نظّمت، صباح أمس، المؤسسة الاستشفائية المتخصصة عبد الله نواورية بالتنسيق مع مديرية الصحة والسكان لولاية عنابة، والمؤسسة العمومية للصحة الجوارية، تظاهرة تحسيسية تكوينية لفائدة عمال قطاع الصحة، حول الكشف المبكر عن سرطان الثدي، تحت شعار “من أجل مستقبل بلا سرطان لنتحرك الآن”، بإشراف مختصين من قابلات وأطباء، إضافة إلى أخصائيين في التغذية وأخصائيين نفسانيين. وقد أشرف على افتتاح الفعالية الأمين العام للولاية المكلّف بتسيير شؤون ولاية عنابة عبد الحكيم فقراوي.
تضمّنت الفعاليات عدداً من المحاضرات والمداخلات التي قدّمها أطباء مختصون في المجال، إضافة إلى ورشات تكوينية مختلفة، حيث قدّم كل من الدكتور بن عبد القادر، والدكتورة طلحي أمال، ولمزاودة كريمة، مداخلات للتعريف بمرض سرطان الثدي الذي ينتج عن تكاثر مجموعة من خلايا الثدي بشكل غير منتظم تنمو بسرعة غير طبيعية إلى درجة خروجها عن السيطرة مُشكّلة كتلة أو ورماً. كما تم تقديم محاضرات حول طرق الكشف وكيفية الكشف الذاتي في المنزل، إضافة إلى شروحات حول أهم الأعراض والعوامل المتسببة في الإصابة بالمرض.
ويُعدّ سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين النساء في الجزائر، وقد تم خلال اللقاء التأكيد على أن عدد حالات الإصابة بسرطان الثدي في تزايد مستمر، حيث سُجِّل سنة 2015 حوالي 10.000 حالة، بينما وصلت إلى 14.000 خلال سنة 2020، ويتسبّب المرض في وفاة 3.000 امرأة جزائرية كل سنة. ويصيب المرض المرأة ما بين سني 45 و49 سنة، بينما يمسّ النساء من 60 إلى 65 سنة في الدول المتطورة، وهو ما يستدعي الإقبال على الكشف المبكر ابتداءً من عمر 40 سنة، على عكس الدول المتقدمة التي يبدأ فيها الكشف المبكر ابتداءً من سن الخمسين.
ويبدأ سرطان الثدي عادة من الفصيصات الغددية المكوّنة للحليب، ثم ينتشر إلى الأجزاء الأخرى من الثدي، ومنها إلى باقي الأعضاء مثل العظام، الدماغ، الكبد، الرئتين والعقد اللمفاوية. كما تمّت الإشارة إلى أن سرطان الثدي لا يقتصر على النساء، إذ يمكن تسجيل حالات لدى الرجال بنسبة ضئيلة جداً، تصل إلى حالة واحدة عند الرجال مقابل مئة حالة عند النساء. ويمكن أن ينتقل المرض في حال وجود حالات مشابهة لدى الأقارب من الدرجة الأولى، أو في حال البلوغ المبكر، أو تأخر بلوغ سن اليأس بعد 55 سنة. كما يمكن أن يؤدي التعرّض للأشعة العلاجية في منطقة الصدر في سن صغيرة إلى الإصابة بالمرض.
وقدّمت الدكتورة طلحي أمال محاضرة حول الكشف المبكر، الذي يساهم في خفض معدل الوفيات إلى 30 بالمائة ورفع معدل الشفاء إلى 95 بالمائة، مؤكدةً أن 80 بالمائة من أورام الثدي أورام حميدة وغير سرطانية. وقدّمت شروحات حول طرق الكشف المبكر، سواء بالفحص الطبي أو السريري بمعدل مرة في السنة عند الطبيب بداية من سن الأربعين، أو الفحص الذاتي مرة كل شهر ابتداءً من سن العشرين، مؤكدةً على أهمية تحديد يوم ثابت كل شهر لإجراء الفحص الذاتي والتأكد من السلامة. كما تطرقت إلى الفحص الإشعاعي الذي يُنصح بإجرائه مرة كل سنتين بعد سن الأربعين، موضحةً أن الفحص الذاتي المنزلي يساعد على كشف السرطان في وقت مبكر بنسبة حوالي 25 بالمائة، بينما يساهم الفحص السريري في كشفه بنسبة 40 بالمائة.
وقدّمت توضيحات حول مراحل السرطان، حيث يمكن التغلب عليه في المرحلة الصفرية والمرحلة الأولى، بينما تزداد صعوبة الشفاء منه كلما تقدّمت مراحله. وختمت المحاضرة بعرض طرق العلاج الجراحية والعلاج بالأشعة والأدوية والتكفل النفسي بالمريض.
من جهتها، تطرقت الدكتورة لمزاودة كريمة إلى طرق الوقاية من سرطان الثدي من خلال تبنّي أسلوب حياة صحي، بممارسة الرياضة، الإقلاع عن التدخين، اتباع نظام غذائي متوازن، والرضاعة الطبيعية. وأضافت أنه تم تنظيم حملة توعوية حول الرضاعة الطبيعية للوقاية من سرطان الثدي، حيث يبلغ معدل الرضاعة الحصرية في الجزائر 25 بالمائة فقط، ويتم تنظيم حملات لرفع النسبة إلى 50 بالمائة، لما للرضاعة الطبيعية من فوائد للرضيع بتوفير تغذية كاملة تقوّي مناعته، وللأم بالمحافظة على صحتها العامة والوقاية من مختلف الأمراض، وعلى رأسها سرطان الثدي، حيث تقي الرضاعة الطبيعية بنسبة تتراوح بين 20 و30 بالمائة، وترتفع نسبة الوقاية مع زيادة مدة الرضاعة بنسبة 5 بالمائة عن كل شهر.
وردة قانة