ملاك زموري
أعلن المخرج عبد الرحيم مراح، عن انتهاء عملية تصوير آخر مشاهد الفيلم الوثائقي “الشاهد” الذي يسلط الضوء على أقدم جامع بـ”بونة” أبي مروان الشريف، وهو من إعداد محمد النذير شلالي بمساعدة كل من المهندسين المعماريين شروق بوزبيد، هند بجاوي، إيناس حمادي، إلى جانب أصيل ضيف، إبراهيم ڤندوز وحسام حمدان.
وبمشاركة كل من البروفيسور خديجة بوفنارة والأستاذ الجامعي جمال الدين بن طراد، وتعليق صوتي ياسين دادة، وتمت ترجمة الفيلم إلى الإنجليزية من طرف معهد اللغات fds، كما كان كل من الأستاذ عمار نوارة، سيد احمد كايلة والمهندس المدني جعفر حفيان ضيوفا بالفيلم.
وأفاد المخرج عبد الرحيم مراح لـ”الصريح”، أن الفيلم سيفتح للباحثين آفاق جديدة لدراسة تاريخ هذا الجامع من مؤرخين ومهندسين وعلماء الآثار.
وأضاف أن هذا الفيلم لا يعتبر عملا سينمائيا وحسب بل هو دراسة أكاديمية تجمع بين التاريخ وعلم الآثار والهندسة المعمارية وسيكون مرجعا مهما للباحثين في هذه المجالات خاصة أنه تمت الاستعانة بأساتذة مختصين في الهندسة المعمارية للحصول على قراءة علمية ومعلومات دقيقة عن الموضوع.
كما قال أن الفيلم يعرف بالشخصيات التي مرت على الجامع على غرار أبي مروان الشريف والأميرال أبو الليث النياري.
وأوضحت إحدى المشاركات في الفيلم، هند بجاوي، في حديثها لـ “الصريح” أن التحضيرات الخاصة بالفيلم قد انطلقت بداية من شهر جانفي المنصرم، وذلك بمشاركة أساتذة جامعيين مختصين في الهندسة المعمارية.
وأضافت أن الفيلم يروي في حدود ساعة تاريخ جامع “سيدي أبي مروان الشريف” ويسلط الضوء على هندسته المعمارية وجميع الفترات التي مر بها المسجد، بالإضافة إلى شخصية أبي مروان.
كما يقدم الفيلم رسم حاسوبي ثلاثي الأبعاد لما كان عليه المسجد قبل ألف سنة، مشيرة أن العمل يهدف إلى تصحيح المعلومات المغلوطة عن هذا المعلم التاريخي العريق.
وحسب القائمين على هذا العمل السينمائي فإن العمل يأخذ المشاهد في جولة تاريخية لأكثر من ألفي سنة، فهو شاهد على جامع سيدي أبي مروان الشريف أحد أقدم المعالم الأثرية الجزائرية المصنفة كتراث وطني وما كان فيه من اكتشافات على غرار اكتشاف دواء الملاريا، حيث يعتبر ثالث أقدم جامع في الجزائر ويعود تاريخ بنائه إلى سنة 1033م، كما يعرف الفيلم برباط “بونة” القديم الذي اندثر وبمختلف أجزائه وتفاصيله الهندسية، إلى جانب التحولات التي طرأت عليه على مر العصور .
كما أشار البيان، أن “الشاهد” يحتوي على مقارنة بين جامع “بونة” وجوامع سوسة والقيروان بتونس ويبرز التقارب المعماري والثقافي بين البلدين.
ويعد هذا العمل الثاني للفريق بعد فيلم “التربة الحمراء”، الذي تم عرضه بالمتحف الوطني قصر خداوج العمياء القصبة بالجزائر العاصمة وكذا بقاعة السينيماتاك، حيث يسلط الضوء على تاريخ حرفة صناعة الفخار عبر العصور في عنابة، باعتبار هذه الحرفة لا تزال موجودة إلى يومنا هذا و تمتد إلى ما قبل التاريخ، كما يبين الفيلم علاقة الإنسان بطبيعته وارتباط تاريخ الحرفة بتاريخ المدينة٬ إذ لا تزال عدة مواقع في عنابة شاهدة ومخلدة لتاريخ هاته الصناعة.