من حقك المقاطعة لا فرض المقاطعة

 

كل ديمقراطيات العالم تعطي للمواطنين حق المشاركة في الانتخابات أو مقاطعتها، وفي أغنى تلك الديمقراطيات بالكاد تتخطى نسبة المشاركة الـ50 بالمئة، ولكن مع الأسف بعض المتشددين عندنا كثيرا ما يتجاوزون هذا الحق إلى التعدي على حريات ورأي غيرهم ويصل بهم الأمر إلى محاولة الترهيب لإجبار من يخالفونهم على اعتقاد ما يعتقدون، واعتناق ما يعتنقون، وإن يروا عكس ما يريدون، ينعتونهم بأبشع النعوت، ويستعملون في حرب محاولة كسر العظام كل الوسائل المباحة والمحرمة ويصل الحال بضعاف النفوس من هؤلاء إلى محاولة التخوين، ولو اهتدوا برأي الإمام الشافعي ما فعلوا ذلك “رأي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب “، ولو احتكموا للعقل سيجدون مقولة الفيلسوف الفرنسي فولتير “قد أختلف معك في الرأي ولكني مستعد أن أدفع حياتي ثمنا لحقك في التعبير عن رأيك”،  هذه القاعدة التي يفترض أن يحتكم لها الجميع، لا نجد لها أرضية عند بعض الذين يدعون الديمقراطية، ويصدعون بها رؤوس الناس في خطاباتهم وسردياتهم، وإلا بماذا تفسر ما عاشته أمس بعض الجهات بمنطقة القبائل العزيزة، حيث وصل الحال ببعض المتعصبين لأفكار الحركة الانفصالية الإرهابية، إلى محاولة أخذ جزء من الجزائريين كرهائن بفكرهم المتطرف، وفي ممارسات أقل ما يقال عنها أنها همجية، قام هؤلاء باقتحام مراكز التصويت ومحاولة منع المواطنين من حقهم في الانتخاب الذي يكفله الدستور والقانون، وفي بلديات أخرى أغلقت مراكز كاملة في وجه من أرادوا الانتخاب بعيدا عن الابتزاز والتوجيه لتلك الجماعات المشبوهة.

وكخلاصة فإن بعض دعاة الديمقراطية والحرية التي يريدونها حسب المقاس، تسقط عنهم الأقنعة وتنكشف العورات في كل المواعيد الانتخابية المصيرية للشعب الجزائري، ورغم ذلك فإن الشعب سيواصل مسيرته بكل ثقة لبناء المؤسسات الديمقراطية رغم أنف الذين تحركهم كالدمى أيادي العملاء والمرتزقة من وراء البحار.

مقالات ذات صلة

بارادو الأنموذج في الاحتراف

sarih_auteur

خيارات ينبغي إحترامها

sarih_auteur

عن تعريب المراسلات… شكرا صادي

sarih_auteur