سجلت الجزائرية للمياه خلال أيام الحملة الوطنية الواسعة للقضاء على التوصيلات غير الشرعية 801 تدخل من قبل الفرق التي جندت لإنجاح العملية.
وحسب مصادر “الصريح” فإن هذه العمليات مست جل أحياء وبلديات الولاية، أين تفاجأت الفرق بالكم الهائل من التوصيلات العشوائية، واستغلال المياه بطرق غير شرعية، وكانت البداية في حي سيدي حرب 4 عندما اكتشف الأعوان توصيلات غير شرعية للمياه، وبعد متابعتهم للتوصيلات وتفرعها تبين أن الحي بأكمله يستغل مياه الشرب بطريقة غير قانونية، وهو ما وقفت عليه الفرق الأخرى بحي البركة الزرقاء.
وحسب ذات المصادر، قالت أن المفاجئة لم تكمن فقط في هذه الأحياء التي تستغل المياه بطرق غير شرعية، ففي خرجة الأربعاء المنصرم تم تسجيل توصيلات تعود لترقيات عقارية بـTCA وسيدي عيسى، أين توجه المياه للاستغلال في أشغال البناء في تعد صارخ على المديرية، كما تم اكتشاف توصيلات في المناطق الصناعية تعود لمؤسسات تجارية هي الأخرى تستغل مياه أنابيب التوزيع للإنتاج، وفي السياق، ساهمت أجهزة “جيورادار” كثيرا في اكتشاف التوصيلات التي لا ترى بالعين المجردة، أين يقوم المخالفون بربط الأنابيب تحت الأرض، ومن بين أكثر الحالات التي كشفتها هذه الأجهزة توصيلات غير قانونية بسيدي عيسى تعود لأصحاب “فيلات” فخمة، وسكنات بأعالي المنطقة.
من جهته، كشفت، فتيحة برجان المكلفة بالإعلام لمؤسسة الجزائرية للمياه أن مصالح وحدة عنابة جندت 12 فرقة كما تدعمت بـ13 فرقة من قبل المديرية العامة بهدف إنجاح حملة القضاء على التوصيلات العشوائية، وقالت المتحدثة أن الوحدة وضعت استراتيجية ومخطط عمل انطلق شهر جوان الماضي إلى غاية 20 جويلية 2023، أين تم استهداف العديد من النقاط التي تعرف توصيلات غير شرعية بكثرة، على غرار أحياء خرازة وواد القبة 2 إلى جانب كل من سيدي عيسى والحجار وأحياء بلدية سيدي عمار وقرى ومداشر عين الباردة، كما تم تدعيم الفرق بأجهزة “جيورادار” الكاشفة للتوصيلات بطرق غير مرئية.
يذكر أن الجزائرية للمياه أطلقت هذه الحملة الواسعة للقضاء على التوصيلات غير الشرعية، ومن أجل إنجاحها تم تسخير كافة الإمكانيات البشرية والمادية لدى الوحدة إضافة إلى التدعيم بفرق من الوحدات التابعة للجزائرية للمياه لكل من ولايات سوق أهراس وقسنطينة وسطيف وتيزي وزو وباتنة إلى جانب الوحدات التابعة لولايات عنابة، سكيكدة، الطارف وقالمة.
وتهدف هذه الحملة إلى الكشف والقضاء على أكبر عدد من التوصيلات غير الشرعية من أجل الحفاظ على الثروة المائية، خاصة وأن هذه الممارسة ينجر عنها عدة أضرار كالخسائر المادية التي تتكبدها الجزائرية للمياه من خلال ضياع كميات كبيرة من المياه دون فوترة، إلى جانب إضعاف شبكة القنوات حيث لا يخضع الربط للمعايير المعمول بها، ناهيك عن تأثيرها السلبي على عملية التوزيع للزبائن الشرعيين وخاصة نقص الضغط في الطوابق العليا للعمارات والأخطر من ذلك المساس بالصحة العمومية من حيث التسبب في الأمراض المتنقلة عبر المياه.
تحصيل 2 مليار و 500 مليون سنتيم
خلال أيام الحملة برمجت مصالح الجزائرية للمياه خرجات مكثفة بغية تحصيل الديون لدى زبائنها، استهدفت العديد من الأحياء، وحسب مصادر “الصريح” فإن العملية عرفت تحصيل مبلغ 2 مليار و 500 مليون سنتيم وهو المبلغ الذي فاق توقعات مسيري الوحدة والأهداف المرجوة _حسب ذات المصدر_.
يشار إلى أن الجزائرية للمياه تعاني من صعوبات في تحصيل الديون الأمر الذي اضطرهم في العديد من المناسبات إلى قطع التموين بالمياه دون اللجوء لنزع العدادات بعدما تراكمت ديون الزبائن بشكل غير معقول وعدم التقرب من مصالحها للتسديد وتخفيف ما عليها من أعباء، وأضاف المصدر أن ديون الشركة المتراكمة لدى مختلف زبائنها انعكس سلبا على السير الحسن للمؤسسة وكذا استمرارية ضمان الخدمة العمومية للمياه للمواطنين، خاصة وأن الديون تعتبر عبئا ولها تأثير مباشر على سيرورة برامج الشركة، علما أن الضغط مرتفع لا سيما من ناحية البرامج الخاصة وديونها لدى عدة زبائن، إلى جانب عجزها عن تجسيد مختلف المشاريع الخاصة بتهيئة وتحسين مختلف الشبكات وكذا عدد التدخلات لإصلاح التسربات المسجلة في عديد المناطق.
وبخصوص الإجراءات المتخذة وضعت الجزائرية للمياه لفائدة مختلف الزبائن في الحملة لتحصيل الديون الخاصة بمستحقات استهلاك الماء عدة تسهيلات من بينها جدولة تسديد الديون للزبون الذي يعاني من صعوبات مالية، حيث دعت زبائنها للتقرب من الوكالات التجارية وكذا المراكز التابعة لها من أجل إيجاد الحلول المناسبة والأكثر ملاءمة.
مدير وحدة عنابة :” سنشرع في إصلاح العطب المتسبب في تلويث المياه ببعض أحياء وسط المدينة بداية من الغد”
كشف مدير وحدة عنابة جربلو عبد العزيز لـ”الصريح” أن مصالحه ستباشر الأشغال النهائية بداية من الغد لإصلاح العطب الحاصل في قنوات التوزيع في أحياء كل من شارع عسلة حسين والعربي خميستي بوسط مدينة عنابة، وقال أن المصالح التقنية وجدت عقبات إدارية بسبب تراخيص أشغال الحفر من قبل بلدية عنابة، ورغم ذلك لاتزال أشغال البحث متواصلة عن القنوات المتسببة في اختلاط المياه الصالحة للشرب بالمياه المستعملة في أحياء مدينة عنابة، منذ أكثر من شهرين من قبل مصالح الجزائرية للمياه وحدة -عنابة بوسط المدين، حيث تصل مياه مختلطة بمياه الصرف الصحي إلى حنفيات العديد من أحياء وسط مدينة عنابة منذ ما يقل عن شهرين بسبب كسر في قنوات التوزيع، الأمر الذي تسبب في حالة من الغضب والذعر بين السكان، الذين تخوفوا من خطر إصابتهم بكارثة صحية _حسبهم_،.
وعلى إثر ذلك اتصلت “الصريح” بالمكلفة بالإعلام في الجزائرية للمياه والتي أكدت المعلومات المتعلقة باختلاط مياه الشروب بمياه الصرف الصحي، بعدما تم اختبار عينات من المياه التي يتم توزيعها على حنفيات سكان شارع العربي خميستي الذين أبدو استيائهم الشديد من نوعية مياه الشروب التي تصل حنفياتهم في الأونة الأخيرة، حيث قال سكان المنطقة أن المياه تنبعث منها رائحة كريهة شبيهة برائحة الصرف الصحي، ناهيك عن تلونها، كما قال آخرون أن المياه تصل مملوءة بالأتربة ما جعل منه غير صالح للشرب، وبعد صدور نتائج التحاليل تبين اختلاط المياه الصالحة للشرب بمياه الصرف الصحي الأمر الذي تدخلت على إثره مصالح الجزائرية للمياه للبحث عن سبب التسرب الحاصل، وهي العملية التي لاتزال مستمرة.
هذا وعبّر السكان عن مخاوفهم من استغلال المياه التي تصلهم وذلك تفاديا للإصابة بالأمراض التي تنتشر عن طريق المياه والتي باتت تشكل تهديدا مباشرا على حياتهم، فعلى غرار باقي الأحياء قال قطنو حي “لاقار” أن الوضع تفاقم منذ الأسبوع الأخير من شهر رمضان أين يتزايد استغلال مياه الحنفيات بسبب أشغال حلويات العيد، حيث طالبوا في عديد المرات بوضع حلول لتصفية المياه وتنقيته من الشوائب قبل توزيعه، إلا أن الحل لم يُجسّد على أرض الواقع، فعلى الرغم من البرامج المتعددة للشركة لم تسجل عمليات لتصفية المياه رغم أنها تسببت عدة مرات في وقف عملية التوزيع لأيام .
من جهتها، وضعت الجزائرية للمياه شاحنات صهاريج تجوب أحياء وشوارع عسلة حسين ومحمد خميستي بصفة دورية لتمون المواطنين بالمياه الشروب إلى حين الانتهاء من الأشغال وإصلاح القنوات في محاولة منها لتخفيف أزمة المياه.
تكريم عمال الجزائرية للمياه
نظمت، أول أمس مصالح الجزائرية للمياه وحدة -عنابة في اليوم السادس والأخير من الحملة التضامنية الكبرى لمحاربة التوصيلات غير الشرعية بعنابة حفلا على شرف عمال وحداتها المشاركين في الحملة التي امتدت ما بين 15 الى 20 جويلية 2023، حيث تم تكريم العمال المشاركين والمتضامنين مع وحدة عنابة القادمين من الوحدات التابعة للجزائرية للمياه، تحت إشراف كل من مدير المنطقة والوحدة، ومديرة الموارد المائية لولاية عنابة وممثلي المديرية العامة للجزائرية للمياه وبحضور كل من مهندسي مديرية الموارد المائية والطاقم المسير لمنطقة وحدة عنابة، ورؤساء الوكالات التجارية، وكل العمال
لمين موساوي