المتتبع اليوم لمسار التنمية في ولاية عنابة لا يمكنه إلا أن يسجل و بكل حسرة ضياع الكثير من الجهود التي وضع قواعدها الوالي الأسبق و والي العاصمة الحالي يوسف شرفة و ربما يكون الواقع الذي ألت إليه أوضاع كل من مؤسسة التسيير الحضري و مؤسسة عنابة نظيفة و تخبطها في الكثير من المشاكل التي قد تنتهي بحل هاتين المؤسستين لأكبر دليل على ذلك فمؤسسة التسيير الحضري التي كانت من بين الاهتمامات الكبرى للوالي الأسبق يوسف شرفة استطاعت حينها أن تنير المدينة و تضع إستراتيجية للإنارة العمومية قضت عليها العديد من نقاط الظلام خاصة في عاصمة الولاية.
و نفس الشيء يقال على المساحات الخضراء التي كانت محل اهتمام حينها من قبل القائمين على مؤسسة التسيير الحضري و بدأت عنابة تستعيد نظارتها و بدأت مساحات الحشائش الضارة تتراجع لتفسح المجال أمام فضاءات خضراء تليق بمقام هذه الولاية و لكن و مع الأسف لا شيء من ذلك ضل و استمر ليظهر فشل مؤسسة التسيير الحضري واضحا بعد أن نجحت في جعل جوهرة الشرق عاصمة للظلام دون منافس و تراجعت المساحات الخضراء و تقلص حجمها.
كما أن مؤسسة عنابة نظيفة لم تعد بنفس العمل و الانضباط و الجدية التي كانت أيامه محجا للعديد من وزراء إلى الولاية و انتعاش للتنمية في قطاعات أهمها السكن و النقل وعادت العناية بالطرقات و بمداخل الولاية و بمخارجها و حتى الثقافة كان لها مكان أيام الوالي شرفة بعد أن استعادت مهرجان البحر الأبيض المتوسط كما أعاد شرفة للإدارة هيبتها بالمتابعة عن قرب لسير مختلف الهيئات و المؤسسات و التوجيهات للمسؤولين الذي كثيرا ما تجد طريقها للتطبيق و لا تبقى مجرد حبرا على ورق أو كلاما للاستهلاك العام.
كل هذا الحزم و العزم الذي أدار به الوالي شرفة الشأن العام لولاية عنابة خلال إشرافه عليها أعاد الأمل للعنابيين برؤية ولايتهم ضمن الحضائر الكبرى و استعادة مكانتها التي تليق بها و تعود بها إلى زمن عنابة الأنيقة خاصة أن الرجل و في نطاق جهوده سعى للقضاء على التجارة الفوضوية التي التهمت الشوراع الرئيسية و الكل يتذكر انجازاته في قومبيطا و في بن باديس و الغزالة و 8 مارس غير أنه سرعان ما عادت الأمور إلى ما كانت عليه و عادت ريمة إلى عادتها القديمة و عادت عنابة إلى الظلام و الأوساخ و اكتساح التجارة الفوضوية و هي تعد أيامها و تترقب و تتسائل متى تتخلص من هذا العبء الثقيل الذي شل حركتها و عطل تنميتها.