السكان ساخطون على أوضاعهم المعيشية والسلطات حاضرة غائبة بعنابة

 

لمين.م/ زكريا .أ/ رضا. ب/ روميساء.ب/وردة.ق/ ف.م

رصدت “الصريح” جملة من المشاكل والانشغالات التي لا تزال تطرح من طرف قاطني بلديات عنابة، البوني، سيدي عمار، واد العنب وواد زياد بولاية عنابة، وفي مقدمتها السكن، غياب النظافة والأمن، والإنارة العمومية، التجارة الفوضوية إلى جانب نقص محطات النقل والمرافق الترفيهية، ناهيك عن انتشار الحظائر العشوائية، وذلك لنقلها للسلطات المحلية لعلها تجد حلولا لها.

 

البنيات الفوضوية تحاصر بلدية عاصمة الولاية

أمتار تفصل البنيات الفوضوية عن ساحة الثورة الانتشار العشوائي للبيوت الفوضوية بولاية عنابة لم تجد له السلطات بالولاية حالا حتى بات وسيلة استنفاع من السكنات العمومية بل وفى بعض الأحيان أولوية للحصول على سكن ، حيث تعاني العديد من الأحياء من هذه الظاهرة المشينة التي غزت حي الضربان بأكثر من 2000 سكن فوضوي وسيدي حرب وصولا إلى حي هيبون بالمدينة القديمة الذي تفصله أمتار عن ساحة الثورة بقلب المدينة.

 

البنايات المهددة بالانهيار ترعب السكان بـ”بلاص دارم”

أثار انهيار أجزاء من إحدى العمارات بالمدينة القديمة، نهاية الأسبوع الماضي، هلعا وسط السكان، حيث طالبوا في العديد من المرات السلطات المحلية التدخل لترحيلهم، خاصة أن أغلب بنايات الحي الشعبي مهددة بالانهيار كونها تعود للحقبة الاستعمارية، الأمر الذي دفع بأصحاب السكنات المنهارة إلى غلق الطريق المؤدي إلى فندق “الشيراطون” وسط المدينة احتجاجا على الوضع وللضغط على السلطات المحلية لإيجاد حل نهائي لهم في أقرب وقت ممكن.

ولا يعد الانهيار الأول من نوعه، حيث شهدت المدينة القديمة في وقت سابق العديد من الحوادث المماثلة دفعت بسكانها إلى الاحتجاج اعتراضا على غياب السلطات المحلية عن انشغالهم المتمثل أساسا في ترحيلهم إلى سكنات لائقة، ولحس الحظ أن حوادث الانهيار لم تُخلف خسائر في الأرواح إلى أن تكررها أثار مخاوف سكانها من حدوث الأسوء في المستقبل.

يُذكر أنه تم في وقت سابق تشميع السكنات القديمة التي استفاد أصحابها من برامج السكن الاجتماعي، خاصة الذين رُحلوا السنة الماضية إلى القطب الحضري المندمج ذراع الريش.

وحسب تصريحات المواطنين، فإن بعض العائلات التي تم ترحيلها إلى شققها ما تزال متمسكة ببناياتها الآيلة للسقوط ببلاص دارم، وهناك من قام أفراد عائلتهم باستغلالها، الأمر الذي أثار غضب ممثلي الحي الذين طالبوا بتدخل مصالح بلدية عنابة والجهات الأمنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد لمثل هذه التجاوزات التي طالت السكنات القديمة خاصة تلك الموزعة على مستوى المدينة العتيقة “بلاص دارم “وكذلك “لاكولون” وبرمة الغاز.

 

التجارة الفوضوية تغزو الأرصفة

تشهد مدينة عنابة هذه الأيام عودة للتجارة الفوضوية بقوة خاصة بوسط المدينة، حيث عاود هؤلاء التجار نشر طاولاتهم على الأرصفة المؤدية إلى محطة “شوند مارس” وبمحور دوران الحطاب، وشارع ابن خلدون ما أصبح يعيق حركة المرور.

فيما يواصل الباعة غير شرعيين ممارسة نشاطهم بساحة “ألكسيس لامبير” بوسط المدينة في تحد صارخ للسلطات الولائية، وحولوا الساحة إلى “رحبة” أمام مرأى المسؤولين وغياب تام للأمن، رغم تعليمات الوالي الأخيرة القاضية بمنع تجمع الباعة الفوضويين

الذين اختاروا المساحة الجديدة لعرض مختلف الألبسة والأحذية والهواتف النقالة، حيث يتوافد العيدد منهم في الساعات الأولى من  اليوم قصد اقتناء مستلزمات العصافير، وشراء الطيور المعروضة في الأقفاص بكل أشكالها، دون مراعاة شروط الوقاية، أين تعرف السوق المصغرة لهؤلاء تلاصق المتوافدين، وتجمعهم دون ارتداء للكمامات، في مشهد فوضوي يضرب كل التعليمات الوقائية عرض الحائط.

سكان الحي استنكروا توافد الباعة واستغلالهم للمساحة، متهمين هؤلاء بالفوضويين الذين يعرضون حياتهم وحياة أبنائهم للخطر، كما أعربوا عن استغرابهم من غياب الأمن الذي من المفترض أن يقوم بإخلاء الساحة، ناهيك عن واجبهم اتجاه منع التجارة الفوضوية خاصة في وسط المدينة التي تعتبر عاصمة لجوهرة الشرق التي تفقد جماليتها بمثل هذه المظاهر والممارسات التي تتخاذل السلطات الأمنية عليها.

 

سيدي عيسى منطقة ظل بامتياز

منطقة سيدي عيسى، التي كان يعلق عليها الأمل لاستقطاب العديد من المستثمرين الجزائريين والأجانب للنهوض بقطاع السياحية بالولاية، لما تمتلكه المنطقة من مؤهلات، بحكم موقعها الاستراتجي الذي يطل على شواطئ البحر وتنوع الثروة الغابية بها، قد تحولت إلى منطقة الترقيات العقارية أو حي شقق المليار سنتيم، ليحولها هؤلاء المرقيين إلى مصاف مناطق الظل بالولاية بغياب الإنارة اهتراء الطرقات العمومية بسبب كثرة الأشغال وتشيد العمارات دون التفكير في تشيد المرافق العمومية التي تقدم خدمة لسكاني المنطقة على أمل أن تتكفل بها السلطات من نفقة المال العام مع نهاية هذه الأشغال .

 

حي 130 مسكن ببلعيد بلقاسم الحي المنسي

طالب أمس سكان حي 130 مسكن وحي 240 مسكن ببلعيد بلقاسم في اتصال ب “الصريح” من السلطات المحلية بعنابة بالوقوف عن حجم التهميش الذي طال الحي، وذلك بغياب المرافق الترفيهية التي استفادت منها جميع الإحياء بالولاية إلا أحياهم التي ظلت منسية لمدة أكثر من 17 سنوات، حيث أكدوا في اتصالهم أن الحي يفقر حتى إلى ملعب لمزاولة الأنشطة الرياضية مؤكدين على السلطات شرعت قبل 3 سنوات في تشيد هذا الملعب وقامت بهدم مساحة مخصصة لاستجمام بالحي من اجل الشروع في عملية الانجاز، غير أن المشروع لم يرى النور بسبب تدخل أحد المسؤولين الكبار بالولاية الذي يقطن بأحد العمارات المجاورة للملعب، نهيك عن تهيئة الأرصفة التي بقيت بالإسمنت منذ سنوات الثمانينيات حسب العارفين بالحي، كما طالب السكان إيجاد حل لتوسعة المدخل والمخرج الوحيد للحي خاصة وان أحيائهم تشهد كثافة سكانية كبيرة تتزايد من عام إلى أخر وتتزايد معها حركة سير المركبات، هو الأمر الذي دفعهم إلى المطالبة باقتطاع جزء من الفناء الخارجي للمعد الوطني لتكوين القابلات التي يتربع على مساحة هامة من الحي وبذلك بهدف توسعة الطريق التي دائما ما تتسبب في حالة اختناق مروري رهيب .

 

سكان أول ماي يستغيثون ويناشدون تدخل بريمي في البوني

ناشد، أمس، سكان حي البناء الريفي بأول ماي التابع إقليميا لبلدية البوني، التدخل العاجل لوالي ولاية عنابة، جمال الدين بريمي، وبرمجة زيارة ميدانية إلى الحي في أقرب وقت للوقوف على واقع التنمية المحلية بالحي، شبه المنعدم، وكذا للوقوف على التسيب والإهمال للمسؤولين المحليين ببلدية البوني.

ممثلو الحي أكدوا في حديثهم أن التجمع السكني يعاني من حالة تهميش  التي يغرق فيها الحي، من غياب البرامج التنموية من مرافق شبانية وخدماتية وتربوية، حيث كان من المفترض أن يربط الحي بالكهرباء والغاز والماء الشروب وقنوات اصرف الصحي منذ سنوات إلا أن الأمور تراوح مكانها، وهو ما زاد من غضب السكان إضافة إلى انعدام التهيئة الحضرية  بالمنطقة، ضف إلى ذلك أن سكناتهم تفتقر لأدنى المرافق الضرورية للحياة على غرار غياب قنوات الصرف الصحي ناهيك عن الغياب التام للإنارة العمومية حيث يقومون بالاستعانة بأعمدة الكهرباء لإيصال الإنارة إلى بيوتهم، في انتظار ربط سكناتهم بالماء والكهرباء، حيث ناشد المستفيدون المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي لولاية عنابة، جمال الدين بريمي، والوقوف على الواقع المرير الذي يعيشه السكان منذ عدة سنوات.

 

قرار حجز الأبقار حبر على ورق بسيدي عمار

عبر سكان مختلف أحياء بلدية سيدي عمار في عنابة، عن سخطهم الشديد جراء تفاقم ظاهرة تجول الأبقار وسط التجمعات السكانية بالمنطقة، وذلك ما تسبب في انتشار الفضلات والأوساخ عبر كامل أحياء البلدية. خ

اصة وأن هذه الأبقار تتجمع بمحيط قمامات رمي الفضلات وتؤدي إلى تفريغها في الطريق لتناولها، ما خلف حالة من الفوضى وسط الكثير من الطرق والأرصفة، خاصة وأن المجلس الشعبي البلدي قد أعلن في وقت سابق أنه سيتم حجز كل الأبقار المتجولة في الطريق العام بكامل أحياء بلدية سيدي عمار، إلا أنه لم يتم تطبيق هذا القرار في أرض الواقع، وهو ما خلف حالة من الاستنكار وسط السكان، وفي تصريح سكان حي 400 و 920 مسكن بذات البلدية لـ “الصريح” نددوا من معاناتهم جراء الانتشار المذهل لإسطبلات الأبقار داخل التجمعات السكانية،  فقد أعاب المواطنون على السلطات والبلديات طريقة تعاملها مع مربي الأبقار والتي تسمح بأبقارها بالتجول في الشوارع والأحياء بصفة عادية بالرغم من وجود قرار بلدي يمنع ذلك، وهو ما شكل حالة من الفوضى بكامل أرجاء سيدي عمار التي تم تصنيفها كأكثر بلدية في انتشار الأوساخ والتسيب والتدهور البيئي.

 

التنمية غائبة والسكان ساخطون بواد العنب

يشتكى سكان أحياء بلدية واد العنب، العديد من النقائص التي أصبحت ترهقهم وأصبحوا يعيشون في عزلة، خاصة أحياء قرية ذراع الريش القديمة، البسان، ووادي العنب مركز التي تعتبر أحد أهم مناطق الظل على مستوى الولاية.

حيث أعرب سكان هذه الأحياء بحاجة لبعث مشاريع لتهيئتها وفك العزلة عنها، خاصة فيما يتعلق بالإنارة العمومية، وتراكم النفايات المنزلية وكذا مساحات التسلية والترفيه، كما يطالب سكان أحياء بلدية وادي العنب السلطات المحلية والولائية ببرمجة عملية انجاز ثانوية بوادي العنب مركز أو القرية في أقرب الآجال، وذلك لتخفيف العبئ عن الطلبة في الطور الثانوي حيث أنهم يضطرون للانتقال يوميا إلى بلدية برحال خاصة أن عملية انجاز ثانوية مسجلة منذ سنة 2011 على حد قولهم، كما أكد المعنيون بأنهم بحاجة لمناوبة ليلية على مستوى العيادة الصحية المتواجدة بوادي العنب مركز، للتخفيف على المواطنين عبئ التنقل إلى البلديات المجاورة قصد العلاج، وكذا تدعيمها بالأطباء المختصين قصد التكفل بالمرضي خاصة داء السكري وضغط الدم، أما في ما يخص قطاع الأشغال العمومية فسكان هذه الأحياء بحاجة لعملية تعبيد الطرقات داخل الأحياء، التي أصبحت مهترئة وفي حالة كارثية خاصة بعد هطول الأمطار ولم تسجل أي عملية لإصلاحها منذ عدة سنوات، كما هو الحال بالنسبة للطريق الولائي رقم 12 الذي عرف تدهورا كبيرا والذي يحتاج إلى صيانة على طول الخط بين الطريقين الوطني رقم 44 ومقر بلدية وادي العنب، كما تشهد هذه الأحياء انتشارا كبير للسكنات الفوضوية في جميع الأحياء خاصة القرية والبسان، وذلك للنقص الفادح في البرامج السكنية بجميع الصيغ خاصة الريفي حسبهم، حيث يناشدون السلطات المحلية التدخل لإحصائها والقضاء عليها من خلال عمليات إعادة الإسكان، إضافة إلى فك العزلة عنهم بتزويد البلدية بخطوط نقل جديدة على محور “عنابة-المدينة الجديدة” ومراقبة سيارات الأجرة، وتهيئة المساحات الترفيه خاصة الملاعب الجوارية وقاعات الرياضة وكذا الملعب البلدي ما من شأنه القضاء على الآفات الاجتماعية.

 

تواصل أزمة النقل تؤرق السكان بواد زياد

يعاني سكان منطقة واد زياد التابعة لبلدية واد العنب، من أزمة نقل خانقة أرقت السكان في ظل غياب سيارات الأجرة الجماعية التي تعمل في خطوط النقل الرابطة بين المنطقة ووسط المدينة، بالإضافة إلى البلديات الأخرى على غرار بلدية البوني وبرحال والأحياء المجاورة لها.

حيث اشتكى سكان منطقة واد زياد من النقص الكبير الذي يعانون منه في وسائل النقل، الأمر الذي أثر سلبا على حياتهم نظرا لافتقار النقل لمخطط سير سليم يغطي متطلباتهم، حيث يقفون في طوابير لمدة طويلة دون جدوى إلى أن يستسلموا لسائقي “الفرود” الذين نخروا جيوبهم باعتبارهم المنفذ الوحيد، ناهيك عن الاعتداءات التي يتعرضون لها من قبل المنحرفين على مستوى محطات النقل، أين أشار السكان إلى جملة النقائص التي تتعلق بعدم تهيئة هذه المحطات و فضاءات التوقف، فبعد أن أعلنت مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء عن مشروع لإعادة تهيئة محطة “كوش نور الدين” لحافلات النقل شبه الحضري، واقتراح عدد من المسؤولين المحليين بتهيئتها واستغلالها كمحطة لسيارات الأجرة الجماعية العاملة بين بلديات الولاية ووسطها، إلا أن هذه القرارات ظلت حبرا على ورق ولم تحرك السلطات المعنية ساكنا.

ولهذا يناشد سكان منطقة واد زياد، السلطات المحلية بالتدخل لإعادة النظر في قطاع النقل بمنطقتهم والسعي لحل مشاكله للتقليل من معاناة المواطنين التي باتت هاجسا يؤرقهم.

مقالات ذات صلة

عنابة: اجتماع تنسيقي لضمان التحضير الأمثل لعملية المنحة المدرسية 2025-2026

sarih_auteur

الجمارك تحبط محاولة تهريب مبلغ بالعملة الصعبة بمعبر العيون

sarih_auteur

صالون الصورة الفوتوغرافية بعنابة يتواصل في يومه الثاني وسط تفاعل جماهيري واسع

sarih_auteur