من يعادي وطني أعاديه

يكتبه: خميسي غانم

لمن لا يعرف التاريخ فإن الجزائر واجهت أحنك الظروف وأعسر المحن عبر تاريخها الطويل، وفي الكثير من الأحيان كان يقف خلف تلك المكائد ذوو القربى من أعداء الداخل والخارج، ومن أراد أ ن يستقريء التاريخ فما عليه إلا أن يعود إلى سجل الخيانات التاريخية المدوية وطبعا كان لجارنا القريب المغرب صولات وجول.

ت، ومن منا ينسى ما قام به أمير المؤمنين في المغرب السلطان عبد الرحمان بنو هاشم الذي باع الأمير عبد القادر إلى المستدمر الفرنسي وبأبخس الأثمان بعد أن عقد اتفاقا مريبا مع الجيش الفرنسي عوضا أن ينجد الأمير وجيشه ولكنه لم يغثه، ولم يجد سلطان المغرب حينها من حرج وكاد أن يدفع بالأمير وجيشه إلى مذبحة لولا تفطن الأمير لذلك، واستطاع أن ينقذ ما يمكن إنقاذه وفضل على ان يتجرع مرارة الخيانة ويختار المنفى حتى لا يرمي جيشه في محرقة حقيقية هندس لها الجيش الفرنسي بمباركة سلطان المغرب.

وهل يمكن أن ننسى دسائس المخزن لهذه البلاد وأطماعه التي لا تريد أن تتوقف في ترابها وثرواتها، فها هي الجزائر تخطو خطواتها الأولى على طريق الاستقلال ومازالت لم تجفف الأمهات دموعها على أبنائها من الشهداء الذين قدموا أرواحهم على مذبح الحرية، وإذا بضربة جديدة يوجهها لها المغرب سنة 1963.

وسيبقى الجزائريون قيادة وشعبا ينظرون إلى عنوان 1963 كخيانة ووصمة عار على جبين نظام المخزن لا تنسى، وفي ظل الخيانة التي تربى عليها العرش الملكي استمر في التآمر على هذه البلاد ولم يتوان حتى عن فتح أراضيه للكيان الصهيوني لتوجيه رسائل حقد وكراهية للجزائريين، وهذه وتلك أحداث تجعلني شخصيا أقول، وأنا الذي كان لي الشرف رضع حليب الأنفة والكبرياء من  الفلسفة الثورية للمرحوم بومدين، تجعلني أقول أنا ضد المخزن ولو اتفق كل العالم معه لأنه من يعادي وطني فأنا أعاديه.

ونقتبس هنا من كلمة قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة: « ولتعلموا جيدا أننا سنكون دوما لكم بالمرصاد ونعرف كيف نردّ لكم الصاع صاعين، فنحن سادة هذه الأرض الطيبة ونحن سادة الميدان، نحسن اختيار الزمان للردّ ويكون الردّ حاسما ».

 

مقالات ذات صلة

 جرعة أوكسجين للمؤسسات المصغرة

sarih_auteur

الحنين إلى “الكادر”

sarih_auteur

“الكاف” التي لم نعد نعرفها…

sarih_auteur