يكتبه: خميسي غانم
مع الأسف ترعرعنا في وسط يحمل كل الاختلالات والنقائص لهيئات الدولة ومؤسساتها أو لهذا المسؤول، وذاك دون أن نتوقف في يوم من الأيام لمراجعة أنفسنا وتقييم ما نقدمه كأفراد من المجتمع من ضبط للسلوك والتمشي الحضاري الذي يفرضه الزمن ونحن نعيش في سنة 2022 فما هو دورنا كمواطنين في الحفاظ على محيطنا والحرص على الممتلكات العامة والدفاع عنها وحماية المكتسبات المقدمة على الأرض والمساهمة في ترقية المحيط لجعله قابلا للحياة ومواكبا لروح العصر؟
بداية من العمارات والأحياء التي نسكنها والتي كثيرا منها ما يغيب فيها التنسيق بين شاغليها وقد ينفجر نزاعا بين الجيران لسبب مصباح إضاءة يتكل فيه هذا على الآخر ويعز عليه حتى دفع ثمن مصباح ينير مدخل العمارة ويفضل أن يعيش في الظلام على أن يقوم بمبادرة بسيطة تغير الكثير في حياة سكان عماراتنا.
وقد لا يتفق هؤلاء على دفع حتى مستحقات عاملة النظافة التي لا تتعدى 500 دج شهريا ويستسلم للعيش وسط الأوساخ فبعض مداخل عماراتنا مع الأسف مقرفة ولا تحتمل الحياة ولا تعكس وضعها الحضري دون الحديث على القيام بمبادرات لإعادة دهن واجهة تلك العمارات التي أصبحت تكتسي وجها الشاحب وتكاد الحشائش تبتلعها أمام مسعى ومرأى الجمعيات والسكان.
وقد نتحدث عن سلوكات أخرى مقرفة فقد صدمت هذا الصباح بأحد أصحاب السيارات وهو يرمي ما تبقى من قهوة يحتسيها من نافذة مركبته على طول الطريق العام وآخرون يرمون القارورات البلاستيكية وزجاجات الخمر على طول أيديهم .
ومنهم من يركب سيارة بمليار ولكن عقله يساوي الصفر ومنهم من يأكل ويرمي في الشارع أين ما كان وحيث ما وجد دون التفكير في عواقب ذلك من تشويه للمحيط الذي يعيشه ومن متاعب لعمال البلدية ومنهم من مازال يقف ويستند بحذائه الوسخ على الجدران.
ومنهم من يجعل النظافة آخر اهتماماته في المقاهي والمطاعم، فهل حاسبنا أنفسنا عن هذه السلوكات المسيئة للوطن والمواطن، فمن هنا يبدأ التغيير فيجب أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب المسؤول، فالآية تقول: “فلا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم “.