إفسحوا الطريق للشباب

 

تحدثت كتب التاريخ عن مؤسس دولة الموحدين عبد المؤمن بنو علي، وكيف كان أحرص الناس على دفع الشباب إلى مواقع القيادة، وسار على نهجه الرئيس تبون في خطابه الموجه إلى الأمة، داعيا إلى انتخابات مسبقة تكون فيها حصة الأسد للشباب، وتفتح لهم أبواب واسعة في المجالس المنتخبة التي عليهم استرجاعها من الذين هرمو ويعيشون عصرا غير عصرهم، وما على شيوخ المجالس التي حولت بفعل سلطة وتسلط هؤلاء إلى دور للشيوخ والعجزة ممن يرفضون أن يتركوا هؤلاء الشباب يعيشون عصرهم ويجبرونهم على التعايش مع زمانهم الذي ولى ولن يعود.

رافضين أن يتركوا مواقعهم لهؤلاء الشباب، ليجربوا كما جربوا هم، ومصرين على تجاهل أن هذا الزمان ليس زمانهم، زمن تتحكم فيه التكنولوجيات الحديثة التي تجاوزتهم، والغريب أن بعض هؤلاء الشيوخ قضى أكثر من 25 سنة أي ربع قرن في المجالس، دون أن يقدم ما تنتظر منه الأمة، ومع ذلك وبوجوه صحيحة يهندسون للعودة لها رغم خيباتهم وضعفهم الذي لا يخفى على أحد. والأحزاب اليوم مطالبة أن تتجه للمستقبل بالتخلص من هذا الإرث الثقيل، وتمنح الفرصة لأفكار وتجارب أخرى متشبعة بثقافة وروح العصر، ودون ذلك ستغامر وتتلاقى صفعة قوية من الشعب الذي أغلبيته الساحقة من الشباب، الذي أصبح لا تغريه الخطابات الجوفاء ولا يؤمن إلا بالملموس .

مقالات ذات صلة

فريق جبهة التحرير .. الأبطال الخالدون

sarih_auteur

بارادو الأنموذج في الاحتراف

sarih_auteur

خيارات ينبغي إحترامها

sarih_auteur