتثمين دورها في التوثيق والتربية الوطنية.
ومن المنتظر أن تختتم فعاليات الصالون مساء اليوم، بتوزيع شهادات تقدير وتكريمات للمشاركين المتميزين، وسط إشادة واسعة بنجاح هذه الطبعة التي شكلت محطة متميزة للتفاعل الثقافي والفني الوطني.