إبتسام بلبل
باشر أول أمس، وفد البعثة الاستعلامية المؤقتة للجنة الثقافة والسياحة والاتصال دوريته نحو ولايات الشرق للاطلاع عن كثب عن النقائص المسجلة في القطاعات ذات اختصاصات اللجنة من ولاية باتنة.
أين كانت له عدة محطات وقف عندها للاطلاع عن كثب عن النقائص المسجلة في القطاعات ذات اختصاصات اللجنة، وهذا في إطار مرافقة توجيهات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون الهادفة للنهوض بهذه القطاعات وترقيتها .
وانطلقت اللجنة التي يقودها عبد الله العلوي، رئيس اللجنة، من الموقع الأثري تازولت، أين استمع لشروحات قدمها المدير الولائي أوضحت أن المدينة عسكرية رومانية تأسست كمعسكر للفرقة الثالثة الرومانية، وتعتبر من أهم المدن الأثرية في الجزائر من ناحية مخزونها التراثي، قبل أن يرفع انشغالا يتعلق بمقترح توسعة وربط طريق الموقع الأثري لامباز بالطريق الوطني 31، ومعاينة الحفريات الأثرية واستكمال الأبحاث فيها، قبل التوجه إلى هاغيت ببلدية تكوت بجبال الأوراس حيث وقف الوفد بالموقع الذي أطلقت به أولى رصاصات الثورة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي على يد ثلة من الشهداء والمجاهدين الذين قاوموا وناضلوا أقوى قوة استعمارية آنذاك، مستذكرين أمجاد الثورة التحريرية المجيدة أمام نصب تذكاري يخلد أسماء الشهداء الذين سقطوا في معارك ثورة نوفمبر المجيدة، كما عاين الوفد نقيشة لاتينية تذكر برحلة فصيلة عسكرية رومانية عام 145 ميلادي.
و بالموقع الأثري شرفات غوفي، وهو القطب السياحي الطبيعي التاريخي الجذاب الذي يمتاز بمناظر طبيعية خلابة وببيوته المعلقة على سفوح الجبال وبساتينه المترامية الأطراف على وادي الأبيض، والتي صنفت محمية وطنية كما صنفها اليونيسكو تراثا عالميا محميا، وتستقطب الآلاف من السياح المحليين والأجان.
كما رصد الوفد عدة انشغالات تتعلق بإعادة النظر في المرسوم الذي صدر سنة 2012 والمتعلق بعقد الملكية، ضرورة تفعيل مجال الفندقة والإيواء والإطعام وتشجيع الاستثمار، حماية الموقع من الاندثار عبر ترميمه وتهيئته وتوفير الطرق التي تؤدي إليه بالإضافة إلى حمايته من حرائق الغابات وكذلك توظيف الجهود المتاحة بما يعود بالفائدة على قطاع السياحة بالمنطقة.
وفي سياق متصل، اطلع الوفد على مشروع مخصص في إطار صيغة الإيواء لدى الساكنة للاستقبال السياحي في أفضل الظروف، وكنموذج زار بيت “عزوز تمعشرت” الذي يسمح للزوار باستكشاف الموروث الثقافي والتاريخ القديم لمنطقة الأوراس.
وقد أكد مدير السياحة بالولاية على ضرورة تعميم هذا النموذج للنهوض بالقطاع السياحي بالمنطقة، ومن جهتهم أشاد النواب بهذه المبادرة وأكدوا على ضرورة تفعيل دور الإعلام في هذا المجال، قبل أن يتنقلوا لمعاينة قلعة منعة، أين التقى الوفد بممثلي 3 جمعيات ثقافية وقد سجلت عدة انشغالات منها ضرورة تهيئة القلعة، تعبيد طريق بطول 18 كلم الذي يربط مباشرة بشرفات غوفي، مشكل الإيواء وهو مسجل بوزارة الشباب والرياضة ويبقى مشكل الاعتماد المالي، وأيضا ضرورة إنشاء طريق يربط بين المواقع الأثرية وكذا تقريب شرفات غوفي على مسافة 8 كلم مسجلة ولكنها تعاني مشكل عدم توفر الغلاف المالي، أما بالنسبة لتفرنت التي تحتوي على تيكوباي أين استشهد فيها أحد رموز الثورة المظفرة، البطل مصطفى بن بولعيد، فقد سجل انشغال تعبيد الطريق المؤدية إليه.
بعدها تنقل الوفد البرلماني إلى الموقع الأثري تيمقاد، ووقف عند متحف تيمقاد حيث رفع انشغال يتعلق بضرورة تسجيل عملية ترميم مستعجلة للوحات الفسيفسائية النادرة عالميا والتي هي معرضة للتلف، تصدع وتشقق جدران المتحف.
وقد سجل مطلبا بضرورة ترميمه نظرا لتدهور حالته جراء العوامل الطبيعية وتوقف عمليات الترميم والإصلاح منذ مدة، إلى جانب الإسراع في رفع التجميد عن مشروع ترميم موقع تيمقاد الذي يستقبل سنويا أكثر من 100 ألف زائر سنويا وطنيا وأجنبيا بالإضافة إلى افتقاره لأدنى المرافق والخدمات.
كما استمع الوفد،أيضا، إلى جملة من الانشغالات تخص عمال الآثار تمحورت حول ضعف الأجور وعدم حصولهم على منحة المردودية وعدم تحصلهم على اللباس الخاص بالحراس منذ سنة 2011 على حد قولهم، وكان للوفد في زيارة اليوم الأول لقاء مع مستثمر لفندق خاص والذي طرح مشكلا متعلقا بالبنك.