حافظوا على أمانة الشهداء

 

عاد، أمس، الحراك للشارع ليحيي الذكرى الثانية لخروج الجزائريين والجزائريات مطالبين بفرملة مركبة العبث الذي عصف بمؤسسات الدولة الجزائرية على مدار عقود من الزمن تم الإفراط فيها بفتح الأبواب واسعة أمام الفاشلين والانتهازيين والمطبلين والمصفقين وحثالات المجتمع ممن عاثوا فسادا في مؤسسات الدولة وأهدروا دون رحمة مقدرات الشعب الجزائري، بعد أن ساروا بالمؤسسات إلى الخلف وأضاعوا سنوات ثمينة في بناء الدولة التي حلم بها الشهداء، ومع الأسف لم يكن صوت يعلو فوق صوت هؤلاء الذين حكموا بلاد ورقاب العباد خلف ستار الوطنية والترويج لحب الوطن في الوقت الذي كانوا يغرقون في مستنقعات الفساد والخيانة والولاء لاستعمار الأمس، والتفاني في خدمته. وعملت العصابة التي ثار عليها الشعب على إسكات الأصوات الوطنية النزيهة المخالفة لمسار لم يكن يخف على أحد بأنه مسار خاطئ ونهايته الاصطدام بجدار، وكالت تلك العصابة للذين حاولوا ثنيها عن مواصلة السير في مسلك ملغم *التهم وراء التهم كالعمالة والخيانة، والتوظيف من قبل الغير لضرب المصالح الوطنية، متجاهلين أن تلك الشعارات لم تعد تنطلي على جيل التكنولوجيا والعالم المفتوح وأغلبه خريج الجامعات، ولم تسلم من تهم النظام البائد حتى النخب، ومنها من ترعرع بين أحضان المؤسسات الوطنية ويؤمن بالدولة الوطنية، فتم تحييد هؤلاء وتهميشهم واستبدالهم بالرعاع و”البندية” والمنحرفين الذين أكدت الأحداث أن مكانهم الطبيعي هو السجن الذي يقبعون فيه. والمؤكد أنحراك 22 فيفري غير الكثير في المعادلة، والمؤكد أيضا أن تغيير كل المعادلة يتطلب المزيد من الوقت والصبر حتى لا ينحرف الحراك عن الأهداف التي وُجد لتحقيقها، ويفوت الفرصة على الأعداء المتربصين بالجزائر في الداخل والخارج، وللحديث بقية…

مقالات ذات صلة

فريق جبهة التحرير .. الأبطال الخالدون

sarih_auteur

بارادو الأنموذج في الاحتراف

sarih_auteur

خيارات ينبغي إحترامها

sarih_auteur