بعد مصانع “الكارتل المالي” داخل البلاد.. صحيفة إسبانية تؤكد استرجاع الجزائر فندقًا مملوكًا لحداد

بعد مصانع “الكارتل المالي” إبان حكم الرئيس الأسبق الراحل عبد العزيز بوتفليقة، التي شرعت السلطات الوصية في استعادتها تباعًا داخل البلاد، استرجعت الجزائر رسميًا فندق “إل بالاص” الفخم والتاريخي في برشلونة، المعروف باسم “الريتز”، والذي كان يملكه رجل الأعمال علي حداد المسجون حاليًا في قضايا فساد.

وأوضحت صحيفة لا فانغوارديا في تقرير لها، أمس، أن عملية الاسترجاع تمت وفق إجراء قانوني يُعرف في التشريع الإسباني باسم الدفع العيني، والذي يقوم على التنازل عن ملكية العقار مقابل تسوية الدين، وهو ما يمكن اعتباره شكلًا من أشكال التسوية الودية التي تبنتها السلطات الجزائرية هذا العام عبر قانون الإجراءات الجزائية.

وقالت الصحيفة إن هذه العملية، التي تمت بتاريخ 1 أوت 2025، جاءت ثمرة مسار قانوني ودبلوماسي بذلته السلطات الجزائرية لاسترجاع الأموال المهربة إلى الخارج. وكان الرئيس تبون قد أعلن، قبل ثلاثة أسابيع، عن استرجاع الفندق ضمن جهود استعادة الأموال والممتلكات المنهوبة.

وكان هذا الفندق ملكًا لرجل الأعمال علي حداد، المتواجد حاليًا في السجن، وتم تداول أنباء منذ سنوات تفيد بأنه اشترى الفندق الفخم مقابل 100 مليون يورو. وبهذا أصبح الصندوق الوطني للاستثمار المالك الكامل للعقار الذي يحتضن الفندق، الواقع بشارع “غران فيا دي لاس كورتس كاتالاناس” رقم 664-668 في قلب العاصمة الكتالونية.

وحسب الصحيفة ذاتها، فإن الجزائر كانت قد وجهت منذ سنة 2022 إنابات قضائية إلى عدة دول، من بينها إسبانيا، لاستعادة ممتلكات رجال الأعمال المقربين من النظام السابق. وأشارت إلى أن مصادر دبلوماسية أكدت أن السفارة الإسبانية في الجزائر تلقت الطلب الجزائري وتولت معالجته رغم برودة العلاقات الثنائية في أعقاب أزمة الصحراء الغربية سنة 2022.

وأضافت لا فانغوارديا أن عملية شراء الفندق تمت سنة 2011 عبر شركة “Aginyo Inversiones y Gestiones Inmobiliarias SL” التي كان حداد مديرها الوحيد، بينما كانت راضية بوزيان علاوي، وهي جزائرية حاصلة على الجنسية الإسبانية، تمثل الشركة، كما أنها تدير أيضًا شركة “Royal Blue Bird” المشغّلة للفندق منذ 2014. وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة الفندق لم تصدر أي تعليق رسمي بشأن انتقال الملكية إلى الصندوق الوطني للاستثمار الجزائري.

واعتبرت الصحيفة الإسبانية أن استرجاع فندق “إل بالاص” في برشلونة يُعد مكسبًا رمزيًا يعكس جدية الجزائر في تتبع الأموال المنهوبة واسترجاع الأصول المهربة إلى الخارج، ورمزًا لاستعادة السيادة الاقتصادية. كما يبرز قدرة الدولة على خوض مفاوضات معقدة ومعالجة ملفات قضائية ومالية خارج الحدود بعيدًا عن الضجيج الإعلامي، في سياق مسعى وطني شامل لاستعادة السيادة الاقتصادية وحماية المال العام.

وكان حداد قد اشترى الفندق في ديسمبر 2011 من مجموعة “هوسا”، المملوكة للرئيس السابق لنادي برشلونة خوان غاسبارت، في صفقة قدرتها الصحافة الإسبانية حينها بـ80 مليون يورو. لكن علي حداد، وخلال محاكمته في الجزائر، صرح بأنه دفع 54 مليون يورو، اعتمادًا على قروض مصرفية وأخرى من أصدقاء.

وحسب لا فانغوارديا، فإن السجلات الإسبانية تكشف عن رهن بقيمة 26 مليون يورو لصالح بنك “سانتاندير”، كانت آجاله قد أُجّلت أكثر من مرة، قبل أن يتكفل الصندوق الوطني الجزائري بتسويته ضمن اتفاق التسليم

مقالات ذات صلة

توقيع اتفاقية هامة بين الجزائر والصين

sarih_auteur

هذه هي الميزانية المخصصة لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي لسنة 2026

sarih_auteur

هذه هي ميزانية وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية لسنة 2026

sarih_auteur