تعتبر مطاعم الأكل ومحلات “الفاست فود” فضاءا خصبا لإنتشار حالات الإصابة بالتسممات الغذائية خاصة خلال فصل الصيف، بسبب تدافع المواطنين على تناول الوجبات التي تحتوي على مواد غذائية سريعة التلف على غرار اللحوم والدواجن وكذا الأجبان والمايونايز وغيرها.
إذ تشهد عديد المطاعم ومحلات الأكل السريع بعنابة توافدا كبيرا خاصة خلال فصل الصيف، تزامنا مع ارتفاع أعداد المصطافين والمتوافدين على الولاية، لكن الإشكال المطروح يبقى على مستوى مراعاة هذه المطاعم والمحلات ومدى التزامها بتطبيق شروط النظافة العامة لاسيما أثناء تحضير الوجبات و عرضها و تقديمها للزبائن، فرغم انتشارها الرهيب لكنّ القليل منها من يلتزم أصحابها بالمواصفات والمعايير الصحية المفروضة و المنصوص عليها قانونا، وهذا ما يسلّم به عنابيون كثر يرتادون مطاعم المدينة ويشتكون من انعدام النظافة، وهم يحمّلون الجهات المعنية بمراقبة النظافة و الجودة مسؤولية مسؤولية جودة و صحية المأكولات وخلو أماكن تحضيرها من كل شائبة .
رئيس مصلحة حماية المستهلك و قمع الغش…سنكون بالمرصاد
أكد رئيس مصلحة حماية المستهلك وقمع الغش بمديرية التجارة، عسالة أحمد، ل “الصريح”، أن مصالحه تعكف على تكثيف دوريات الرقابة على محلات الإطعام خلال فصل الصيف خاصة مع تزايد أعداد المصطافين والمتوافدين على الولاية، خاصة خارج أوقات العمل ونهاية الأسبوع وكذا الفترات المسائية، أين تم الانتهاء من التحضيرات الخاصة ببرنامج المراقبة لموسم الاصطياف المزمع انطلاقه شهر جويلية ، أين تم تجنيد كافة المصالح لمحاربة ظاهرة عرض المنتوجات الحساسة بالمطاعم ومحلات الأكل السريع خارج الظروف الصحية، وكذا تفعيل التدخلات الآنية بالتنسيق مع المصالح المشتركة من مديرية التجارة و البيطرة والصحة، إلى جانب فرق رقابة النشاط التجاري خاصة خدمات الاطعام وبيع المشروبات والمثلجات، مؤكدا أن مصالحه ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لمراقبة نشاطات محلات بيع المأكولات السريعة والمطاعم بصفة دورية بغرض حماية صحة وسلامة المستهلك، والاطلاع على ما يحدث في المطاعم وكيفية إعداد الأطعمة للمواطنين، والتأكد من التزامها بشروط الصحة الغذائية
وأضاف المتحدث، أن عمليات الغلق الإداري لمحلات المأكولات السريعة والمطاعم تزداد خلال فصل الصيف بسبب مخالفتها للقواعد الصحية على غرار النظافة وكيفية التعامل مع الأغذية وطرق تخزينها وتعرضها لأشعة الشمس، مضيفا أن حالات التسمم الغذائية أيضا تعرف تزايدا كبيرا خلال هذه الفترة تزامنا مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة التي تؤدي إلى تلف عديد المنتجات الغذائية التي تتطلب مراعاة الشروط الصحية خاصة مع استهتار أصحاب المحلات وعدم تقيدهم بهذه الشروط التي قد تعرض حياة المواطنين للخطر، مضيفا أن المخالفات الواردة بشأن محلات “الفاست الفود” والمطاعم تسجل ارتفاعا محسوسا، كما أن عمليات حجز المواد الغذائية غير صالحة الاستهلاك وعمليات الغلق الإداري للمحلات والمطاعم ترتفع بصفة كبيرة.
مشيرا إلى أن الفرق المختصة بالمديرية سجلت خلال شهر جوان 7 عمليات غلق إداري لسبع محلات من بينها مطاعم ومحلات “فاست فود” نظرا لعدم احترامها لشروط النظافة الصحية وتسببها في حالات التسمم الغذائي، مؤكدا غلق جميع المطاعم غير المرخصة والتي لا تطبق مواصفات سلامة الغذاء، مضيفا أنه تم حجز حوالي 28,770 طن من المواد الغذائية المتنوعة غير صالحة للاستهلاك من بينها لحوم ومنتجات تستخدم كمواد أساسية في الأطعمة السريعة على غرار “الشاورما” و “البيتزا” خلال الخمسة أشهر الأولى لهذه السنة.
المفتشية البيطرية الولائية…حجز لقناطير من اللحوم الفاسدة شهريا
وفي السياق، كشفت المفتشة البيطرية الولائية حليمة برجم، أنه المصالح المختصة تمكنت هذا الأسبوع من حجز 156 كلغ من اللحوم الحمراء الفاسدة في برحال كانت موجهة للاستهلاك، بعديد المحلات التجارية و من بينها مطاعم، مضيفة أن ذات الجهات تمكنت خلال شهر جوان من حجز حوالي 1002كلغ من اللحوم البيضاء و 312,6 كلغ من اللحوم الحمراء غير صالحة الاستهلاك عبر كافة بلديات الولاية، والتي لا تخضع لشروط الحفظ وغير مطابقة للاستهلاك.
منظمة حماية المستهلك…شكاوي المواطنين تصلنا و ندعو لثقافة إستهلاكية صحية
أكد مصدر مسؤول في منظمة حماية المستهلك بعنابة، أن المنظمة تتلقى عديد الشكاوي من قبل المواطنين بخصوص عدم احترام كثير من المطاعم ،ومحلات الأكل السريع لمعايير وشروط النظافة، خاصة خلال فصل الصيف و أمام الإقبال الكبير الذي تسجله هذه المحلات وارتفاع أعداد المصابين بحالات التسمم الغذائي، محذرا المواطنين من تناول الأطعمة الجاهزة، ما لم تعد في ظروف صحية مناسبة خاصة التي تحتوي مواد حساسة سريعة التلف على غرار “الشاورما” و”الكريمات” وكذا اللحوم بمختلف أنواعها، وكذا المأكولات التي يتم تعريضها لأشعة الشمس المباشرة ولخطر التلوّث.
مشيرا إلى أن استهتار أصحاب المحلات فاقم من الوضع خاصة وأن العديد منهم لا يكترثون بمراقبة مدة انتهاء صلاحية بعض الأطعمة، إلى جانب عدم احترامهم لسلسلة التبريد للمنتوجات الحساسة سريعة التلف ومعايير تخزينها، ناهيك عن طريقة عرضهم غير الصحية للمأكولات، مضيفا أن ذات الجهة مجندة لمحاربة هذه التصرفات والممارسات اللامسؤلة لبعض أصحاب المطاعم ومحلات الأكل السريع التي لا تراعي شروط النظافة والتي من شأنها تعريض حياة المواطنين للخطر.
فمن خلال الحملات والأيام التحسيسية التي تقوم بها المنظمة لفائدة المستهلكين لحثهم على التحلي بثقافة الأكل الصحي وتجنب كافة المطاعم ومحلات “الفاست فود” التي لا تلتزم بالمعاير والقواعد الصحية التي من شأنها تعريضهم للخطر.
مطعم نظيف و أكل صحي…حين تتحول القاعدة لإستثناء
استنكر العديد من المواطنين ممن التقت بهم “الصريح”، وضعية بعض المطاعم ومحلات الأكل السريع التي لا تراعي سلامة زبائنها، معبرين عن استيائهم الشديد من عدم التزام أصحابها بقواعد النظافة للحفاظ على سلامة المستهلك، أين قالوا أن حياتهم عرضة للخطر إذ يتهددهم التسمم الغذائي يوميا، بسبب عدم حرص أصحاب هذه المحلات على تطبيق معايير السلامة والشروط الصحية، مضيفين أنه أصبح من الصعب إيجاد محل نظيف يستجيب للمواصفات القانونية والصحية بشكل كامل ، خاصة وأنهم مجبرون على ارتياد المطاعم ومحلات الأكل السريع نظرا لعدة ظروف أجبرتهم على الأكل خارج منازلهم للأسباب ضيق الوقت و مواقيت العمل و بعدهم غالبا عن مساكنهم ، متسائلين عن دور الجهات الوصية في مراقبة نشاط هذه المحلات ووضع حد للممارسات التي من شأنها تعريض المستهلك للخطر، خاصة وأنهم قد لاحظوا أن بعض المحلات تنعدم فيها أدنى شروط النظافة، إلى جانب أن المأكولات التي تحتوي مواد حساسة و سريعة التلف كأسياخ اللحوم و مختلف المشويات و الشورما حيث يتم تعريضها لأشعة الشمس المباشرة و غبار الأرصفة دون أدنى اعتبار لصحة المستهلكين وبعيدا عن أعين الرقابة.
أميرة سكيكدي