يكتبه : خميسي غانم
الكثير من الشركات التي تنشط اليوم في العالم لم يعد هدفها الوحيد بعد الاستثمارات لتحقيق الأرباح بل وسعت نشاطها وتعددت أهدافها لتشمل التنمية المستدامة لمحيطها وللسكان المحليين.
ومن أمثلة ذلك الشركات الصينية التي تنشط في إفريقيا ويستحضرني هنا مثال شركة تعدين في الكونغو والتي قامت بتنفيذ عدة مشاريع لفائدة السكان المحليين، من بينها تجديد طرق قروية ومد السكان بالكهرباء والماء بالإضافة إلى الاهتمام بالبيئة، حيث ساهمت في بناء بركة نفايات ومعالجتها بطريقة صديقة للبيئة وفي محيطها غرست 50ألف متر مربع من العشب، وأكثر من ألف شجرة وما يزيد عن 20 ألف زهرة من أكثر من 50 نوعا وأكثر من 50 شجيرة من الخيزران وأكثر من 3 آلاف شجرة فاكهة، كل هذا أنجزته شركة تعدين huagang mining وهنا من حقنا أن نتساءل ماذا قدمت فرتيال التي سممت الماء والهواء للسكان المحليين خاصة لجيرانها في حي جوانو الشعبي.
لماذا لم تندمج فرتيال في التنمية المستدامة على الأقل بإعادة تجديد شبكة الطرقات المحيطة بها والتي تستعملها بكثافة، ولماذا فرتيال تكتفي بجمع الأرباح وتتجاهل مع مرور السنين دفن أنبوب الأمونياك الذي يشوه الساحل ويهدد السكان وظلت وعودها لسنوات مجرد دراسات على الورق ولم تخرج إلى الواقع ؟
لماذا لم تتحرك فرتيال وذلك أضعف الإيمان للتكفل بمحور دوران عند مدخل حي جوانو وتقيم على الأقل مجسم يخلد نشاطها ومنتوجها، وفي كل ذلك نتساءل ما هو سبب صمت جمعيات حماية البيئة مع استثناءات طبعا وهل قاعدة “شبع الكرش تستحي العين” أتت أكلها.
من حق سكان جوانو أن يطالبوا فرتيال والشريك الإسباني على وجه الخصوص تعويضهم على ما يعيشونه من معاناة وذلك بمساعدة السلطات المحلية والمساهمة في التنمية المستدامة.
حتى يقولون ما قاله عمدة قرية كابادا في الكونغو “الشركات الصينية هي جيراننا الطيبون إنهم موجودون دائما عندما نحتاج إلى المساعدة”.