تسبب، إضراب موظفي البريد لولاية عنابة، في سخط المواطنين بعد تعطل مصالحهم وحرمانهم من سحب رواتبهم ومعاشاتهم، ومعاناتهم التي تواصلت لعدة أيام بعد أن وجدوا أنفسهم مجبورين على الانتظار في طوابير طيلة النهار أملا في عودة عمال القطاع للعمل، وما زاد من غضب زبائن البريد، غياب الحد الأدنى من الخدمة عن النشاط، والتي كانت ستغطي العمليات الأساسية على الأقل، كسحب المعاشات أو كشف الحسابات المصرفية، إلى جانب تقديم الخدمات لكبار السن الذين عانوا الامرين بعد انتظارهم الطويل وسط الامطار، ناهيك عن المسافات الطويلة التي قطعوها وصولا إلى المراكز البريدية.
التقت ’الصريح’ بعدد من المواطنين بطابور الانتظار أمام القباضة الرئيسية أين لاحظنا تواجد عدد كبير من كبار السن، باحثين عن دورهم بعد تعليق الاضراب المزعم وقفه أمس، إلا أن لموظفي البريد رأي أخر، فبعد إعلان نهايته، واصل العمال شل المراكز عبر بلديات الولاية، غير مبالين بوضعية المواطنين الذين ينتظرون بفارغ الصبر أدوارهم سواء لسحب المعاشات والمدخرات أو تحويلها، خاصة ونحن في الأسبوع الأول من شهر رمضان أين ترتفع مصاريف الاسر الاستهلاكية وتنشط العمليات المصرفية في مثل هذه المواعيد، الامر الذي من المفترض أن يستدعي تمديدا في أوقات العمل وتوفير سيولة حتى يتسنى للمواطنين الاستفادة من الخدمات بصفة دورية.
وفي سياق متصل، أكد بعض الموظفين لـ’الصريح’ أن الاضراب كان وسيلة للضغط على المسؤولين بهدف تلبية المطالب التي تم رفعها والمتمثلة في تزويدهم بمنحة المردودية الجماعية والفردية والرفع من المنحة السنوية التي يستفيدون منها كل سنة، إضافة إلى المطالبة بإلغاء نظام العمل خلال عطلة الأسبوع السبت والعودة إلى العمل بالنظام القديم.
هذه الوضعية التي فرضها عمال وموظفي قطاع البريد أثرت سلبا على المواطنين الذين وجدوا أنفسهم في طوابير طيلة النهار لأجل الحصول على راتبهم الشهري تزامنا مع الظرف الاستثنائي لشهر رمضان الذي صادفه الوضع الصحي المتدهور.
م.لمين