نادية.ل / نبيل.ب
سجلت مصالح الحماية المدنية، الأربعاء 17 أوت 2022، أثقل حصيلة للحرائق منذ بداية الموسم، بعد تسجيلها لـ39 حريق في يوم واحد، كان أعنفها في ولايتي الطارف وسوق أهراس، حيث تسببت ألسنة النيران التي بلغت المجمعات السكنية في سقوط 26 ، وتم إخلاء العديد من الأحياء والهياكل العامة، لتجنب سقوط ضحايا، فيما خسر الغطاء النباتي والغابي مئات الهكتارات.
وكشفت ذات المصالح من خلال بيان لها، بأن ولاية الطارف كانت أكثر الولايات تضررا بموجة الحرائق، حيث سجل بها 16 حرائق، تليها سوق أهراس، سطيف وقالمة بثلاث حرائق في كل منها، كما سجلت ذات المصالح حريقين بكل من سكيكدة وتيبازة، وحريق واحد في كل من ولايات تيزي وزو، باتنة، ميلة، عنابة، قسنطينة بالإضافة إلى برج بو عريريج وكذا ولاية جيجل، حيث اختلفت شدة الحرائق بين هذه الولايات.
32 حالة وفاة في الحصيلة الأولية لضحايا الحرائق
كشفت مصالح الحماية المدنية، عن الحصيلة الأولية لضحايا الحرائق التي اندلعت بغابات الولايات الشرقية على غرار الطارف وسوق أهراس وسكيكدة وبجاية وسطيف وجيجل وعنابة، حيث تم تسجيل 26 حالة وفاة في الحصيلة الأولية لضحايا الحرائق، وأوضحت ذات المصالح، أن 24 حالة وفاة تم تسجيلها بالطارف، في حين تم تسجيل حالتي وفاة بسطيف.
وحسب تصريح رئيس بلدية القالة بالطارف حلقوم كمال، فقد تم تسجيل تفحم 20 جثة إثر انحراف حافلتين بالقرب من حديقة برابطية بالقالة، فيما قال رئيس لجنة الفلاحة بالمجلس الشعبي الولائي أن حصيلة وفيات الحرائق بلغت 27 وفاة بالطارف.
ومن جهته نشر عضو بالمجلس الشعبي، أحمد برايكية، على صفحته الرسمية عبر “فيسبوك” أنه تم تسجيل ولحد كتابة هذه الأسطر وفاة 32 شخصا متأثرين بحروق من الدرجة الثالثة في مستشفى القالة بالطارف .
الحرائق تحول غابات بأكملها إلى رماد وتهدد سكان القرى
وتسببت الحرائق التي عرفتها الطارف التي كانت الأكثر تضررا، في إتلاف عشرات الهكتارات من الغطاء الغابي، كما تقدمت ألسنت النيران إلى المجمعات السكنية، ما تطلب عدة عمليات إخلاء لتلك السكنات لتجنب أي خسائر في الأرواح، إلى حين التمكن من إطفاءها، وتوفي 8 أشخاص في حادث احتراق حافلة على مستوى الطريق الوطني رقم 84أ الرابط بين القالة وعنابة بالضبط بقرية المالحة.
وحسب مصالح الحماية المدنية الحادث تمثل في احتراق حافلة وخلف وفاة 8 أشخاص، وهذا كحصيلة أولية لحد كتابة هذه الأسطر.
وتجددت الحرائق رغم عمليات الإطفاء النهائية لمختلف المواقد المشتعلة منذ يومين، حيث اندلعت حرائق جديدة عبر عديد المشاتي والبلديات منها عاصمة الولاية، والتي ساهمت الحرارة القياسية وهبوب الرياح في امتداد السنة اللهب واقترابها من التجمعات السكانية، ما استنفر مصالح الولاية والحماية المدنية ومحافظة الغابات للحفاظ على الأرواح وإخماد النيران، في عين قصبة وببلدية بني صالح ومشاتي كل من السماتي ومشتة حدة ومنطقة عين خيار ببلدية عاصمة الولاية .
بالإضافة نشوب حريق في منطقة أم الديس ببلدية بوتلجة وجبال البدوي ببلدية الذرعان، حيث تتواصل عمليات الإخماد التي جندت لها كل الوسائل المادية والبشرية، وحسب معلومات رسمية من مصالح الولاية فقد تم غلق الطريق الوطني رقم 44 عند منطقة بوثلجة وعاصمة الولاية بعد أن وصلت النيران إلى حوافها، وذلك لضمان سلامة السائقين والمسافرين والمواطنين.
كما خلفت الحرائق جرحى بالقالة بريحان وعين خيار وعقبة الشعير لهم حروق متفاوتة الخطورة، ومن جهتها فعلت المجالس الشعبية البلدية بالطارف مخططات النجدة حيث تم فتح ملاجئ بالمساجد بالمؤسسات التربوية لإيواء السكان الفارين من ألسنة النيران، وأكدت مصادر أنه تم تسجيل خسائر ضخمة في الثروة الغابية والحيوانات البرية .
سونلغاز تعلن طوارئ وتقطع الكهرباء والغاز على 13700 زبون بالطارف
من جهتها أعلمت مديرية توزيع الكهرباء والغاز بالطارف، أنه على إثر نشوب حرائق في مناطق مختلفة من الولاية، تم قطع احترازي بالتزويد بالطاقة الكهربائية والغاز الطبيعي لسلامة المواطنين، وتم قطع التيار الكهربائي عن أزيد من 13 ألف و750 زبونا في كل من بلدية الطارف، أين تم قطع التيار الكهربائي عن 10 سكنات لإطارات الولاية بسيدي بلقاسم، مشتة حدة، منطقة النشاطات التجارية، منطقة المطروحة، السماتي، فيض الغبار، عين الخيار.
كما تم قطع التيار الكهربائي ببلدية الزيتونة كاملة، بلدية بوثلجة كاملة ومنطقة بورديم، بلدية عين عسل (قطع وإرجاع الطاقة) الركابة، بلدية القالة (قطع وإرجاع الطاقة) في تحصيص بوليفة، مركز المجاهدين، منطقة البانقالو، كما تم قطع الطاقة الغازية في كل من بلدية الطارف 10 سكنات لإطارات الولاية بسيدي بلقاسم، القرقور، وكذا بلدية بوحجار في منطقة أم عشرة، وتم تجنيد كل الفرق لإعادة تزويد السكان بالكهرباء والغاز في أقرب الآجال.
إجلاء 350 عائلة مؤقتا وإبعادها من خطر الحرائق بسوق أهراس
أعلنت مصالح ولاية سوق أهراس في بيان لها، أنه تم إجلاء 350 عائلة مؤقتا من منازلهم وإبعادهم من مناطق الخطر بسبب الحرائق المهولة المندلعة بالولاية، وحسب ما جاء في البيان، فغن هذه الحرائق التي اندلعت اليوم بكل من بلديات الولاية الزعرروية، سوق أهراس، الدريعة،المشروحة، تيفاش، أدت إلى عدد من الخسائر المادية.
وأشارت مصالح الولاية، أن جهود إخماد مختلف هذه الحرائق متواصلة بحضور وإشراف ميداني مباشر لبوزقزة لوناس والي سوق أهراس، رفقة رئيس المجلس الشعبي الولاية والسلطات المحلية الأمنية والعسكرية والمدنية، بالمناطق المأهولة بالسكان.
كما تم إجلاء 350 عائلة مؤقتا، وقد تم لحد كتابة هذه الأسطر التحكم في عدد من الحرائق ومنع استمرار تقدمها حيث ستتواصل العملية إلي غاية التحكم الكلي في الحرائق المندلعة حسب ذات البيان.
نشوب 3 حرائق بباتنة
شهدت باتنة 3 حرائق في وقت متقارب، الأول نشب في غابة بوزوران الواقعة غير بعيد عن قلب مدينة باتنة، وهو ما استدعى تدخل أعوان الحماية المدنية الذين أخمدوا الحريق فجر الثلاثاء، أما الحريق الثاني فقد وقع في نواحي مشتة زراولة التابعة إداريا لبلدية عين ياقوت، وخلف عدة أضرار، كما شب حريق في أحد البساتين الواقعة بمنطقة بن علي التابعة لبلدية وادي الماء، غير بعيد عن دائرة مروانة بباتنة، حيث تدخلت فرق التدخل بغية التحكم في هذا الحريق وإخماده.
وفاة أم وابنتها بسطيف
أعلنت الحماية المدنية لولاية سطيف عن وفاة أم وابنتها في حرائق الغابات بعين السبت في دائرة بني عزيز، كما أعلنت عن إصابة شخصين في الحرائق التي اندلعت بـ 3 مناطق في سطيف بكل من بلدية عين السبت والبابور وبلدية موكلان.
حيث توفيت سيدة في الستين من العمر، وابنتها البالغة من العمر 20 سنة، جثتين هامدتين، بمنزلهما العائلي المتواجد بقرية أولاد أحمد ببلدية عين السبت في دائرة بني عزيز.
وحسب مصادر مطلعة، فإن الأم وابنتها فارقتا الحياة اختناقا بدخان النيران التي حاصرت المنزل العائلي، وهي ألسنة النيران التي انطلقت من مشتة الأربعاء ووصلت إلى مشتة السطاح القريبة من غابة ولبان السياحية، حيث التهمت النيران والتي لا تزال مشتعلة لحد كتابة هذه الأسطر والتي ساعدتها الرياح القوية في الانتشار، أكثر من 40 هتكارا من أشجار البلوط بالخصوص والأدغال والأحراش.
الحرائق تطال محمية بني صالح وغابات قالمة
عرفت ولاية قالمة أمس، ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة القصوى التي تجاوزت عتبة الـ45 درجة تحت الظل،لترتفع إلى أكثر من 50 درجة تحت الشمس نتيجة الرياح الجنوبية الحارة التي هبت بقوة على المنطقة منذ الساعات الأولى من يوم أمس الأربعاء.
درجة الحرارة المرتفعة فضت حضرا للتجوال بشوارع كل مناطق الولاية، إلا للضرورة القصوى، كما تسببت تلك الحرارة المرتفعة التي لم تشهد قالمة مثلها منذ حلول فصل الصيف، في اندلاع حرائق في مناطق بلخير وماونة وبوحشانة والنشماية، وأهمها الحريقان اللذين شبا على مستوى محمية بني صالح واللذان تم تسخير كافة الإمكانيات لإخمادهما وسط ظروف صعبة وتضاريس وعرة.
وما زاد من صعوبة تدخل المصالح المعنية من حماية مدنية ومصالح الغابات والجيش والأمن والدرك هو رياح الشهيلي الحارة والتي تهب بقوة مع حرارة مرتفعة جدا، حيث لا تزال جهود الإخماد قائمة إلى حد كتابة هذه الأسطر،مصالح الحماية المدنية بقالمة كانت أيضا قد تدخلت في الصباح الباكر على مستوى جبال ماونة لإخماد حريق أسفر عن إتلاف 15 هكتارا من المساحة الغابية.
كما اندلع حريق بمشتة الرماضنية بعين العربي وتسبب في إتلاف 6 هكتارات من الأدغال والأعشاب الجافة،هذا إضافة إلى حريق آخر بجبل بوقرنيسة بحمام النبائل وأتلف 5 هكتارات من الأعشاب الجافة والأدغال،حيث اندلعت تلك الحرائق تقريبا في وقت واحد وهو الثانية فجرا، كما اندلع حريق جبال بني صالح على الثامنة صباحا على مستوى كاف الكراث وكاف الرامول،في حين اندلع حريق آخر بكاف الريح ببلدية بوحشانة، كما اندلع حريق آخر بمنطقة بودمة بعين العربي في حدود حوالي الساعة التاسعة صباحا.
أما عن أسباب تلك الحرائق فهي تبقى مجهولة إلى حين صدور نتائج التحقيقات من طرف المصالح الأمنية المختصة،وقد تكون معظم تلك الحرائق بفعل فاعل لاسيما الحرائق الثلاثة التي اندلعت بجبال ماونة وعين العربي وحمام النبائل، والتي كانت قد اندلعت في وقت مبكر جدا من صباح الأربعاء أي في حدود الثانية فجرا.
كما تجدر الإشارة إلى أن جل إمكانيات مصالح الحماية المدنية والغابات في الميدان من أجل السيطرة على تلك الحرائق،فيما كشف بوبكر وادي محافظ الغابات بقالمة، أمس، من موقع حريق جبل بني صالح،أنه سيتم التدخل بوسائل جوية إذا تمت السيطرة على حرائق في ولايات مجاورة،وهي الحرائق الأكثر أهمية نظرا لخطرها على السكان،حيث تعطى الأولوية في التدخل بالوسائل الجوية للحرائق التي تشكل خطرا على السكان المجاورين لتلك الحرائق.
الجيش يقحم مروحيات لإخماد الحرائق
سخرت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي مروحيات تابعة للقوات الجوية للمشاركة في عمليات إطفاء الحرائق التي اندلعت بغابات الولايات الشرقية على غرار الطارف وسوق أهراس وسكيكدة وبجاية وسطيف وجيجل وعنابة.
وجاء في بيان وزارة الدفاع الوطني، “إنه على إثر الحرائق التي اندلعت بغابات الولايات الشرقية على غرار الطارف وسوق أهراس وسكيكدة وبجاية وسطيف وجيجل وعنابة بالناحية العسكرية الخامسة، سخرت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي مروحيات تابعة للقوات الجوية للمشاركة في عمليات الإطفاء خاصة في المناطق ذات التضاريس الوعرة التي يصعب الوصول إليها.
وهو ما يشكل دعما كبيرا لعمل مفارز الجيش الوطني الشعبي في الميدان المشاركة في إخماد الحرائق المندلعة بمختلف المناطق الغابية والقرى المنكوبة”.
وأضاف البيان، “إن الجيش الوطني الشعبي، وفي إطار مهامه الإنسانية النبيلة، وبالرغم من قوة الرياح التي حالت دون تدخل المروحيات في بعض المناطق، لن يدخر أي جهد ولن يتوانى في تجنيد وبذل كافة إمكاناته المادية والبشرية حتى الإخماد النهائي لكافة الحرائق المندلعة.”
الرئيس تبون يعزي عائلات ضحايا الحرائق بسطيف والطارف
تقدم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بتعازيه الخالصة والمواساة لأسر ضحايا الحرائق، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، وحسب بيان لرئاسة الجمهورية، فإن الرئيس تبون أكد وقوف الدولة والتجند التام لمختلف المصالح بتسخير كافة الإمكانات البشرية والوسائل المادية لإخماد الحرائق والتكفل بالمتضريين.
وجاء في البيان، “إنه على إثر الحرائق التي تشهدها بعض ولايات شرق الوطن، والتي خلفت عددا من الضحايا في كل من سطيف والطارف، يتقدم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بتعازيه الخالصة والمواساة لأسر ضحايا الحرائق، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، ويؤكد وقوف الدولة والتجند التام لمختلف المصالح بتسخير كافة الإمكانات البشرية والوسائل المادية لإخماد الحرائق والتكفل بالمتضريين”.
