ثقافة الترويج بعنابة

يكتبه : خميسي غانم

من حقنا أن نتساءل عن ثقافة التسويق عند المستثمرين والصناعيين بعنابة، فرغم وجود مؤسسات توصف بالكبرى، وتقدم على أنها تحتل المراتب الأولى في العالم العربي وفي إفريقيا، ومع ذلك فإن القائمين عليها يجهلون أو يتجاهلون لسبب أو لأسباب ثقافة الترويج لمنتوجهم الذي في الغالب يظل حبيس مكاتبهم، وقد يقول قائل منهم أن هذا المنتوج له مسالك التسويق ولا يحتاج للترويج، غير أن هذا التبرير يؤكد أن هؤلاء بعيدون كل البعد عن ثقافة الاستثمار ويفتقرون إلى الاقتداء بتجارب مؤسسات ذات صيت عالمي كـ “كوكاكولا” و”بيبسي كولا”، والتي تخصص نسبة معتبرة من أرباحها للترويج والإشهار، فهل منتوجات هؤلاء أكثر وأكبر شهرة من منتوجات “بيبسي” و “كوكاكولا”، بل أن هؤلاء المستثمرين والصناعيين في عنابة لا يقتدون حتى بمؤسسات قريبة كما هو الحال في الجمهورية التونسية المجاورة مما يدل على أن الكثير من مؤسساتنا تفتقد إلى نظرة استشرافي والى عقول ضليعة وذات خبرة في “الماركتينغ”، يحدث هذا في ظل تجاهل هذه المؤسسات للعديد من المؤسسات الإعلامية الناشطة والفاعلة والجادة والتي تحظى بالمتابعة ضمن إقليمها والتي يفترض أن تمد لها يد المساعدة وتستفيد من خدمات الضرائب التي تصنف مصاريف الإشهار كأعباء، وبذلك تضرب تلك المؤسسات عصفورين بحجر واحد تروج لمنتوجاتها من جهة وتعفى من جزء من الضرائب من جهة أخرى اللهم إن كان بعض تلك المؤسسات تخشى مصالح الضرائب ولها ما تخفيه عنها !!، وفي الحقيقة هذا التضامن بين المؤسسات الاقتصادية والإعلامية لا يوجد في عنابة كما هو الحال في ولاية واد سوف وورقلة وغرداية، أين يهب الصناعيون لإقامة شراكة قوية مع المؤسسات الإعلامية الناشطة في تلك الجهة، والهدف هنا واضح فمن جهة يهدف المستثمرون في واد سوف لدعم مؤسسات أبناء المنطقة بدافع الانتماء، ومن جهة أخرى الترويج لمنتوجاتهم والاستفادة من الخدمات الضريبية، فهل تقتدي المؤسسات الاقتصادية بعنابة بشقيها العام والخاص بتلك التجارب؟ نترقب الإجابة قريبا من المعنيين.

مقالات ذات صلة

أملاك الدولة “ببلاش”، وإكراميات لذوي النفوذ

سارة معمري

الصحفي ليس صندوق بريد

سارة معمري

مؤسف حال الأحياء التي نعيش فيها

سارة معمري