يكتبه : خميسي غانم
راسلني أحد المواطنين ببرحال وبالصور عن ما قال بنايات فوضوية أقرب إلى “الفيلات” تنمو كالفطر على مستوى طاشة ببرحال وبلدية سرايدي أمام مسمع و صمت كل الجهات المعنية مما يطرح حسبه أكثر من علامة استفهام، وسبق أن تحدثت في هذا المقام عن تدخل بعض المواطنين للحيلولة دون إنجاز أحد المشاريع في البوني أقرته المصالح المعنية وأشرت عليه ليظل ذلك المشروع مجرد حبر على ورق ورهينة نزوات للمواطنين.
وفي شاهد آخر تحصل أحد المستثمرين على مشروع في إطار الاستثمار ليتهجموا عليه بعض الأشخاص مدعيين أن العقار ملكهم وهددوه بتحويل عتاده إلى رماد، ولما تأكدوا بأن الأرض ملكية الدولة بالوثائق عرضوا عليهم تعويضهم بمبلغ 200 مليون سنتيم كتسوية،
ومن جهة أخرى بولاية الطارف ضخت الدولة ما يقارب 70 مليارا لإنجاز مشروع ذي منفعة عامة في قطاع الأشغال العمومية غير أنه وبعد دراسات استهلكت الملايين تعطل المشروع وظل يراوح مكانه لسنوات بسبب نزوة لسكان الجهة،
وهنا وهناك أمثلة أخرى تؤكد أن مؤسسات رسمية تراجعت عن تنفيذ مشاريع أقرتها بسبب تحفظات بعض الأشخاص رغم أن المنطق والعقل والقانون يقول بأن قوة الدولة من هيبتها، وهي لا تقرر حتى تدرس وتحلل وتعلل ولكن إذا اتخذ القرار يصبح حقيقة وواقعا مجسدا على الأرض لأن هيبة الدولة واستمراريتها لا يمكن أبدا اختزالها في نزوات وأهواء بعض الأشخاص،
فعندما تريد الدولة تفعل ولا تتأخر ولا تتراجع خاصة أن أقوى سلاح تستعمله هو سلاح القانون ولا أحد فوق القانون خاصة أن الجزائر الجديدة التي بدأت معالمها تتضح عازمة على التخلص من حالة التسيب والانفلات التي أرادت العصابة أن تجعلها ثقافة خيّمت على مجتمعنا طيلة عقود طويلة لان الجزائر الجديدة تدرك تماما أن الدولة تكون أو لا تكون.