حاورتها: الأستاذة سامية بن أحمد
تغوض الشاعرة سامية غمري تجربة خاصة مع الهايكو هذا الغرض الشعري الذي عرف زحفا منقطع النظير بدول شمال افريقيا حيث يترسخ في الجزائر منذ سنوات بفضل تجارب جادة لعبت دورا كبيرا في لفت الإنتباه إليه خاصة بعد أن شاع على مستوى شبكات التواصل الأجتماعي ، وتجربة سامية غمري تتميز بعلاقة الهايكو بحياتها وروحها ، في هذا الحوار سنطلع على هذه التجربة وتفاصيلها العميقة.
الشاعرة سامية غمري في أي مرحلة بدأت الكتابة ؟ و من شجعك ؟
ج/ بدأت رحلتي مع الحرف في سن مبكر كان رحيل والدي -رحمه الله- الدافع القوي الذي فجر إحساسي حيث أن أول قصيدة كتبتها كانت في رثائه. كتبت الخاطرة و الشعر كنت أعتمد في ذلك على الوجدانيات. تأثرت خلال محطات الدراسة بمعظم الأدباء نال الشعر بكل انواعه إهتمامي ،لطالما ملت للأدب العربي ،عشقت الشعر و الشعراء . أول من شجعني عائلتي و بعض الأصدقاء و تفطن و إنتبه لأسلوبي شاعر جزائري معروف تربطه صلة قرابة بوالدي حيث أنه قدم لي النصيحة و التشجيع.
س/ بحر الهايكو عميق جدا ، كيف و متى أبحرت فيه الشاعرة سامية غمري؟ و ماذا كان شعورك؟
ج/ لم تكن لدي أدنى فكرة عن هذا الفن من الشعر بل كان بعيدا تماما عن الساحة الأدبية العربية. إلتقيت به صدفة من خلال ملتقى الشام العربي الإلكتروني في سنة 2017 تحت إشراف الأستاذ الشاعر عبد الباري الخطيب. هذا الفضاء الوارف يشمل كل أنواع الأدب بما فيهم شعر الهايكو كان إضافة جديدة لمجال الشعر العربي. مثلي مثل أغلبية الشعراء إكتشفنا قصيدة الهايكو تحت سماء ملتقى الشام الأدبي. كانت نقطة الإنطلاق و أول خطوة من خلاله بعد فترة من التدريب، المشاركة، الإستمرارية و التوجيه فصل الأستاذ الشاعر عبد الباري الخطيب الهايكو عن الملتقى الشام الأدبي ليخصص له مجلة هايكو الشام و تكثف الإهتمام بالهايكو حيث توافد عليه شعراء كثر و رويدا رويدا تعرفنا على قواعد هاته القصيدة العجيبة. في بداية الأمر كان كل شئ بالنسبة لي مشفرامن الوهلة الأولى شعرت أن الهايكو بحر عميق بكل ما فيه من عطاء مهما أبحرت فيه ينتابك شعور أنك لا تزال على حافة شاطئه و أسراره الدفينة تغريك ،كلما إقتربت تشدك أكثر .كما كان شغفي محاولة إكتساب المزيد من المعرفة.
س/ ماهو الهايكو بمفهوم الشاعرة سامية غمري؟
ج/ الهايكو هذا النص المكثف الذي جلب الأنظار و الإهتمام ،قصيدة قصيرة من ثلاثة أسطر تعتمد على المشهدية الحسية القوية القادرة على التعببر عن مشهد عميق، صورة جمالية أو مشاعر جياشة بكلمات بسيطة. لا تقيدها قافية.
س/لو خيروك بين الهايكو القصة الشعر و الخاطرة ماذا تختار سامية غمري؟ و لماذا ؟
ج/بنظري الإبداع روح كانت أسيرة تطمح للتحرر ترفرف بحثا عن ما يناسبها. و شغف المبدع بطبعه الإطلاع، كل من إهتم بما ينتمي للحركة الأديبة له مكسب يجعله يواكب التيار كما سيجعله على دراية بكل جديد .صحيح أن الهايكو أخذ مكانة بقلبي فكلما أبحرت فيه يروق لي أكثر وأكثر ، فن له قدرة ساحرة تغازلك كلماته مهما كانت بسيطة ،كلوحة فنية غامضة تخفق نبضات الإعجاب بها و يدق جرس الدهشة كلما تأملت بها لمدة أطول ، قصيدته مهما توشحت تتضح حنايا روحها و بريق جوهرها. _الشعر كما ذكرت في أول الحوار محراب إبتهالاتي سنابل من أوكسجين ألتقط به أنفاسي. أحاول جاهدة التطوير من نفسي و من مكتسباتي على قدر آستطاعتي ، _الأدب بكل أنواعه تاريخ الأمم و العصور. ظل لطيف حين يخيم على ربوع الفؤاد يرافقه ، يخفف عنه الضيق. يفيض يجود يسمو بك لعالم الطلاقة البوح و الحرية
. س / نريد أن نقرأ لك من قصائد الهايكو، ماذا تختار لنا الشاعرة سامية غمري ؟
ج// بشائر تتدحرج نحوي زهرة الهندباء
ليل مشفر صعبة لغة الأقفال وحده الفجر يفكًها
مثل الحلم تعبر الشوارع كل يوم عيناك
لم يراها أحد تهطل مدرارا دموع وطني الجريح
جمرة الليل تتوهج خامدة أحلام مكبوتة
أنا الأميرة من خيوط الشمس أنسج ظفائر القصيدة
في صمت يتعدى البحر حنين الوطن
تلعثمت كلماته وحدها أمه من شفر لغة طفلها
على طول المدى مصطفة تماثيل رخام أزهار الياسمين
نص لم يكتمل بعد نصف القمر
على الشواطئ ترعبهم أمواج البحر أطفال الجنوب
في حضرة القمر تتوارى خجلا نجمة حالمة
شاطئ الغياب نورس يرسم قلبي بجناح مكسور
في القلب غصة أين ديارك يا هدهد وطن ضال
بلون الحب متئكة تغازل الشوق شقائق النعمان
كل مساء تتعطر لأجلي ورود شرفتي
في ذروة الألم حتى الصمت يتلاشى منه الكلام
على سواد الماضي أحتاج بياض قلبك و أغنية حب.
س/ ماهي طموحاتك؟ وماهي أمنيتك في مجال الكتابة؟
ج/مثلي مثل كل من عانق هذا النوع من الشعر أطمح في التحصيل على المزيد من الإحترافية و الخبرة. أبحث عن القصيدة الأفضل دائما أريد أن أقتحم كل سبل النجاح دون تردد أن أطور من نفسي أن أكون في مستوى و حجم التجربة. أتمنى أن تحظى قصيدة الهايكو بالصدى الذي يليق بها على أرض الواقع مثلما حققته و إنتشرت عبر المنتديات الإلكترونبة
. س/هل هناك كلمة ختامية تودين قولها؟
ج/ سعيدة أنا بهاته الفرصة إحترامي و تقديري أستاذة سامية بن أحمد و دمتم المشعل للأدب و الثقافة شكرا.