دعوة لتأريخ أدب التسعينات وإنشاء بيوغرافيا للكتاب المعزولين  

 

أدارت الندوة: سلوى لميس مسعي

دعا كل من الناقد محمد رابحي و الشاعر شوقي ريغي الباحثين والمؤرخين الجزائريين إلى ضرورة تاريخ كتاب العشرية السوداء ورفع اللبس عن مرحلة حساسة في تاريخ الأدب الجزائري سيما أن هذه المرحلة بالذات كانت حافلة بالتغيرات على مستوى المبنى والمعنى، علما أن الندوة تم مناقشتها على هامش الملتقى الوطني أحمد رضا حوحو المختتم منذ أيام بدار الثقافة أحمد رضا حوحو.

وقال الناقد محمد رابحي انه حان الأوان للتعريف بجيل أكتوبر 88 الذي كابد العشرية السوداء وتحمل جروح سنوات التسعينات مشيرا لاإلى كوكبة من الكتاب منهم من رحل ومنهم من لا يزال على قيد الحياة.

واضاف أن الأجندة الثقافية في بلادنا فقيرة من حيث بيبيوغرافيا الكتاب الجزائريين على غرار الكاتب الشهيد أحمد رضا حوحو، ومولود فرعون، وعلي معاشي معتبرا اياهم ايقونات ذهبية لم تأخذ حقها من التدوين أو الدراسة سواء على مستوى المؤسسات الثقافية أو الجامعات الجزائرية .

وأكد أن تسعينيات القرن المنصرم فترة غنية جدا بالكتاب الذين احدثوا اهتزازا لاعلى مستوى النص بعد أن نقلوه من الكلاسيكية التي بناها كتاب السبعينات إلى الحداثة، وهي نقلة ايديولوجية قاومت ميلادها في مرحلة أمنية عصيبة جدا.

وانتقد رابحي المعروف بإشتغاله منذ مايزيد عن عشرين عاما على النقد الفني الصحافة الثقافية في الجزائر، سواء على مستوى الإعلام المكتوب أو السمعي البصري بعد أن وصفها بالصحافة السلبية التي تختزل أسماء معينة موجهة لخدمة السلطة كأداة لتكريس الفعل الثقافي الرديء على مستوى عالمي.

وقال الشاعر شوقي ريغي صاحب دار فاصلة للنشر أنه يمكن جدا الإعتماد على شهادات حية لتوثيق مختلف الأحداث والتفاصيل التي تتعلق بما أسماهم الكتاب المعزولين أو المهجورين بسبب تغييبهم من أية بيوغرافيا أو انطولوجيا ، مشيرا كذلك إلى الأديب الشهيد أحمد رضا حوحو عميد القصة الجزائرية الذي لم ينال نصيبه الكافي من الدراسة والبحث والتنقيب مؤكدا أن الملتقى الوطني الذي يحمل اسمه دعوة لمختلف المثقفن والأكادميين لتفعيله وانجاحه من هذه الزاوية.

واعتبر ريغي الإجحاف الذي يسود الساحة الثقافية في بلادنا لا يخدم مصطلح التقدم بعجلة الثقافة، في حال بقينا مكتوفي الأيدي مشيرا بدوره إلى ضرورة التعاون من أجل فك الحصار على كتاب القرن الماضي، بما فيهم كتاب العشرية السوداء.

من جهة أخرى قال محمد رابحي أن ما يؤكد فقر منظومتنا الثقافية التكنولوجيا نفسها حيث لم يتم إلى يومنا هذا تهذيب المعلومات التي تتعلق بكبار كتابنا على مستوى المعلومات والصور المرفقة، ضاربا مثالا حيا بصورىة احمد رضا حوحو الوحيدة والمتداولة عبر شبكات التواصل الإجتماعي، مذكرا أنها هي نفسها الصورة الوحيدة التي يرفقها نظام الويكيبيديا لسيرته الذاتية وينطبق المثال على عدة كتاب حتى من جيل التسعينات.

وأضاف أن من أهم عناصر السير الأدبية للكتاب الوسط الأدبي والثقافي نفسه الخاص بهؤلاء الرواد حيث تكشف لنا بعض المصادر أنه فاعل ومتفاعل في وسطه وذلك من خلال رؤاه الفكرية واعماله التي تترجم وسطهم الثقافي حيث لا يختلف إلا على مستولى التكنولوجيا وخدماتها في اسراع المعلومات ونقل الصور والتواصل اللاسلكي حيث فاقمت هذه الأخيرة في اظهار صورة سلبية للتكنولوجيا نفسها.

ودعا رابحي الى الإقتداء بالنظام الأوروبي في التعامل مع كتابه ومثقفيه من حيث التصنيف البيبيوغرافي وترتيبه وحتى تقسيمه إلى جيد ورديئ.

وفي الأخير أكد الكاتبان على انعدام أي محاولة لتوثيق سير الكتاب الجزائريين ولو في ستين صفحة وحتى المحاولات التي تم تسجيلها على مستوى المكتبات الجزائرية ، لم تبلغ المستوى المطلوب بعد أن أظهرت توجهها إلى خدمة سياسية محظة.

مقالات ذات صلة

إعادة فتح المسرح الجهوي مصطفى كاتب بسوق أهراس

sarih_auteur

قسنطينة تحتضن الطبعة الـ11 لمهرجان الإنشاد الدولي

sarih_auteur

رسميا.. إطلاق تطبيق “اكتشف الجزائر”

sarih_auteur