يكتبه : خميسي غانم
أعادت جريمة القتل في “جبانة ليهود” التي ذهب ضحيتها احد الكهول وزجت بشاب في الثلاثينات من عمره الحديث عن تفشي الجريمة في الوسط العنابي إلى الواجهة، خاصة أن جريمة القتل هذه لم تعد سابقة، فالمدينة عاشت حديث وأحاديث قبل ذلك في هذا الموضوع الذي يدفعنا اليوم للتساؤل عن الأسباب الحقيقية التي تقع وراء تعدد هذه الوقائع،
فهل يعود ذلك إلى ثقافة تكرست على مدار عقود وعقود أم أن المسؤولية متعددة الأطراف، ويتحمل كل طرف جزء منها بداية من غياب الوعي بأخطار الجريمة وما يترتب عنها من مآسي على المستوى الشخصي والعائلي،
وهنا يطفو على السطح دور المجتمع المدني والجمعيات الفاعلة ودورها في التحسيس وفي التقرب من شرائح المجتمع خاصة الشابة التي يجب الاستماع إليها والإحاطة بانشغالاتها ومشاكلها أم أن المسؤولية أبعد من ذلك وتصل إلى المسجد الذي تراجع دوره،
ولم يعد الإقبال عليه أولوية خاصة عند الشباب مما انعكس سلبا على حياتنا ولم يعد الوازع الديني ومع الأسف يطبع سلوكياتنا وفي تعاملنا مع المحيط ومنه فقدنا الرادع أن قتل النفس التي حرمها الله إلا بالحق هي ذنب من أعظم الذنوب وكبيرة من الكبائر وأن ذنب المسلم حرام، أم أن المشكلة أبعد من ذلك وهي تعود إلى الأسرة نفسها والى التنشئة وأن الكثير من الأسر لم تعد تقوم بالدور الذي يجب أن تقوم به في التربية والتوجيه والمتابعة والمراقبة كما كانت تقوم بهم وكما عهدناها عليه وقد يعود ذلك إلى المدرسة أو إلى غيرها وعموما الموضوع يبقى مفتوحا للنقاش.