الإنعاش أو الإفلاس

المتابعون للأوضاع في ولاية عنابة لا يختلفون بأن مؤسسة التسيير الحضري ساهمت وبشكل كبير في إخراج هذه الولاية من دائرة الولايات الحضرية الكبرى، والزج بها في دائرة القرى والمداشر، ومن أراد أن يتأكد من ذلك فعليه أن يعاين العديد من النقاط التي جعلت منها هذه المؤسسة نقاط سوداء، فالمتجول ما بين محور دوران الجسر الأبيض ومدخل حي الصفصاف يرى الوضع المزري الذي وصلت له المساحات الخضراء بمحاذاة الإقامة الجامعية الجسر الأبيض التي تحولت إلى أحراش بعد أن كانت تدب فيها الحياة، والشواهد كثيرة في مساحات أخرى أصبحت لا تليق بمقام عنابة، وغير ذلك فالكثير من الأحياء والشوارع أصبحت تغرق في الظلام دون أن يحرك القائمون على مؤسسة التحسين الحضري ساكنا، والوضعية كارثية في شارع محمد صديق بن يحيى ومسلك مستشفى ابن رشد وجسر جوانو، وغيرها من النقاط التي حولتها المؤسسة إلى مجرد بادية وشاهد على التراجع الحضري لولاية عنابة، وأمام هذا الوضع الذي وصلت إليه الأمور على والي عنابة التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، إما بإعادة إنعاش هذه المؤسسة أو بإعلان الإفلاس وغلقها، فمن غير المنطق أن يتم توظيف عشرات العمال والإطارات دون مردود ولا نتائج على الأرض والاكتفاء بهدر الملايين كأجور من الخزينة العمومية.

مقالات ذات صلة

فريق جبهة التحرير .. الأبطال الخالدون

sarih_auteur

بارادو الأنموذج في الاحتراف

sarih_auteur

خيارات ينبغي إحترامها

sarih_auteur