د/ السبتي سلطاني
يبدو أن عشق الجماهير الرياضية لنواديها لا تحده حدود، وكثيرا ما أعطت هذه الجماهير أروع الأمثلة في حب نواديها والتعلق بألوانها، وهناك أمثلة عديدة لهذه الجماهير التي لم تبخل بأي شيء تجاه نواديها التي تعلقت بها، فقدمت الغالي والنفيس من أجل أن تقف هذه النوادي على قدميها في أحلك الظروف التي تمر بها، ولأدل على ذلك من جماهير النادي الإفريقي التونسي التي آزرت ناديها وهو يمر بأسوء أزمة مالية منذ تأسيسه.
أما النموذج الذي سأحدثكم عنه في هذا الفضاء فيأتينا من مصر الشقيقة وبالتحديد من القلعة الزملكاوية البيضاء، حيث أن السيدة سوزان من أشد محبي نادي الزمالك المصري الذي يسعى للحفاظ على بعض كوادره التي هو بأمسّ الحاجة إلى خدماتها في الوقت الراهن على غرار التونسي الفرجاني ساسي، ولأن الفريق يمر بظروف صعبة وليس بمقدوره ماديا الحفاظ على هذه الكوادر، فقد قامت السيدة سوزان ببيع قرطها الذهبي، وساهمت بالمبلغ في دعم خزينة النادي من أجل أن يحافظ على هؤلاء اللاعبين، خاصة وهو يخوض معركة حامية الوطيس ضمن مجموعة قوية جدا في دوري أبطال إفريقيا إلى جانب كل من الترجي التونسي ومولودية الجزائر وتونغايت السينغالي.
ذكرني موقف سوزان الزملكاوية بما حلّ بفريق اتحاد عنابة جراء ازمة ديون الرابطة، قبل أن تتدخل السلطات المحلية، وتساهم في حل مشكلة الإجازات، وتذكرت وقوف الجميع صامتين صمت القبور، والفريق يخوض أولى مبارياته بفئة الرديف، فقلت شتان بين الثرى والثريا… تحياتي.