ما يقع لكرة اليد من اهتمام مناسبتي ليس بالبعيد عما يقع لرياضة ألعاب القوى أو أم الألعاب كما يطلق عليها، وأنا أتابع حوارا مع العداء السابق عبد الرحمان مرسلي شقيق العداء الأسطوري نور الدين، تأكد لي أن القوم لا يأبهون لوضع ألعاب القوى إلا في اللحظات الأخيرة قبل بداية أي منافسة قارية أو دولية تماما كما يحدث في كرة اليد.
فقد أعطى عبد الرحمان الدليل القاطع على أن عودة أم الألعاب إلى سالف عهدها ليس غدا، وما وجود عداء عالمي من طينة توفيق مخلوفي ليس سوى الشجرة التي تغطي الغابة، حيث ذكر الرجل أنه شرع على رأس المديرية الفنية الوطنية في التعاقد مع شركات عالمية للتكفل ببعض العدائين لتحضيرهم إلى المنافسات العالمية، قصد خلق خير خلف لخير سلف، ولكن بمجيء شقيقه على رأس الوزارة المنتدبة لرياضة النخبة تم استدعاؤه لشعل منصب مستشار في الوزارة، وهو أمر طبيعي لرجل عارف بخبايا رياضة النخبة ومقتضياتها، ولكن بعد مغادرة الشقيق منصب الوزارة، وجد عبد الرحمان نفسه لا هو طال عنب الشام ولا بلح اليمن، فلا هو قدم عصارة خبرته للوزارة التي تخلى ساكنوها الجدد عنه، ولا هو حافظ على منصبه في المديرية الفنية الوطنية، وعليه ضاعت على الرياضة الجزائرية كفاءة من الكفاءات التي خسرها البلد.
والسؤال المطروح هو كم هي الكفاءات التي أضعناها وكان مصيرها كمصير عبد الرحمان مرسلي ؟ … تحياتي.
الدكتور سبتي سلطاني