د/ السبتي سلطاني
قيل لعجوز أنّ زوجك الذي بلغ من الكبر عتيا قد سقط من على متن حماره، فتبسمت ضاحكة وقالت: كنت على يقين بأنّه سيقع لأنّ: ” ركبتو من البداية كانت مايلة“
تختصر هذه الحكاية الطريفة واقع الراضة الجزائرية عموما وكرة القدم عند الفئات الصغرى خصوصا، فالسقوط الحر لفئة أقل من 20 سنة، ثم الخروج المؤلم لفئة أقل من 17 سنة كان تحصيل حاصل لمنهجية عمل بائسة وتعيسة على مدار عشريات من الزمن، بل إنّ خروج هذه الفئات من مختلف الاستحقاقات القارية بات متوقعا قبل خوضهم لأي منافسة طالما أنّ القائمين على هذه الأصناف يعالجون الأخطاء نفسها بالوسائل نفسها رغم محدودية إمكانياتهم وقلة حيلتهم.
لقد صبّ جميع المتابعين جام غضبهم على مدرب منتخب أقل من 17 سنة محملين إياه الفشل الذريع والخروج المدوي من منافسة كأس الأمم الإفريقية المؤهلة لكأس العالم لهذه الفئة، ومع ذلك فإن المنطق والعقل يقول إنّ المشكل الكبير ليس في رمان ولا ولد علي، بل المشكل كله في منظومة كروية فاشلة تعتمد على تقنيين محدودي الإمكانيات مقارنة بباقي المنتخبات القارية التي أدركت أهمية الرهان على هذه الفئات العمرية فسطرت إستراتيجيات محكمة للنهوض بها، وبالمقابل عكفنا نحن على صنع الفشل والعجز ليأتي هذا المدرب أو ذاك ليقول أتحمل مسؤولية الفشل، فعن أي مسؤولية يتحدث؟
ختاما علينا أخذ العبرة من المنتخبات الإفريقية وعلى رأسها المنتخب السينغالي الذي بات يهيمن على الكرة الإفريقية في مختلف الأصناف بسبب العمل المنهجي الذي يقوم به مسؤولو الكرة في هذا البلد…تحياتي.