يعيش العشرات من سكان المجمع الريفي مهري بن طراد ببلدية البسباس في ولاية الطارف، على وقع معاناة يومية متواصلة منذ سنوات طويلة، بسبب غياب الربط بشبكتي الكهرباء والغاز الطبيعي، وهو ما جعل حياتهم أقرب إلى المعاناة الدائمة، رغم مرور أكثر من 17 سنة على إنشاء هذا المجمع سنة 2007 في إطار برامج الدولة الرامية إلى تحسين الإطار المعيشي للمواطن الريفي.
ورغم الوعود المتكررة التي تلقوها منذ سنوات، إلا أن الواقع لم يتغير، حيث لا تزال السكنات غارقة في الظلام وتفتقر لأبسط ضروريات الحياة العصرية. وقد عبّر السكان عن استيائهم العميق من استمرار تجاهل معاناتهم، مؤكدين أنهم طرقوا كل الأبواب ووجّهوا عشرات المراسلات إلى مختلف الجهات المعنية دون أن يجدوا آذانًا صاغية أو حلولًا ملموسة.
ويؤكد أحد ممثلي السكان، في حديثه، أن العائلات المقيمة بالمجمع تعيش ظروفًا قاسية للغاية، إذ اضطر البعض إلى استخدام الربط العشوائي للكهرباء لتلبية احتياجاتهم اليومية، وهو ما أصبح يشكل خطرًا حقيقيًا على حياتهم وحياة أطفالهم بسبب الأسلاك المكشوفة والكوابل الممتدة بطرق غير آمنة، فضلًا عن الانقطاعات المتكررة التي تسببت في إتلاف العديد من الأجهزة الكهرومنزلية.
وفي ظل هذا الوضع المزري، اضطر عدد من السكان إلى اللجوء إلى الشموع أو استئجار مولدات كهربائية بأسعار مرتفعة لتوفير الحد الأدنى من الإنارة وتشغيل أجهزتهم الضرورية، فيما يعاني آخرون من مشقة يومية في البحث عن قارورات غاز البوتان التي أصبحت عبئًا إضافيًا على ميزانياتهم الهشة، إذ تُباع بأسعار مضاعفة مقارنة بالمناطق الأخرى، ما جعل العديد من العائلات ذات الدخل الضعيف تعيش تحت ضغط مادي ومعيشي كبير.
ووصف السكان وضعهم بـ المأساوي، مؤكدين أن المجمع الريفي مهري بن طراد يُعد من أقدم المجمعات الريفية ببلدية البسباس، وينتظرون التفاتة من السلطات المحلية والولائية لإدراج المجمع ضمن أولويات الأحياء التي ستشهد عمليات التهيئة.
وعليه، يوجّه السكان نداء استغاثة إلى والي ولاية الطارف، السيد مزيان، من أجل أخذ مطلبهم بعين الاعتبار وربط سكناتهم بشبكتي الكهرباء والغاز، خاصة ونحن على أبواب فصل الشتاء والحاجة الماسة إلى هاتين المادتين الحيويتين.
أم دوادي الفه
