التجوال السياسي

يكتبه : خميسي غانم

ما وقع مؤخرا لأحد المنتخبين المحسوبين على جبهة العدالة والتنمية ببلدية البوني أعاد النقاش حول السياحة السياحة السياسية أو التجوال السياسي إلى الواجهة، وشخصيا ما أعرفه عن المنتسبين لهذه الجبهة على مستوى ولاية عنابة على الأقل وأنا أحد منافسيها السياسيين أشهد شهادة حق.

ومن خلال معرفتي لمناضليها لعقود أنهم من ذوي الأيادي النظيفة والقلب الأبيض والأخلاق السامية والتفاني في العمل والانضباط في النظام. ومع هذا فإن جبهة جاب الله بعنابة وقعت في فخ فتح الأبواب على مصراعيه أمام الذين لا يقاسمونها الفكرة ولا يشاركونها في النضال ولا يحملون نفس قيمها ولا عقيدتها السياسية، شأنها شأن الكثير من الأحزاب بعنابة التي فتحت قوائمها في المحليات دون غربلة وبالجملة لأسماء معروفة في كل المواعيد، فمرة ضمن قوائم التيار الوطني ومرة أخرى يترشحون باسم الأحزاب الإسلامية وفي مواعيد غيرها ترشحوا ضمن أحزاب يسارية راديكالية.

وبعبارة أخرى، فإن هؤلاء كانوا في كل مرة يغلبون مصالحهم الشخصية ويختارون أسرع القطارات السياسية للوصول إلى المجالس، رغم أنهم لا رأي ولا مبدأ يستقرون عليه، وهم اليوم خارج سيطرة الأحزاب التي رشحتهم وتقاسموا معها المصلحة وفرقتهم بعد ذلك المصلحة.

وكل هذه المعطيات ما هي إلا دروس على الأحزاب أن تتعلم منها وتجعل في واجهتها مناضلين متشبعين بعقيدتها وبثقافة النضال والانضباط. وإن حادت تلك الأحزاب عن هذا فستدفع الفاتورة غالية مستقبلا وستجد نفسها خارج دائرة الحسابات، لأن المواطن العنابي لا تهمه تلك التعقيدات الداخلية بقدر ما يهمه أن هؤلاء المنتخبون ترشحوا تحت لواء تلك الأحزاب وهم يمثلونها.

مقالات ذات صلة

أملاك الدولة “ببلاش”، وإكراميات لذوي النفوذ

سارة معمري

الصحفي ليس صندوق بريد

سارة معمري

مؤسف حال الأحياء التي نعيش فيها

سارة معمري